الحركة العمالية في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود

اقرأ في هذا المقال


ظهور الحركة العمالية في الدولة السعودية:

في أواخر الأربعينيات ومطلع الخمسينيات، ظهرت في الدولة العربية السعودية البوادر الأولى التي تشير إلى ظهور قوى اجتماعية جديدة لم يشهدها البلد من قبل، حيث أخذت تظهر على المسرح السياسي، وأن نزاعات اجتماعية لم يسبق لها مثيل آخذة في التطور. ولأول مرة طرحت الطبقة العاملية الفتية مطالبها.

الحركة العمالية في شركة أرامكو:

عام 1945 حدث أول توقف عن العمال للعمال الأجانب في شركة أرامكو، وقدمت الإدارة تضحيات وقتها، إذ أكدت أن يكون العمل لمدة ثمان ساعات ونصف ساعة يومياً و 6 أيام في الأسبوع، وأن تعطي إجازة سنوية مدفوعة الأجر لمدة أسبوعين. ولكن الأجانب المضربين سرحوا فيما بعد.

وفي أواخر الأربعينيات شهدت حقول النفط اضطرابات عمالية جديدة. إثر هذا الوضع أصدرت الحكومة السعودية في تشرين الأول من عام 1947 قانون عمل استخدمت عند وضعه التشريعات المصرية. وحدد أسبوع العمل بستة أيام ويوم العمل بثماني ساعات في كل مؤسسة يزيد عدد العمال المأجورين فيها على العشرة.

في عام 1952 شكّل عمال أرمكو لجنة بمثابة نقابة، وفي العام التالي بدؤوا كفاحهم بجد. فقد طالبوا بضمان حق التنظيم النقابي وزيادة الأجور وقطع أصل التمييز العنصري وتوفير مساكن جديدة للعمال ودفع أجور النقل واعتماد اللغة العربية في المدارس. ورفضت إدارة أرامكو عن تنفيذ هذه المطالب، وأيدتها اللجنة الملكية الخاصة، واعتقل 12 عضواً من اللجنة العمالية. وفي 17 تشرين الأول بدأ إضراب شارك فيه بنحو عشرين ألفاً من العمال العرب في أرامكو، وأعرب سكان المنطقة الشرقية عن تعاطفهم مع المضربين، إذ أنّ الموقف من الأمريكان وثرائهم ونمط حياتهم كان سلبياً أو عدائياً.

أعلنت الأحكام فيما يخص النفط، وتم نقل إلى المنطقة مع اللجنة العمالية والموافقة بالكثير من مطالب المضربين: زيادة الأجور بنسبة 12-20% وتزويد العمال بملابس العمل والغذاء وتوفير وسائط النقل ومنحهم درجات تأهيلية أعلى. وأطلق سراح الذين تم أسرهم من أعضاء اللجنة وأعيدوا إلى أعمالهم، ولكن العمال لم يحصلوا على حق التنظيم النقابي. وقد انتهى الإضراب في الأول من تشرين الثاني.

كان  الإضراب يعني البداية  في نقلة جديدة نوعاً ما في الحركة العمالية في العربية السعودية. وبالفعل استمرت في السنوات الثلاث اللاحقة المناقشات بين مندوبي العمال والشركات، وتولت هيئة ملكية خاصة النظر في الصراع. ولكن السعي للامتناع دون وجود حركة عمالية منظمة كان القاسم المشترك بالنسبة للسلطات السعودية والشركات.

الأحداث التاريخية للحركة العمالية التي ظهرت في شركة أرامكو:

كونت أرامكو ما يسمى بهيئات الاتصال، وكلفت مباشرة بدراسة مطالب العمال لتجنب النزاعات. أما في الواقع فإن هذه اللجان كانت تبحث عن العناصر الحربية وتلاحق النشطاء من العمال. عام 1956، حينما أدت الأحداث الثورية في مصر إلى تعاظم الحركة المناهضة للإمبريالية في سائر البلدان العربية، أصبحت المنطقة الشرقية المركز الطبيعي للتحركات الجماهيرية. وعندما وصل الملك سعود إلى ظهران في عام 1956 استقبلته مظاهرة جماهيرية ترفع شعارات مناهضة للإمبريالية وطالب المتظاهرون بإجلاء القاعدة الأمريكية.

وتم الطلب من الملك بإعطاء مطالب العمال وهي: الاعتراف رسمياً بالهيئة التي انتخبوها، وزيادة علاوة ارتفاع نسب المعيشة، وزيادة رواتبهم التي يتقاضوها شهرياً، وتقليل يوم العمل ووقف التسريح الكيفي ومساواة العمال المحليين والأمريكان في الحقوق وإلغاء التمييز العنصري وإصدار قانون يكفل بحقول عمال أرامكو ويحمي كرامتهم .

بعد مضي يومين، في الحادي عشر من تموز، أصدر الملك بياناً يمنع كل الإضرابات والمظاهرات ويوقع على المخالف عقوبة الحبس لمدة لا تتجاوز الثلاث سنوات. بدأت حملة اعتقال وتعذيب العمال النشطاء وفق قوائم أعدتها الأجهزة الخاصة لأرامكو. وفي 17 تموز أعلنت اللجنة المركزية للعمال العرب الإضراب العام، كان من بين المطالب التي طرحتها الفئة الذكية من العمال، سن الدستور والسماح بالأحزاب السياسية والتنظيمات الوطنية، وتقنين حق التنظيم النقابي وإلغاء البيان الملكي حول حظر الإضرابات وإيقاف تدخل أرامكو في شؤون البلد الداخلية وإخلاء القاعدة الأمريكية من الظهران وإطلاق سراح المعتقلين كافة.

لكن من المستبعد أن تكون مجموعات العمال في الإحساء قد وصلت في ذلك الوقت مستوى كافي من الوعي البروليتاري والسياسي، يجعلها تدفاع عن مثل هذه المطالب لذا فإن الإضراب القصير لم يعطل عمل حقول النفط. واستخدم في عمليات قمع العمال بدو من هجر الإخوان والحرس الشخصي لأمير المنطقة الشرقية المكون من العبيد والمعتوقين. وقد اعتقل مئات الأشخاص وعذبوا، وصدرت أحكام بالحبس لمدة مختلفة والطرد من البلاد.

و عام 1956 وقع الإضراب الأول بعد بيان الحظر الصادر، توقف السواقين العاملين لدى إحدى التجار عن العمل ولذلك بسبب الساعات الإضافية للعمل. و عام 1956، من المهم ذكر إلى أن الاضطرابات العمالية كانت آخر تحرك كبير تقوم به البروليتاريا السعودية من الخمسينيات إلى السبعينيات .

المصدر: تاريخ ملوك آل سعود للامير سعود بن هذلول الطبعة الأولى 1380 هجريتاريخ المملكة العربية السعودية للدكتور عبدالله الصالح العثيميين الطبعة الثامنة 1418 تاريخ الدولة السعودية تأليف امين سعيد الطبعة الأولىالمملكة من الداخل تاريخ السعودية الحديث نقلة إلى العربية خالد بن عبد الرحمن العوض الطبعة الرابعة


شارك المقالة: