تاريخ النهضة الصحية في دولة قطر

اقرأ في هذا المقال


التطور الصحي في دولة قطر:

إنّ دولة قطر تهتم بشكل كبير في القطاع الصحي في البلاد، ونلاحظ ذلك من خلال توفيرها الخدمات الصحية وصرفها للعلاج  في الإمارة بشكل مجانِي ومتاح للجميع ومن يُقيم في دولة قطر سواء أكان قطري الأصل أو لم يكن يحمل الجنسية القطرية مهما كان ثمنه، يقوم الأطباء بالانتقال إلى منازل المرضى كجزء من عملهم الرسمي إذا استدعت الحالة للكشف عليهم أو إجراء الاسعافات الأولية حتى إذا كان المريض خارج العاصمة.

وفي عام 1963 أصدرت الحكومة بياناً متعلقاً بخصوص تنظيم العلاج الطبي للمرضى الذين يرسلون إلى خارج دولة قطر للمعالجة، في الحالات التي تقرر اللجنة الطبية المختصة عدم توفر وسائل علاجهم في البلاد، فيتم إرسال المريض ومعه من يصاحبه من أهله إلى أحد المستشفيات في الدول العربية أو الدول الأجنبية، حيث يقيم المريض ومرافقه ويقدم له العلاج اللازم مهما قُدرت تكاليفه على نفقة الحكومة الخاصة على الشكل التالي:

  •  أجور السفر من الدوحة العاصمة إلى مكان العلاج والعودة إليها بالدرجة السياحية وبأقصر الطرق وأوفرها.
  •  مصاريف العلاج في الخارج.
  • النفقات اليومية للمأكل والمبيت والتنقلات للمرضى الذين يتلقون علاجهم خارج المستشفى ومرافقيهم وقدرها للشخص الواحد 35 ليرة لبنانية في لبنان، 35 فرنکا سويسريا في سويسرا، 3,5 جنيه في لندن، 35 روبية في الهند، 3,5 جنيه في مصر.

مصاريف يومية للمرضى الذين يعالجون في المستشفيات والمصحات  تقدر بنحو: 2 ليرة في لبنان،  2 فرنك في سويسرا، 2,5 شلن في لندن، 20 قرشاً في مصر، تدفع تلك النفقات في كل أسبوع مرة من خلال الحكومة القطرية.

المستشفيات في دولة قطر:

 مستشفى الرميلة:

أسّس هذا المستشفى على أرض تقع غرب الدوحة تتميز أرضها بأنها ذات ارتفاع عالي، بحيث تقدر مساحتها 300 ألف باردة مربعة، ولقد تم تصميم هذا المستشفى بشكل مماثل للمستشفيات الأوروبية من حيث بنائه وتأثيثه بأفخر الأثاث والمعدات، ويحتوي على أجهزة مركزية مختصة بالتدفئة والتبريد، ويتسع 196 سريراً، فقد كان ذلك المستشفى يتميز في اهتمامه بالنظافة والنظام والعناية بالمرضى، تم تقديم الغذاء إلى المرضى بقياس عام لا فرق بين غني وفقير.

إنّ ذلك المستشفى يتميز بحسن الإدارة والتنظيم، حيث خصص لكل مريضين غرفة خاصة تتوفر فيها جميع وسائل الراحة، وللمريض أن يطلب ما يشاء من المرطبات وعصير الفواكه والشاي له ولضيوفه في أي وقت يريد، بحيث كان المستشفى يضم مرضى من الجنسيات مختلفة منهم: الإيراني والهندي وأبناء الخليج العربي وجنسيات أخرى، ويضم المستشفی غرفة للعمليات الجراحية مزودة بأحدث الآلات والمعدات الجراحية المستعملة في المستشفيات الأوروبية بجانب المختبرات وأجهزة الأشعة.

مستشفى النساء:

يقع ذلك المستشفى في العاصمة الدوحة يختص بالولادة والأمراض النسائية ولا يعمل فيه سوى الإناث، ويحتوي على 85 سريراً، ويقدم المستشفى بالدرجة الأولى اهتمام كبير بأمور الولادة، حيث يحتفظ بالطفل بعد ولادته مدة أسبوع مع والدته في المستشفى، يتميز ذلك المستشفى بعناية فائقة بالأطفال الرُّضع الحديثي الولادة، إنّ معدل الولادة في كل شهر يُقدر بحوالي 150 عملية ولادة.

 مستشفى الأمراض الصدرية:

يعتبر هذا المستشفى من أقدم المستشفيات في دولة قطر، بحيث كان يختص في معالجة الأمراض المستعصية والصدرية، فقد تم توسيعه وتنظيمه على الطراز الحديث والمتطور، وهو يضم 204 سريراً وعيادة خارجية، وفي العاصمة يتوافر مجموعة من المستوصفات والعيادات الخارجية كلها مفتوحة في الليل والنهار لقبول المراجعين.

لقد وجهت الحكومة القطرية الأوامر للقيام بتأسيس مستوصفات سيارة متنقلة، تقوم بمهمة زيارة القرى النائية التي لا يستطيع سكانها القدوم إلى المستشفيات، وتحتوي المؤسسة الطبية على سيارة من هذا النوع ويعتبر مستشفى متنقلاً مكيفاً بالهواء وفي السيارة كل ما يجب أن يجده الطبيب لعلاج الأمراض من أشعة أكس وأجهزة للتحاليل المرضية ومعدات لمعالجة الأسنان، ومستحضرات الطب الوقائي.

 الهيئة الطبية في دول قطر:

يبلغ عدد الأطباء العاملين في المستشفيات الحكومية في الوقت الحاضر 40 طبيب من مختلف الجنسيات، يقوم بمساعدتهم 154 ممرضة وممرض، وتعتني الحكومة القطرية عناية خاصة بالأطباء والممرضات والمستخدمين في مؤسساتها الصحية، حيث تمنحهم رواتب ومخصصات خاصة، بالإضافة إلى صرفها للأطباء رواتب شهرية تتراوح بين ألفين وخمسة آلاف روبية، وتوفر لهم جميع أساليب الراحة، ووضعت سيارات تحت تصرفهم لتنقلاتهم ويشترط على الطبيب المستخدم في الصحة أن لا يفتح له عيادة خاصة.

إنّ نسبة الأطباء العاملين بالنسبة إلى عدد سكان دولة قطر تعتبر نسبة مقبولة، فلو اعتبرنا عدد سكان قطر 80 ألف نسمة، بحيث يخصص لكل ألفين نسمة طيب واحد معالج، فلو أضفنا عدد الأطباء العاملين في مستشفيات شركات النفط الى مجموع الأطباء العاملين في الخدمات الصحية في دولة قطر لأصبحت النسبة طبيب واحد لكل 1500 نسمة.

المصدر: تاريخ قطر المعاصر تأليف مفيد الزيدي الطبعة الأولىنشاط القناصل البريطانيين في قطر في عهد أسرة آل ثاني 1868-1914التطورات السياسية الداخلية في قطر خلال العقد الأول من إستقلالها 1971حتي 1981تاريخ قطر العام تأليف محمود بهجت،1966


شارك المقالة: