تاريخ اليمن منذ الاكتشافات البحرية الكبري

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن تاريخ اليمن منذ الاكتشافات البحرية الكبري:

تميزت دولة اليمن منذ وقت مبكر بالموقع التجاري النشط، فقد ذكرها البحارة اليونانيين والرومان، حيث كانوا على علم تام بالمنطقة ويطلقون عليها اسم العربية السعيدة، وكان هذا المكان يقع على الطريق التجاري للبهارات، ويعد في ذلك الوقت مصدر رخاء لدويلات اليمن الجنوبي، التي ظهرت وتميزت طيلة القرن العشرين والتي سبقت العصر المسيحي، كمملكة المعنيين والسبشن وحضرموت وحمير، بحيث ساهمت عوامل عدم الاستقرار السياسي والكوارث الطبيعية مثل: تصدع سد مأرب في عام 447 قبل الميلاد والغزوات، عامل مهماً لحضارتها المشرقة.

وقد كان لغزوات الأحباش بشكل خاص نتائج سلبية على القطاعين الاقتصادي والثقافي، فمنذ ذلك الوقت لم تستطع البلاد من تخطي تلك الأزمات، وعندما بدء الفتح الإسلامي في القرن السابع، كانت ما تزال تعيش في تلك الأزمة. وقد بدل الإسلام الوضع السياسي بقضائه على التجزئة الداخلية لمصلحة السلطة المركزية، إلا إنّ انتشار الإسلام لم يحدث أي تغيير يقضي شأنه أن يستبدل العوامل الاقتصادية السيئة التي كان عليها اليمن الجنوبي، فقد استمر هذا الوضع حتى القرن الثاني عشر

مع بداية القرن الحادي عشر نلاحظ بشكل واضح تطور القطاع التجاري، بحيث استمر حتى الاكتشافات البحرية الكبرى، فعندما مر ماركو بولو بعدن في عام 1285، لاحظ النشاط الفعال لموانئها، وقد كانت تشكل في ذلك العصر 80 ألف من السكان.

الاكتشافات الكبرى حتى الاحتلال البريطاني:

بعد ظهور الإسلام وانتشاره على إطار واسع، أصبحت أسواق البهارات تقع تحت مسؤولية العرب ثم انتقلت بعد ذلك إلى الأتراك، وفي ذلك الوقت كان تجار البحر في الغرب بعيدين عن الاتصال بمراكز هذه الأسواق، وكان يجيب عليهم أن يدفعوا أسعار باهظة للحصول عليها من المصادر الكبيرة المختصة بالتوزيع في آسيا الصغرى، حيث كانت تحتوى على البضائع الواردة من الشرق الأقصى.

في تلك الفترة كان الجنوب العربي ينقسم إلى العديد من الولايات التي تتميز بطابع مستقل، والذي يخضع للسيطرة بشكل رسمي لممثلي الخليفة، فقد كان يشارك في تلك المبادلات، إلا أنه لم يكن يحتكرها لنفسه كما كان في القديم، فمن أجل التخلص من هذه المشكلة قام رجال الأعمال البرتغال والأسبان بعملية البحث عن طرق جديدة للوصول إلى الشرق، فكان النواة الأولى للبدء بعصر الاكتشافات البحرية الكبرى (الطريق إلى البهارات)، ومن ثم بدء الغزوات الاستعمارية.

اكتشاف طريق الهند:

توجه الرحالة الإيطالي ماركو بولو إلى الشرق برحلة استكشافية، كان لها مفعول كبير في إثارة اهتمام الأمراء والبحارة الأوربيين بها، ولم يعد تجار لشبونة وبورتو الذين كانوا يقومون بدور الوساطة بين المسلمين وبين الأوربيين، بالإضافة إلى قيامهم بتوزيع المحاصيل الخارجية في أوروبا، رغبة منهم في الاكتفاء بهذا الدور الثانوي، وفتي تلك الفترة وبسبب عزمهم على المغامرة فتحوا المجال أمام عصر المشاريع الاستعمارية.

فقد وضعوا أمام أعينهم هدف رئيسي وهو الحصول على مصادر الثروات وامتلاكها، وكان اهتمامهم بأصناف العالم العربي عن طريق انتزاع طريق البهارات منه وتحويلها عنه من خلال البحر الأحمر والمحيط الهندي، عاملاً كبيراً يضاف إلى الدوافع الأخرى.

إنّ اكتشاف البرتغاليين الطريق البحري الهندي في القرن الخامس عشر، أتاح لهم فرصة السيطرة على مياه المحيط الهندي، فقد قاموا باحتکار تجارة الشرق إلى الغرب، وذلك من خلال طريق الاعتماد على مجموعة من الأسواق المحمية بشكل جيد، فقد استولوا عليها على امتداد شواطئ أفريقيا وآسيا، ومنذ ذلك الوقت، تمكنوا من مد نفوذهم على مخرج البحر الأحمر وعلى الخليج العربي، لكن دون أن ينجحوا في عملية النزول على شاطئ اليمن الجنوبي.

فقد كانت السلطة العثمانية طيلة مدة سيطرة الأتراك على شاطیء اليمن الجنوبي في حالة اختلاف مع الأوربيين الذين كانوا يرغبون في ممارسة التجارة مع المنطقة، ورغم ذلك تمكن الأراك أن يصمدوا أمامهم، بحيث لم يستطيع الغربيون من توطيد أقدامهم في المنطقة بشكل نهائي.

لقد فشل البرتغاليين من التمركز في اليمن الجنوبي، حيث قام التجار الأوربيين من حماية موانئه، بالإضافة إلى قيامهم بمخالطة كبری للآخرين، وفي تلك الفترة تم تأسيس أسطولاً ذا حجم صغير يعود إلى شركة الهند الشرقية، وبعد ثلاث سنوات رست بعض قطع البحرية التابعة لشركة الشرقية الهولندية فيها، بحيث حاول قبطانها أن توقع معاهدة تجارية مع السلطات التركية فلم ينجحوا بذلك.

إنّ الهولنديين في ذلك الوقت كانوا يمارسون التجارة بالمنطقة منذ خمسين عام، لذلك فإنّ الإنجليز لم يتمكنوا في البداية من أجلاهم عن المنطقة، ففي عام 1618تمكنوا من إنشاء مركز تجاري لهم في مخا.

المصدر: بهجة الزمن في تاريخ اليمن تأليف تاج الدين عبد الباقى بن عبد المجيد اليماني،2007 اليمن الجنوبى سياسياً واقتصادياً واجتماعياً تأليف الدكتور محمد عمر الحبشى، 2008 تاريخ اليمن المعاصر 1917- 1982 ماليمن الانسان و الحضارة تأليف: عبدالله بن عبدالوهاب الشماحى


شارك المقالة: