تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن تاريخ دولة الإمارات العربية:

إنّ دولة الإمارات تنقسم إلى أربع مناطق أبرزها: الساحل، الصحراء، المنطقة الجبلية ومنطقة وادي البطين التي تقع  على ساحل خلیج عُمان، بحيث تتكون المنطقة الساحلية ذات المساحة المحدودة من منخفض رملي يحتوي على كمية كبيرة من الأملاح ويتصل بهضبة صخرية واسعة، ويبلغ طول الكثبان الرملية المتحركة في المنطقة الصحراوية بما يقدر بحولي 200 کم، وهذا ما يشكل حوالي الثلثين من مساحة الإمارات العربية المتحدة.

إنّ صحراء الإمارات العربية تعتبر قسم أساسي من أقسام صحراء الربع الخالي، بحيث ينتشر في تلك الصحراء الكثير من الواحات الصغيرة والتي تعتبر جزر خضراء في هذا المحيط الرملي متعدد الجهات، وأبرز وأكثر تلك الواحات واحة العين وواحة ليوا، فيتواجد كل منهما في إمارة أبو ظبي.

إنّ الشواطئ المتواجدة في الإمارات العربية القريبة من الخليج العربي تحتوي على عدد كبير من الجزر الصغيرة والشعاب المرجانية، بالإضافة إلى احتوائها على الآلات المستخدمة في استخراج النفط من قاع البحر، وكل هذا يشكل مشاكل كبيرة أمام الملاحة في المنطقة القريبة من الشاطئ.

تتواجد في شرق الإمارات جبال الحجاز التي يبلغ متوسط ارتفاعها بداية من 1000 إلى 1500 متر، ويصل ارتفاع بعض القمم إلى 2500 متر. وتفصل المنطقة الغربية من هذه الجبال وتسمى الحجاز الغربي والتي تمتد من شبه جزيرة على طول ساحل خلیج عُمان، بحيث تفصل إمارة الفجيرة عن الإمارات الأخرى التي تقدر بعدد ست إمارات.

يقع وادي البطين بين الجبال وخليج عُمان الذي يمتاز بخصوبة تربته ويقدر عرض هذا الوادي من 2 إلى 48 كم، فتشير المصادر التاريخية إلى أنّ دولة الإمارات لا تتوافر بها مصادر المياه الطبيعة باستثناء تواجد القليل من الينابيع الصغيرة والآبار الموجودة في الواحات، وذلك فإنّ مسائل تحلية المياه تعتبر من أهم المسائل في تلك الفترة، وخاصة أنّ دولة الإمارات العربية المتحدة تقع في منطقة شبه استوائية جافة وتخضع لتأثير الرياح الحارة الآتية من صحراء شبه الجزيرة العربية، والخليج العربي والمحيط الهندي من جهة.

ولذلك فإنّ الرياح في دولة الإمارات التي تأتي من الجنوب والشرق تتغير في كل فصل، أما فيما يتعلق بالمنطقة الساحلية من البلاد فهي تقع تحت التأثير الدائم للتيارات البحرية والتي تخف من شدة الحرارة، ولكنها في الوقت نفسه تزيد من نسبة الرطوبة، أما في شهر تموز وأيلول فتصل درجة الحرارة في المنطقة الساحلية إلى أكثر من 48 في الوقت الذي تبلغ فيه نسبة الرطوبة أكثر من 95%، وفي فترة الشتاء من كانون أول وحتى نیسان يكون الطقس دافئاً، بحيث تتراوح في النهار درجة الحرارة ما بين 20 درجة إلى 30 درجة.

المكانة التاريخية لدولة الإمارات العربية:

يبلغ عدد سكان الإمارات العربية المتحدة في عام 1978 حوالي 862 ألف نسمة، فقد كانوا العرب يشكلون حوالي 70% من السكان، حيث يقسموا العرب إلى قسمين منهم السكان الأصل ومنهم من غير الأصل، فقد قدموا إلى هنا من عُمان ومصر والأردن ولبنانوفلسطين. وفي تلك الفترة كانوا الهنود والإيرانيون والباكستانيون يشكلون جزءاً مهماً من طبقة السكان، بحيث تواجد العديد من الأوروبيين الذين يعيشون في بعض المدن، كان من أبرزهم الإنجليز والأمريكان.

وكانت اللغة السائدة في الإمارات العربية هي اللغة العربية، بحيث كانت اللغة الإنجليزية والفارسية والأوردو تنتشر بشكل واسع في بعض المدن، كان الإسلام هو الدين السائد في عاصمة اتحاد الإمارات العربية هي مدينة أبو ظبي الذي يبلغ عدد سكانها 232,6 ألف نسمة، وتوجد تلك المدينة في جزيرة في الخليج العربي ويطلق عليها نفس الاسم. أما مدينة دبي فهي المرتكز الأساسي لاتحاد الإمارات الذي يبلغ عدد سكانها حوالي 260 ألف نسمة، أما المدن الأخرى فهي عواصم الإمارات وتحمل نفس أسماء تلك الأمارات باستثناء مدينة العين.

لقد كانت أراضي دولة الإمارات العربية مأهولة بالسكان منذ القدم، حيث تم اكتشاف ذلك خلال الأبحاث الأركيولوجية التي تم من خلالها اكتشاف أدوات وبقايا مستوطنات يرجع تاريخها إلى الألف الثالثة قبل عصرنا، وتلك الآثار تم العثور عليها في منطقة العين التي تقع في جزيرة رأس النار وفي المنطقة الساحلية.

وفي منطقة رأس الخيمة تم العثور على بقايا من قصر الملكة شيبا، فتشير المصادر التاريخية أنّ وجود مثل تلك الآثار يمنح الفرصة بالقول إنّ الإمارات تمثل مكانة أسطورية في شبه الجزيرة العربية. أما بالنسبة لما تم العثور عليه في سواحل خليج عُمان من بقايا الميناء قد أعطى علماء الآثار مرتكز أساسي للاعتقاد بأنّ هذا المرفأ شكل قاعدة لانطلاق أسطول الإسكندر المقدوني.

المصدر: قراءة حديثة في تاريخ الإمارات العربية المتحدة تأليف محمد مرسي عبدالله الطبعة الثانيةالإمارات بين الماضي والحاضر تأليف الدكتور محمد حسن العيدروس الإمارات العربية المتحدة تأليف ر.ف.كليكوفسكيمجتمع الإمارات الأصالة والمعاصرة تأليف يوسف محمد، 2005


شارك المقالة: