التجارة العالمية في الدولة العثمانية

اقرأ في هذا المقال



زادت التجارة العالميّة حوالي أربعة وستين ضعف في القرن التاسع عشر، بينما زادت في الدولة العثمانيّة حوالي عشرة إلى ستة عشر مرة، تضاعفت صادرات القطن وحده بين (1750) و (1789).

وسجلت أكبر الزيادات من مينائي سميرنا وسالونيكا في البلقان ومع ذلك، قلّ الإنتاج جزئيًا في سوريا والقسطنطينيّة، بينما تضاعفت صادرات القطن إلى فرنسا وإنجلترا بين أواخر القرن السابع عشر وأواخر القرن الثامن عشر، زادت أيضًا صادرات السلع شبه المصنعة إلى شمال غرب أوروبا.

في حين أنّ السوق العثماني كان مُهمًا لأوروبا في القرن السادس عشر، إلا أنّه لم يعد كذلك بحلول عام (1900)، لم تكن الإمبراطورية العثمانية تتقلص – بل على العكس تمامًا – إلا أنّها أصبحت أقل أهميّة إقتصاديّة نسبيًّا.

فيما يتعلق بالاختلال التجاري، كانت القسطنطينيّة فقط هي التي حققت فائض استيراد، يجادل كل من لامب وماكجوان بأنّ الإمبراطوريّة ككل، والبلقان على وجه الخصوص، استمرت في تسجيل فائض تصدير طوال الفترة.

ومع ذلك، فقد تحرك الميزان التجاري ضد العثمانيّين من القرن الثامن عشر فصاعدًا، فقد رجعوا إلى تصدير السلع الفاخرة عالية القيمة، وخاصة الحرير من الشرق الأقصى وتصدير العديد من سلعه.

بدأ استيراد السلع الكماليّة خلال القرن الثامن عشر، انتقلت الصادرات إلى السلع غير المجهزة بينما تمّ استيراد السلع في نفس الوقت من المُستعمرات الأوروبيّة.

وقد تمّ إنتاج معظم هذه السلع عن طريق العمل بالسخرة الذي يقوض الإنتاج المحلي ومع ذلك، وفقا لمعظم العلماء، كان هناك توازن تجاري إيجابي في نهاية القرن الثامن عشر.

زادت التجارة في القرن التاسع عشر عدة أضعاف، ولكن ظلت الصادرات مُماثلة لمستويات القرن الثامن عشر، كان التركيز على المواد الغذائية والمواد الخام مع ظهور السجاد والحرير الخام في خمسينيّات القرن التاسع عشر.

على الرّغم من أنّ سلّة الصادرات ظلت ثابتة بشكل عام، إلا أنّ الأهمية النسبيّة للسلع تفاوتت بشكل كبير منذ القرن الثامن عشر فصاعدًا، أصبح التجار الأجانب والعثمانيّون من غير المسلمين هم المسيطرون على التجارة الدولية المُتناميّة.

مع زيادة الثراء، نمت أهميتة التجارة السياسيّة، وخاصة في سوريا ومع ذلك، سيطر التجار المسلمون على التجارة الداخليّة والتجارة بين المدن الداخليّة والساحليّة.

أصبحت التجارة الخارجيّة، وهي جزء صغير من الاقتصاد العثماني، وأكثر أهميّة قليلاً في نهاية القرن التاسع عشر، مع زيادة المنتجين الذين يتطلعون إلى أسواق جديدة.

وقد شوهد نموها طوال الفترة حسب الدراسات، ولا سيما القرن التاسع عشر طوال الوقت، كان ميزان المدفوعات على قدم المساواة تقريبًا مع عدم وجود عجز أو فائض كبير على المدى الطويل.


شارك المقالة: