التحليل السوسيولوجي للطبقات الاجتماعية في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


التحليل السوسيولوجي للطبقات الاجتماعية في علم الاجتماع:

منذ أعمال كارل ماركس أو ماكس فيبر، تطورت تدريجياً الأدوات والمؤسسات الإحصائية، فبالنسبة لتحليل الطبقات الاجتماعية والتفريع الاجتماعي، كان هذا تغيراً أساسياً.

إن تطوير منظور نظري معين، رغم تجذره في معرفة ممتازة لما أنجز من دراسات تاريخية وأبحاث حقلية، لم يعد يكفي الآن لكي يكون مقنعاً، ومهما كانت النظرية الشاملة مثيرة ومقنعة، فإنها ستواجه صعوبات في فرض نفسها إذا لم يكن بالإمكان مقابلتها بمعلومات كمية.

إذن إن ربط المنظور النظري بالاقتراحات العلمية لاستخدامها في أبحاث كمية أصبح بشكل أو بآخر ضرورياً لكل طرح علمي كي يستطيع أن يأمل بكسب المؤيدين، وسنشير من بين نتائج أخرى إلى أن هذا الأمر أدى بلا شك إلى إعطاء أهمية أكبر للتنوع الملاحظ في الوضعيات، بما أنه من المفروض أن تصبح إدارتها جميعها ممكنة بواسطة أدوات إحصائية، منهجية بطبيعتها والتعدادات السكانية هي مثل واضح عنها، يمكن من هذا المنطلق أن تكون وضعية ماركس الملاحظ مميزة بالنسبة لوضعية ماركس باني النماذج المصغرة.

إن عدد الطروحات المتنافسة حالياً محدود جدا، من أجل الدقة تتنافس حالياً ثلاث منها فقط، هنالك بالطبع بعض الطروحات الأخرى، ولكنها لم تبلغ نسبياً، ولم تبلغ بعد بالنسبة لبعضها الأكثر حداثة، مقام الأداة النموذجية للعلم.

كل هذه الطروحات الرئيسية الثلاث تملك قائمة حجج وقواعد منهجية لتنفيذ الأبحاث وأمثلة متنوعة لاستخداماتها، اثنتان من هذه الطروحات، وهي ترسيمات الطبقة لجون غولدتورب وإريك أولين رايت، تستند إلى تصورات متقطعة في البنية الاجتماعية إذن إلى ترسيمات التبعية، إنها تلك التي محاجاتها النظرية هي الأكثر تطوراً، والطرح الثالث يقدم نظرة متواصلة للبنية الاجتماعية، فمحاجاتها أكثر براغماتيكية وأقل تنظيراً، إنها المقياس العالمي الوجاهة، فالتعارض الذي أشار إليه بعض العلماء بين التصورات المتواصلة والمتقطعة للبنية الاجتماعية ما زال قائماً، بالطبع لا يهمنا في هذا المؤلف سوى الطروحات التي تحيل إلى تصورات خفية.

الإعداد العملاني وإثبات الصحة للطبقات الاجتماعية في علم الاجتماع:

إن ظهور الأدوات الإحصائية هذا أدى إلى استعادة طموح منظري عصر الأنوار على قواعد جديدة عندما بدأوا بالتكلم على الطبقات ألا وهو تحديد ما يبنين المجتمع خلف ما يسمح برؤيته بصورة مباشرة، فمن ناحية هنا ما يبنين المجتمع ومن ناحية أخرى ما يسمح برؤية.

في لغة علماء المنهج الحاليين، يجري الكلام على مفاهيم وجعل المفاهيم عملانية، وإثبات صحة المسار، فالمفاهيم تحيل إلى النظرية التي تمكن من تعريف ما نقصده بعبارة طبقة اجتماعية، والإعداد العملاني إلى تأشير المعلومات قيد التجميع التي تسمح مثلاً بتعين الأ شخاص الذين سيجري استجوابهم في إيجادها لدى معالجة المعطيات، إن عدم الحصول على الاستنتاجات المتوقعة لا يلغي صحة النظرية مباشرة إذ قد يحدث أن يكون الإعداد العملاني خاطئاً.

المصدر: مناهج البحث العملي، محمد الجوهري.محاضرات في تصميم البحوث، سعيد فرح.علم الاجتماع الريفي، غريب سيد سيد أحمد.أصول البحث الاجتماعي، عبد الباسط حسن.


شارك المقالة: