التدريب المهني المخصص لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


يشكل التدريب المهني جزء أساسي ومهم من عملية التأهيل المهني لذوي الاحتياجات الخاصة، يتناول هذا المقال عن التدريب المهني المخصص لذوي الاحتياجات الخاصة والمبادئ الأساسية للتدريب المهني، ومجالات التدريب المهني وآلية اختيار المرشحين للتدريب المهني وأساليب تدريب المهني لذوي الاحتياجات الخاصة.

التدريب المهني المخصص لذوي الاحتياجات الخاصة

يهدف التدريب المهني إلى تجهيز ذوي الاحتياجات الخاصة للتوظيف المناسب والناجح، وبناءً على ذلك  لا شك أن أعداد العاملين من ذوي الاحتياجات الخاصة مؤهلين، يجب أن يتوافق مع متطلبات الأعمال التي تتطلب مهارات خاصة، ولقد ثبت أن ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تم إعدادهم بشكل صحيح كانوا مؤهلين وقادرين على الإنتاج، مثل غيرهم من الناس العاديين.

وتنص توصيات منظمة العمل على أن التدريب المهني لذوي الاحتياجات الخاصة؛ يهدف إلى تمكينهم من القيام بأنشطة اقتصادية يمكنهم عن طريقها استغلال مؤهلاتهم وقدراتهم المهنية في ظل فرص العمل المتاحة، والتدريب المهني من الطرق ذات الفعالية التي تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على الاستقرار في عملهم.

لا يُعد التدريب المهني هدفاً نهائياً في عملية التأهيل، ولكنه يؤدي إلى مخرجات ناجحة وهذه المخرجات الناجحة هي التشغيل الملائم لذوي الاحتياجات الخاصة، يعتمد حل مشكلة التأهيل المهني لذوي الاحتياجات الخاصة وخاصة الصغار منهم، على ضمان تدريب مناسب وملائم على المهن المختلفة التي تتناسب وقدراتهم.

المبادئ الأساسية في التدريب المهني لذوي الاحتياجات الخاصة

1- إذا كان من الممكن تشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة في عمل ملائم دون تدريب، فلا داعي للتدريب المهني.

2- يجب تطبيق المبادئ والأسس التي تطبق في تدريب المهني للعاديين، على ذوي الاحتياجات الخاصة بالقدر الذي تسمح به حالتهم الصحية والتعليمية.

3- حيثما أمكن يجب أن يتلقى ذوي الاحتياجات الخاصة التدريب ظل الأوضاع والشروط التي يتلقى تحتها العاديين تدريبهم.

4- يجب وضع ترتيبات خاصة لتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة، حسب طبيعة إعاقتهم أو افتقارهم للمبادئ التعليمية الضرورية لا يمكن تدريبهم في سوق العمل مع الأفراد العاديين.

5- الاستمرار في تشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة حتى يحصلوا على المهارات التدريبية اللازمة، وحتى يكتسبوا المهارة اللازمة للقيام بالعمل على أكمل وجه كما يفعل الشخص العادي.

6- لا يوجد غاية للتدريب إلا إذا أدى إلى التشغيل في المهنة التي تدرب عليها أو في ما يشابهها.

7- ينبغي أن يفي التدريب المهني بمتطلبات سوق العمل التنافسي، كما ينغي تأمين قبول ذوي الاحتياجات الخاصة من قبل أصحاب الأعمال والمنظمات التي تختص بالأعمال وجميع الجهات المعنية التدريبية.

8- كما يجب اختيار نوع التدريب بعناية بما يتناسب مع حاجات وقدرات ذوي الاحتياجات الخاصة من جهة، ومع إمكانيات التشغيل من جهة أخرى، وإن الدراسة الدقيقة للمعلومات المتوفرة عن سوق العمل تبين حجم فرص العمل المتوفرة فيه.

9- يجب مراجعة المهن التدريبية والأشكال المستمرة باستمرار، لمعرفة ملائمتها لحاجات سوق العمل الحالية والمستقبلية، مثل هذه المراجعة وحجم المعلومات حول ذلك، هي من مسؤولية أخصائي التشغيل في مركز التدريب المهني.

10- يجب أن يتم تدريب ذوي الاحتياجات الخاصة بعمر صغير  وخاصة ذوي الإعاقة الحركية والسمعية والبصرية، في المدارس المهنية العادية، كما يجب أن يسمح  لذوي الاحتياجات الخاصة الالتحاق بالدورات التدريبية التي تنظمها مراكز التنمية الاجتماعية الريفية أو أي جهة تدريبية.

مجالات التدريب المهني لذوي الاحتياجات الخاصة

لضمان عمل مناسب ومريح لذوي الاحتياجات الخاصة وتسهيل عملية تأمين فرص عمل لهم، يجب أن يكونوا مؤهلين مهنياً أي تدريبهم وإعدادهم للحياة العملية، فالفرد يستطيع التدريب على وظيفة ما حسب درجة إعاقته وحسب قدراته المتبقية.

لا يتوقف تدريب ذوي الاحتياجات الخاصة على مراكز الخاصة بتأهيل المعوقين، بل يمكن أن يمتد إلى جميع إمكانيات التدريبية المتاحة، وبالتالي يمكن توفير التدريب المهني للمعوقين، ليس وفق أعمارهم وقدراتهم في مراكز التأهيل المهني الخاصة بالمعوقين.

ومراكز ومعاهد التدريب المهني والمدارس والكليات الصناعية والفنية والمهنية، والمشاغل المحمية والإنتاجية والمراكز التجارية المتخصصة، والمصانع والشركات عن طريق دورات تدريبية خاصة، والتدريب المنزلي لذوي الاحتياجات الخاصة الذين لا يتمكنون العمل تحت ظروف عادية أو لا يستطيعون السفر من والى مكان العمل بسبب ظروف إعاقتهم.

آلية اختيار المرشحين للتدريب المهني من ذوي الاحتياجات الخاصة

إن الاختيار الجيد للمتدربين ضروري جداً لنجاح برنامج التدريب، والمتدربين الملائمين يجب أن تتوافر لديهم القدرات التعليمية الضرورية؛ ليكونوا قادرين على الاستفادة من الدورات التدريبية وفقاً لمتطلبات المهنة أو الوظيفة، وعلى المتقدمين بطلبات للالتحاق بالتدريب أن يتوفر لديهم التصميم والإرادة للتدريب، وأن يتعلموا بسرعة وأن يكونوا مستعدين للعمل بعد التدريب، وإذا كان المعوق يمتلك مهارة ما يجب التحاقه بدورة تدريبية تتطلب مثل هذه المهارة، وذلك بقدر ما تسمح به إعاقته.

أساليب التدريب المهني لذوي الاحتياجات الخاصة

1- أينما كان ذلك ممكنًا يجب أن يسير التدريب تحت ظروف مشابهة، لتلك التي تسود المدارس المهنية العادية أو في الصناعة والتجارة.

2- يجب أن يتم وضع البرنامج التدريبي لأي مهنة أو وظيفة بالتفصيل، ولا بد من استشارة أصحاب العمل وممثلي العمال بهذا الخصوص، كما أنه لا بد من الأخذ بعين الاعتبار المهارات المطلوبة والمعرفة وعوامل السلامة.

3- يتم تحديد مدة التدريب بعد التشاور والتنسيق مع من سيقدم العمل لذوي الاحتياجات الخاصة بعد الانتهاء  من التدريب مثل فروع الصناعة والتعاونيات، كما يجب استشارة الجهات التعليمية، ويجب مراعاة مستوى المهارة الذي يجب الوصول إليه، وكذلك الحاجة لإعداد العمال للعمل المنتج.

4- متى كان ذلك ممكنا يجب أن يغطي التدريب من خلال العمل المنتج فضلاً عن التمارين العملية.

5- يتم تنظيم النشاطات العملية في مشاغل المدرسة ولأغراض الإنتاج دائماً، حيث يتم صناعة أشياء وأدوات ترسل للقسم التجاري للجمعيات التعاونية وأفراد عاديين، أما الصفوف العليا فتتدرب في المصانع والشركات كما أن امكانيات التدريب متوفرة خلال العطل الصيفية، أو بين الفصول في المصانع والشركات وخاصة في الأماكن التي سيعمل فيها المتدربون بعد الانتهاء من التدريب، إن مثل هذا النظام يساعد على التكيف الجيد مع محيط العمل في المستقبل.

عند تنظيم دورات في التدريب المهني لذوي الاحتياجات الخاصة يجب وضع الترتيبات اللازمة للتدريب النظري والميداني، كما يجب أن يكون هناك إشراف مناسب على المتدربين ويجب وضع الترتيبات اللازمة لتوفير الأشراف الطبي خلال التدريب، إن توفر الرعاية الطبية اللازمة في مركز التدريب المهني مهمة جداً لذوي الاحتياجات الخاصة أن كثيراً ما يحدث أن يلتحق بالمركز معوقون لم يتلقوا تاهیلاً طبياً مناسباً.

المصدر: 1- عبد الفتاح الشريف. التربية الخاصة وبرامجها العلاجية. مكتبة الانجلوا المصرية: القاهرة.2- عبدالله الكيلاني وفاروق الروسان.القياس والتشخيص في التربية الخاصة. 3- فكري متولي.استراتيجيات التدريس لذوي اضطراب الأوتيزم. مكتبة الرشد.4- يوسف الزعمط. التأهيل المهني للمعوقين. دار الفكر.


شارك المقالة: