العلاج بمساعدة الدولفين للأطفال متعددي الإعاقة

اقرأ في هذا المقال


العلاج بمساعدة الدولفين للأطفال متعددي الإعاقة:

تشير الأدبيات المختلفة إلى إنَّ من آثار العلاج بمساعدة الدولفين، أنَّ الأطفال المعوقين أصبحوا أكثر يقظة وانفتاحاً وانتباهاً مع بيئاتهم كذلك زادت مدة تركيزهم أثناء النشاطات بعد العلاج، بالإضافة إلى ملاحظة أنَّ هذا العلاج زاد من قدراتهم التواصلية مثل التواصل البصري زيادة إصدار الأصوات ونطق كلمات جديدة.
أما بالنسبة للتغيرات في الجانب الاجتماعي فأظهر الأطفال قُرب مكاني وتواصل اجتماعي أكثر مع الأطفال الآخرين، فلأول مرة قام الأهالي بزيادة المشاركة والمبادرة في التفاعل الاجتماعي، فوجد بأنَّهم أصبحوا أكثر شجاعة وأكثر تقديراً لذواتهم وزيادة في السلوك كذلك النشاطات المستقلة.
وأرجع الباحثين الأثر العلاجي لهذه الطريقة إلى عدة عوامل أولها تغيرات إدراك الأسر لابنائهم وتعاملهم مع أبنائهم بعد العلاج بمساعدة الدولفين، بأن الوالدين قادرين على تقييم وملاحظة أطفالهم أثناء الموقف العلاجي دون أن يكونوا مسؤولين عن الأطفال بشكل مباشر.
بذلك تكوين لديهم الفرصة في ملاحظة العلامات الدقيقة عند الطفل وبالتالي ملاحظة السلوكيات الجديدة وتفسيرها بوجهات نظر مختلفة، فنتيجة لذلك يتصرف الوالدين بطريقة ثابتة وحساسة للعلامات الظاهرة عند الطفل.
حيث يشجع الطفل على السلوك بنشاط أكثر مع البيئة، ثاني هذه العوامل الأثر العلاجي للماء وثالث هذه العوامل المعززات الايجابية، فأخيراً الآثار النمائية للأمواج فوق الصوتية الناتجة عن الدولفين يثبت علمياً أثر أي من هذه العوامل.
أما بالنسبة للبرنامج العلاجي فإنه لتنمية المهارات التواصلية للأطفال ذوي الإعاقات الشديدة، حيث يتم في اليوم الأول من العلاج اصطحاب الأسرة في جولة في مكان العلاج؛ حتى يتعرفوا على الدولفين وحركاته.
فيشارك كل طفل جلسات يومية للعلاج بمساعدة الدولفين مدة كل منها 30 دقيقة، ذلك بوجود كل من المعالج والمدرب ويراقب الأهالي النشاطات من خلال غرفة مراقبة عبر تلفاز، حيث يتكون البرنامج من 5 وحدات تدريبية والتي تضمن أن يصبح الأطفال مرتاحين بالمكان والموقف العلاجي.
ففي الوحدة الأولى يتم تعريف الطفل بالدولفين مع استعمال جميع الطرق الممكنة لتشجيع التفاعل بينهما، ففي كل جلسة علاجية يتم إعادة الأنماط التفاعلية التي تم إتقانها وإدخال أنماط تفاعلية جديدة، ففي الوحدة الثانية يتم تفاعل الطفل مع الدولفين من على مسافة بعيدة.
حيث يقوم الطفل برمي الكرات والحلقات المختلفة من ثم يتم إعادتها للطفل من قبل الدولفين، ففي الوحدة الثالثة يتم التفاعل بين الطفل والدولفين بشكل غير مباشر وعن قرب، حيث يجلس الطفل على ركبتيه في البركة أو يجلس على طرف البركة ويمسك الحلقات ذات الأحجام المختلفة من فوق الماء والتي يلمسها الدولفين بأنفه، حيث يتم إنقاص المسافة بين الطفل والدولفين ولكن ما زال التواصل من خلال الأشياء.
ففي الوحدة الرابعة يتم تواصل مباشر لأول مرة بين الطفل والدولفين، حيث يجلس الطفل داخل البركة أو يجلس على طرف البركة ويدلي قدميه في بركة الماء، حيث يقوم الدولفين بمداعبة قدم وساق الطفل هنا يستطيع الطفل أن يلمس زعانف وظهر ورأس الدولفين بالقرب منهما.
حيث يقوم المعالج بمسك يدي الطفل ويدعمه بينما يقوم الدولفين بدفع وسحب كل منهما ويقوم الطفل بالدفع والسحب بدون مساعدة المعالج إذا توفرت القدرة الجسمية لديه.

المصدر: 1_ خولا يحيى.مقدمة في الإعاقات الشديدة والمتعددة.عمان: دار الفكر.2_ تهاني عبد السلام.الترويح والتربية الخاصة. القاهرة: دار الفكر العربي.3_سيد غنيم. سيكولوجية الشخصية.دمشق: دار النهضة العربية.4_ عبد المطلب أمين.سيكولوجية ذوي الاحتياجات الخاصة وتربيتهم.القاهرة: دار الفكر العربي.


شارك المقالة: