التشغيل المهني لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


إن مجالات المهن التي يتمكن الأفراد المعوقين العمل فيها كثيرة وواسعة، إذ أنهم يُعدّون نظرياً مهيئين للعمل في أي مجال من المجالات المتنوعة، ويعتمد ذلك بالطبع على إمكاناتهم ومؤهلاتهم وقدراتهم  وعلى نوع إعاقتهم وعلى طبيعتها ودرجتها.

الفوائد التي يحققها التشغيل المهني لذوي الاحتياجات الخاصة

1- تحقيق الذات وما سينتج عنه من جوانب نفسية وجوانب إيجابية اجتماعية.

2- کسب دخل يشمل نسبة معينة من الطمأنينة ويؤمن درجة معينة في الحياة.

3-  المساعدة في عملية التطوير الاقتصادي والاجتماعي، والعمل على بناء الاقتصاد الوطني.

4- المساعدة في عملية الاندماج الاقتصادي والاجتماعي، للأفراد المعوقين في كل الأنشطة الحياتية المتنوعة.

فرص العمل المتاحة للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة

1- التشغيل في سوق العمل المفتوح

يعتبر التشغيل هو توفير فرص للفرد يستطيع من خلالها الحصول على دخل ثابت؛ نتيجة ما يبذله من جهد اأو ما يقدمه من خبرة داخل معرض إنتاج السلع وإنتاج الخدمات؛ والهدف الأساسي لتشغيل الأفراد المعوقين هو مساعدة الأشخاص الذين يحتاجون للعمل والأفراد المستعدون؛ بهدف كسب عيشهم في ضمان عمل ملائم والاحتفاظ به، إذ يتناسب العمل مع عجزهم ويستعمل قدراتهم و مؤهلاتهم ومهاراتهم  وخبراتهم أفضل استعمال ممکن.

يعد سوق العمل المفتوح، هي عدد من فرص الاستعمال التي يوفرها قانون العرض وقانون الطلب وفي ظل قانون العمل والاستعمال في سوق العمل المفتوح، والعمل على توفير فرص بهدف الاستفادة من الطاقات البشرية، وذلك للقيام بعرض إنتاج السلع وعرض الخدمات بصورة منظمة حسب مقتضيات قانون العمل هو أحد أنواع تشغيل الأفراد المعوقين.

يحتاج التشغيل في سوق العمل المفتوح أو التشغيل الانتقائي للأفراد المعوقين في بعض الأحيان، أن يتم تعديل تكييف الخدمات وتكييف الوسائل المتوفرة الأفراد غير المعوقين بناءً على احتياجات كل شخص معوق، ويتضمن التشغيل الناجح على ما يلي معرفة الخصائص الشخصية للعامل المعاق، بالإضافة إلى معرفة خصائص ومتطلبات العمل الذي سيقوم به والتحقق من مناسبة العامل للعمل الذي سوف يقوم به.

يعد تشغيل الأفراد المعوقين في سوق العمل المفتوح من أكثر أنواع التشغيل أهمية، إذ أن مجال فرص العمل كثير واسعة ومتنوعة ومنتشرة في أماكن مختلفة، كما أنه يساهم في تحقيق أو في إعادة اندماج الفرد المعوق في الحياة الاجتماعية والحياة الاقتصادية.

2- الاستخدام المحمي

إن الاستعمال المحمي هو أحد طرق تشغيل الأفراد المعوقين، ويوضح هذا الاصطلاح بصورة عام إلى التشغيل الذي ينتج تحت ظروف وتحت شروط خاصة إلى الأفراد المعوقين، والذين طبيعة وشدة إعاقتهم لا يتمكنوا أن يقوموا بعمل في ظروف عملية عادة تنافسية.

3- العمل لحساب الخاص أو المشاريع الفردية الصغيرة

ويعني قيام الفرد المعوق بتطبيق مشروع خاص والقيام بإدارته على مسؤوليته، وغالباً ما يكون هذا النوع من العمل من أحسن أشكال العمل للأفراد المعوقين، وبشكل خاص الذين يعيشون في أماكن نائية وفي الأرياف إذ يواجهون صعوبة في توفير فرص عمل في سوق العمل المفتوحة، والذين يعانون من صعوبة في السفر إلى أماكن العمل، وفي أغلب البلدان تعطي المؤسسات الرسمية أو المؤسسات الأهلية إلى تمويل لمثل تلك المشاريع بصور متنوعة.

وبالرغم من ضرورة هذا النوع من العمل للأفراد المعوقين، فإن هناك العديد من العوامل يجب أن تتوفر لضمان نجاح أي مشروع فردي صغير، ومن أهم هذه العناصر توفر الحس التجاري والامكانية من ادارة المشروع، ومعرفة شاملة بطرق البيع وطرق التسويق، ووجود رأس مال يمكن من خلاله البدء بالمشروع، ويقوم بتغطية كل المصاريف المهمة للمشروع، وتوفر الاستعداد والرغبة في هذا العمل، والتمكن من تحمل صعوبة، ومعرفة البضائع المطلوبة في سوق العمل المحلي.

4- العمل بالمنزل

يعطي العمل في المنزل للأفراد المعوقين الذين يقيمون في أماكن نائية بعيدة، ويعانون من صعوبة في التنقل من سوق العمل، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من إعاقة جسدية أو من إعاقة عقلية لا يتمكنون من  التنقل، وفي الأماكن النامية للإناث المعوقات اللواتي يفضلن العمل في البيت؛ بسبب العادات والتقاليد، والعمل من المحتمل أن يكون صناعياً أو أن يكون حرفياً ويحاجة إلى خدمة مرتبة ومتكررة ومنظمة للمتابعة؛ بهدف إنجاحه وجعله سبيلاً إلى تشغيل الأفراد المعوقين وطريقة للعيش للأفراد المعوقين المعنيين.

وهناك عوامل مهمة يفترض أن تتوفر؛ بهدف إنجاح هذا النوع من التشغيل، وجود طرق نقل ملائمة لتأمين المواد الخام للأفراد العاملين في بيوتهم وتجميع المنتجات النهائية، والقيام بتنظيم عملية الشراء أو عملية البيع وتوفير أعمال عن طريق خلال عقود أو عن طريق اتفاقيات؛ لهدف استمرارية تشغيل الأفراد المعوقين في البيت، والقيام بمراقبة الأفراد المعوقين في بيوتهم من قبل الأخصائيون المعنيين؛ بهدف إعطاء النصيحة و وتقديم الإرشاد وتقديم التعليمات المهمة والإشراف المستمر عليهم، والتنوع بالأعمال لتتلائم مع ميول واستعدادات وقدرات ومهارات الفرد المعوق.

5- العمل في المشاريع العائلية

ويقوم  هذا النوع من العمل في البلدان النامية، إذ لا يزال هناك جزء من مشاريعنا الانتاجية حتى وان كانت حرفية أو صناعية أو زراعية، قائمة بناءاً على أن الأسرة كاملة تساعد في توفير الدخل، وفي المشاريع الزراعية إذ يشترك حتى الأشخاص المعوقين عقلياً في المشروع، أما فيما يخص المدن فيغلب عليها الطابع الحرفي أو الطابع الصناعي على هذه  المشاريع، وممكن أن يقوم ولي أمر الأسرة العائلة بتدريب ابنه الذي يعاني من إعاقة، ويقوم بتشغيله في المشروع الأسري مستغنياً كذلك عن عامل ليس من داخل الأسرة.

ولهذا النوع من المشاريع المميزات التالية، إبقاء الأفراد المعوقين الذين يحتاجون إلى ترتيبات تخصهم أو يحتاجون الى عناية خاصة في جو أسري، ويتلقون الخدمة بطريقة سهلة وبدون تكلف، ويسري تكييف العمل في المشروع الأسري بصورة تلقائية بما يتناسب مع قدرات ومع مهارات الفرد المعوق، ويحد هذا النوع من العمل من اختفاء أو من تلاشي جزء من المهن، ومن الصناعات الحرفية التقليدية المرتبة في الأسرة الواحدة.

6- تعاونيات المعوقين

إن عمل الأفراد المعوقين في المشاريع أو عملهم في المؤسسات التعاونية، يساهم في إعادة إنتاجهم في نشاطات الحياة وبشكل خاص، إذا ما أنضم إلى مضمون النظام التعاوني بشكل عام، بالإضافة إلى أنه يمكن إقامة تعاونيات تخص الأفراد المعوقين أو بسببهم؛ بهدف إنجاح المشاريع التعاونية ونستطيع أن ننظم ونرتب دورات تدريبية داخل مراكز للتأهيل وللتطوير المهني أو داخل مراكز للتدريب؛ بهدف إعداد الفرد المعوق على تنظيم وترتيب ظروف وممارسات العمل الجماعي التعاوني.

وتعاونيات الأفراد المعوقين هي مؤسسة موجهة تجاه المساعدة الذاتية، وكذلك الرعاية الاجتماعية وتحتوي على أفراد يعانون من تقليل إمكانات وقدرات العمل لديهم، وكذلك حالتهم الاقتصادية وحالتهم الاجتماعية ضعيفة وهي تعتبر من ملك الأفراد العاملين فيها.

المصدر: 1- عبد الفتاح الشريف. التربية الخاصة وبرامجها العلاجية. مكتبة الانجلوا المصرية: القاهرة. 2- تيسير صبحي. الموهبة والإبداع. دار التنوير العلمي للنشر والتوزيع. الأردن. 3- تيسير كوافحة وعمر فواز. مقدمة في التربية الخاصة. دار المسيرة.4- يوسف الزعمط. التأهيل المهني للمعوقين. دار الفكر.


شارك المقالة: