التصور المنهجي عند ماكس فيبر في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


التصور المنهجي عند ماكس فيبر في علم الاجتماع:

أعلن ماكس فيبر في كتابه الاقتصاد والمجتمع، عن دراسة السوسيولوجيا بقوله، نطلق على علم الاجتماع العلم الذي يمكن أن يعرف منه النشاط الاجتماعي بالتوضيح، بتوضيحه وبيانه ثم بتفسير مساره ومفاعيله تفسيراً سببياً.

وندرك من هذه المقولة أن هناك ثلاث خطوات منهجية هي، المعرفة، البيان والتفسير، ويعني المبدأ المنهجي الأول معرفة الفرد في إطار نظرية التأثير والتأثر أو في إطار نظرية التفاعل الاجتماعي، أي إدراك المعاني التي استعملها الفعل الفردي خلال المجتمع المتخذ، ويندمج هذا المبدأ مع العلوم الإنسانية أو علوم الثقافة والروح.

وبما أن الإنسان فاعل منفرد يملك إدراكاً، ويبرز فعله عن معنى أو مقصدية ما، فمن الصعب دراسته دراسة علمية سببية وعليه موضوعية، ﻷن ذلك يتنافى مع مبدأ الذاتية في العلوم البشرية، وأكثر من هذا، فالشخص فرد مدرك وعاقل ولديه شعور، لا يمكن مقاربته في ضوء علوم التفسير، ﻷن النتائج ستكون بلا شك غير دقيقة ليس إلا، مهما حاولنا أن نتمثل العلمية والحياد والنزاهة الموضوعية في ذلك.

ويعني المبدأ المنهجي الثاني تتضمن البيان في معرفة حقيقة الواقع أو العالم الموضوعي، ويقصد بهذا أن معرفة فعل الفاعل المنفرد لا يمكن أن يتحقق إلا بمعرفة الأحكام السابقة، وتعين السياق المجتمعي، والانطلاق من المعرفة الخلفية، والبحث عن كافة المصادر التي تساعدنا على إدراك ذلك الفعل، واستجلاء المعنى الذي يقر عنه.

ويمكن اللجوء كذلك بالأفكار السابقة، على الرغم من اعتراض ذلك مع العلم، على أصل أنها مصادر أولية تسعفنا في معرفة الفعل ووضوحه، ومن هنا يتطلب المعرفة ثقافة ذاتية من جهة أولى، والتكيف الحقيقي للفاعل من جهة ثانية، ومشاركته في تكوين عوالمه الموضوعية والحقيقية من جهة ثالثة، لذا لا بدّ من الدخول إلى عالم الشخص لإدراك المعنى الذي يلصقه على عالمه من أجل معرفته جيداً، وبيان تصرفه وأدائه عن طريق الظروف المبيّنه، والحيثيات التي يوجد فيها هذا الفعل، والتفتيش عن العلاقة التفاعلية القائمة بين الذات والموضوع.

ويوضع هذا التعامل كله لمبدأين رئيسيين هما، الموضوعية العلمية والحياد الأخلاقي، بعدم إبراز أحكام القيمة، والابتعاد قدر الإمكان عن الافتراضات والآراء الذاتية.

أما المبدأ المنهجي الثالث، فيقوم على التفسير السببي والعلي كإتصال الفعل بتكوين المجتمع، أو توضيح الظواهر المجتمعية توضيحاً ترابطياً وسببياً، وقد تمثل فيبر النموذج المثال منهجياً توضيحاً لإدراك الظاهرة المجتمعية على أساس علي وسببي.

المصدر: مناهج البحث العملي، محمد الجوهري.محاضرات في تصميم البحوث، محمد سعيد فرح.علم الاجتماع الريفي، غريب سيد أحمد.أصول البحث الاجتماعي، عبد الباسط حسن.


شارك المقالة: