التغير الاسترضائي في نظرية الصراع

اقرأ في هذا المقال


التغير الاسترضائي في نظرية الصراع:

لقد بيّنت الشروحات المتصلة بالتغير الراديكالي، أن قدرة أصحاب القوة على تصريف التوترات الناجمة بشكل مستمر، قد يؤدي إلى المحافظة على ديمومة التوازن التفاضلي، حيث إن عملية التغير تجري تحت تحكم أصحاب القوة، مع تقديم بعض الامتيازات للخاضعين.
إن مراقبة أصحاب القوة لردود فعل الخاضعين، ومبادرتهم بتصريف الميول الأولية الغاضبة المتصلة بها، يؤدي إلى استرضاء الخاضعين، كما يؤدي إلى تكيف التوازن التفاضلي عبر الزمن، إن استرضاء الخاضعين، أو التحايل عليهم، يأتي في مرحلة غوغائية الميول الأولية،أي قبل استثمارها في تشكيل وعي حقيقي منظم وواسع النطاق، ولذلك فإن التغير الاسترضائي التكيفي، يتضمن استراتيجية مهمة في فناء الميول الأولية وهي في مهدها.
وهكذا عندما يخشى أصحاب القوة، تفاقم التوترات وانتشار الوعي، وعدم فاعلية الأدلجة والتمويه، مع عدم الرغبة أو القدرة في ممارسة القهر المادي الصريح، فإنهم يلجأون إلى استرضاء الجماهير، من خلال إجراء بعض الإصلاحات، وتقديم بعض الامتيازات التي لا تصيب جوهر التوازن التفاضلي القائم، وبنفس الوقت تحافظ على ديمومته.
إن التغير الاسترضائي التكيفي، يبقي على هيراركية المعنى قائمة، وتظهر تشوهاتها في مستوى القوة وفي مستوى الحرية، كما تظهر في مستوى العدالة، إن إجراء التغيير من القمة إلى القاعدة، مع استمرار تشوهات المعنى قائمة يكشف عن التغير بفعل نقيض ذاتي زائف.

المصدر: الإشكاليات التاريخية في علم الاجتماع السياسي، عبد القادر جغلول، 1982.النظرة الارتقائية، محمد الطالبي، 1979.التفكير الاجتماعي نشأته وتطوره، زيدان عبد الباقي، 1972.السببية والحتمية عند ابن خلدون، مها المقدم، 1990.


شارك المقالة: