الثقافة وعلاقتها بالمرض

اقرأ في هذا المقال


الثقافة تحتوي على مجموعة من العناصر التي تُمارِس تأثيرها بوضوح على الصحة والمرض، وتحكم تصرفات الإنسان من خلال المُوَجِهات السلوكية التي تتضمنها. فهي تتخلل معظم صور السلوك الإنساني في العادات الاجتماعية وعادات النظافة والتربية والمعتقدات والمعارف والأمثال والحِكَم والمفاهيم والتصورات الشعبية والقيَم والطقوس الدينية.

علاوةً على آداب الحديث والمعاشرة والتنمية والسلوك اللائق وغيرها من العناصر التي تَحضّ على الحفاظ على الصحة ومعالجة المرض.

علاقة الثقافة بالمرض

تُعَبِر الثقافة عن مجموع التاريخ الفكري الوجداني الذي لا تكون الأمة أمةً إلّا بهِ، والذي يُميّز به شخصيتها عن غيرها من الأمَم، ويكتسب الإنسان الثقافة من خلال عملية التعلّم أي أنَّها محصلة العمل والابتكار وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالحياةِ وبكل جوانب التاريخ الاجتماعي.

ولا شَكَّ أنَّ الثقافة تعتبر كمحدد لنمط سلوك المريض وكيفية التصرف حياله وعلاجه وحتى أسلوب الشكوى منه، وهنا يتضح الدور الذي تلعبه التنشئة الاجتماعية في اكتساب الثقافة، ويظهر أثر ذلك في سلوك المريض، وطريقة تعامله مع المرض وكيفية تصرف أسرته تِجاهه.

مفهوم الثقافة

الثقافة هي التعبير عن العالم الفكري للأمة التي تكوَّن عبر التاريخ والتي تعكس اسهامات مختلفة لفئات الشعب من عمال وفلاحين ومُثقفين ورجال سياسة. وللارتفاع بهذا الجانب يجب الاهتمام بالتعليم وتطوير العلوم والفنون والآداب ودعم وسائل الإعلام وتطورها.

كما أنَّ الوعي الثقافي ليس نِتاجاً لنشاط تعليمي أو تطوعي فحسب وإنَّما هو مرتبط دينامياً بالحياة، وبكل جوانب التاريخ الاجتماعي ويُعَبِّر عن محاولة مُنظمة ومخططة لإعادة تشكيل الوعي الاجتماعي والسياسي للمواطن وسلوكه بشكل أساسي وحاسم، على نحو يخلق أُناس على مستويات معنوية عالية واحتياجات فكرية يتفاعلون في المجتمع ويتعلمون الظواهر الثقافية المختلفة ويُدلون برأيهم ويشاركون بمعرفة في تنظيم وتوجيه النشاط في هذا المجال.

والثقافة عبارة عن مركب من أساليب الشعور والفكر والسلوك الذي يُميز مجموعة من الناس يتوارثونه جيلاً بعد جيل وترتبط تلك العناصر ببعضها بعلاقات تفاعل وتأثير متبادل، ويؤدي كل عنصر منها وظيفته الخاصَّة في إطار الثقافة الكلية للمجتمع، ولذلك فإنَّ حدوث تغيرات حاسمة في أحد العناصر الثقافية يؤدي في العادة إلى التأثيرات على بقية العناصر أي أنَّه يؤدي إلى حدوث نتائج بنائية أي نتائج تمسّ البناء العام للثقافة في مجموعها ولكنَّنا نلاحظ مع ذلك أنَّ الثقافة تتميز ككل بقدر من الاستقلالية والاستمرارية والتكامل عبر أجيال جديدة.

خصائص الثقافة

1- عناصر الثقافة ليست موروثة أو فطرية وإنَّما يكتسبها الإنسان كعضو في المجتمع خلال عملية التعليم أي أنَّها تنمية العمل والاختراع والابتكار الاجتماعي فهي تتأصل وتنمو خلال التفاعل الإنساني وبالتالي فهي مستقلة ومتمايزة عن الإنسان.

2- تميل الثقافة إلى اللقاء والاستمرار فما دامت هي التراث الاجتماعي الذي يرثه أعضاء المجتمع من الأجيال السابقة.

3- قدرة الثقافة على الانتشار أو الانتقال من مجتمع إلى آخر أو من وسط ثقافي إلى وسط ثقافي آخر.

4- للثقافة عموميتها وخصوصيتها، وتتمثل عموميتها في وحدة المشاعر والأفكار والتقاليد والعادات…الخ، التي يشترك فيها أفراد المجتمع كالشعائر والمعتقدات الدينية واللغة غير أنَّ هذه العمومية لا تمنع أن يكون هناك خصوصية في الثقافة، فمثلاً: قد نجد أنَّ هناك ثقافة عامة لمجتمع معين في حين أنَّ هناك ثقافة يتفرد بها الرجال دون النساء إلى غير ذلك.

المصدر: دور المتغيرات الاجتماعية في الطب والأمراض، حسين عبد الحميد رشوان، دراسة في علم الاجتماع الطبي، المكتب الجامعي الحديث، الاسكندرية، 1983، ص 283.مبادىء صحة المجتمع، أميرة صادق الطنطاوي، فاتن عبد اللطيف، الاسكندرية، 1993، ص 243- 247.علم الاجتماع وقضايا التنمية في العالم الثالث، محمد محمود الجوهري، دار المعارف القاهرة، 1981.


شارك المقالة: