الحزم وعدم التمركز حول الذات عند معلم طلبة الموهوبين والمتفوقين

اقرأ في هذا المقال


التأهيل والتدريب أحد خصائص معلم الطلبة الموهوبين والمتفوقين:

يضم العديد من الباحثين أن تعليم الموهوبين والمتفوقين يعتر ضمن نواحي التربية الخاصة التي تضم كل الأصناف المتطرفة والتي تبعد عن المتوسط، وحتى نتمكن من تلبية احتياجات الطلبة الموهوبين والمتفوقين كصنف من أصناف التربيه الخاصة، ويشترط أن تكون البرامج التربوية المعده لهم تختلف عن البرامج التربوية للافراد العاديين.

وعليه فإن معرفة المعلم بطبيعة هذه الفئة الخاصة وحاجاتهم، والمعرفة بالحاجات المرتبطه بالمناهج وطرق التدريس المناسبه لهم من الأمور الرئيسية التي يحتاجها المعلم حتى يكون مميزاً في تعليمه وفي هذه الناحية يقترح (بورلاند 1989 ,Borland) و(فيلدهوزن 1988 ,Feldhusen) أن يتكون برنامج إعداد معلمي الطلبة الموهوبين والمتفوقين، وكذلك دراسة مقررات جامعية في جانب علم نفس الموهبة والإبداع والتفوق.

ويمكن إضافة التدريب العملي قبل الخدمة وخلالها في برامج تعليمهم، وإذا لم يتواجد تطوير رسمي على مستوى جامعي فلا استغناء عن توافر حد أقصى من التدريب الميداني والتشارك في ورشات عمل مُعدة جيداً لمعرفة المفاهيم والأساليب المرتبطة بتعليم الموهوبين والمتفوقين.

وبناءً على أهمية هذا الصنف من التطوير التربوي لمدرسي هؤلاء الطلبة فقد أعدت الجمعية الوطنية للأطفال الموهوبين والمتفوقين لجنة ثانوية لدراسة مطالب إجازة المعلمين للعمل في برامج تعليم الموهوبين والمتفوقين، وكان من محصلة الدراسة التي استمرت ثلاث سنوات ظهور التوصيات الآتية: إعطاء المعلم عطلة لتعليم البرامج الأكاديمية للموهوبين والمتفوقين في حال إنهاء برنامج دراسي في درجة الماجستير أو أكثر على أن يحتوي المقررات الآتية دراسة (12) ساعة فصلية وتكون معتمدة كحد أقصى.

ومن هذه الساعات الفصلية المعتمدة علم نفس الموهبة والتفوق، وتقييم الطلبة الموهوبين والمتفوقين، وتوجيه الطلبة الموهوبين والمتفوقين، وتطوير مواد تعليم الموهوبين والمتفوقين، وتطوير طرق تعليم الموهوبين والمتفوقين،ودراسات إبداعية، وتطوير برامج تعليم الموهوبين والمتفوقين وتقييمها.

وأيضاً مشاكل ومعيقات الطلبة الموهوبين والمتفوقين أو الفئات الخاصة من الطلبة، وأيضاً دراسة مقرر واحد كحد أقصى في طرق البحث، ودراسة (9) ساعات فصلية معتمدة في جانب دراسي معد لرفع كفاءة المعلم في جانب تخصصه ليناسب المستوى المأمول أن يعلمه تدريب عملي في جانب تعليم الموهوبين والمتفوقين تحت إعداد أستاذ جامعي متخصص بشرط  أن يكون متناسباً مع الدور الذي ينتظر إن يقوم به المعلم.

بالإضافة أن هذه الشروط لا تمنع حقيقة وجود معلمين كانو قد نجحوا في تعليم الطلبة الموهوبين والمتفوقين حتى بدون الإعداد مسبقاً بالدراسة والتدريب على جانب الجامعة، ولكن لا يلزم أن يقلل هذا من ضرورة الدراسة التطبيقية والتدريب العملي كمتطلبات سابقة للنجاح في العمل.

مهارات الاتصال والدبلوماسية أحد خصائص معلم الطلبة الموهوبين والمتفوقين:

تبين أغلب برامج تعليم الموهوبين والمتفوقين بعداً على أساليب العمل المتعارفة في المدارس العادية، وهناك الكثير من المسائل والقضايا التي تحتاج قدراً كبيراً من الشرح والتعليل، ويقع على عاتق المعلمون مهمه كبيرة في تبيين أهداف البرنامج ومناقشة طرق العمل للطلبة وأهاليهم وللمعلمين والإداريين في المدارس العادية.

وفي العديد من الطرق يجدون أنه يطلب منهم الدفاع عن البرنامج أمام العالم الذي تغلب عليه الظنون والشكوك أو الاتجاهات العادية للبرنامج، وبناءً على ذلك لا بد من أن تتواجد لدى معلم الموهوبين والمتفوقين مهارات في التعامل مع الأفراد والجماعات، ولا بد أن العلاقات العامة والدبلوماسية وكذلك مخاطبة الجمهور مهارات مهمه ولا يمكن الاستغناء عنها، ويمكن أن تظهر دوراً ضرورياً في إعطاء صورة واضحة ومقنعة تخص برنامج.

الحزم وعدم التمركز حول الذات أحد خصائص معلم الطلبة الموهوبين والمتفوقين:

بينت الأدوار التي يجب أن يقوم بها معلم الطالب الموهوب والمتفوق باهتمام الكثير من الباحثين والكتاب المختصين، وبالرغم من كثرة التعبيرات التي تم استخدامها لتوضيح الدور الرئيسي لمعلم الطالب الموهوب والمتفوق، إلا أن تعبير المسهل للتعلم (Facilitator) هو أكثر شيوع والرسالة التي ينطوي عليها هذا التعبير هي أن يتخلى المعلم عن ممارسة التعليم التلقيني، ويقلل من استخدام أسلوب المحاضرة، وأن يكثر من توفير فرص التعلم الإيجابي أو يترك الطلبة يتعلمون بأنفسهم ما يريدون تعلمه.

وينسجم مع هذا التوجه ما يقال حول تشجيع الطلبة على الاستقلالية من خلال السماح لهم بملاحقة مشروعات الدراسة الفردية لموضوعات يختارونها بأنفسهم، والإلحاح على أنهم قادرون على تحدي آراء معلميهم وأفكارهم، وفق ذلك فهم كغيرهم من الطلبة ليسوا بحاجة إلى معلمين يجعلون من أنفسهم محور الاهتمام ولا يسمحون لطلبتهم بممارسة دور إيجابي وفعال في العملية التعليمية والتعلمية.

إن هذه الشعارات لا تعني بأي حال أن يُحجم المعلم عن القيام بدوره في اتخاذ قرارات تتعلق بالمنهاج الملائم، ونوع الخبرات والمعارف التي يرى ضرورة توصيلها بطريقة مباشرة للطلبة، وينبغي أن لا يخيفه القول بأن الطلبة الموهوبين والمتفوقين قادرون على تحديد معارفه وخبراته.

إن المعلم مُطالب بتعليم طلبته شيئاً ذو قيمة، كما أنه مطالب بمساعدة طلبته في التعلم بالاعتماد على أنفسهم، وذلك حسب متطلبات الموقف التعليمي، ويرتبط بهذه السمة أن يكون المعلم صارماً وحازماً في مواجهة محاولات التلاعب والمناورة التي قد يقوم بها الطلبة للتأثير على أحكامه، ذلك أن الطلبة الموهوبين والمتفوقين يجيدون لعبة الحصول على أفضل تقدیر باقل جهد ممكن خاصة إذا ما تمت مقارنتهم بالطلبة العاديين.

إن المعلم يقدم خدمة قيمة لهؤلاء الطلبة إذا كان أمين وحازم في نقده لأعمالهم التي لا تمثل أقصى أداء ممكن لهم، وهذا وتجدر الإشارة إلى أن العلماء قد وضعوا منذ عصور طويلة قوائم بالعناصر والمبادئ التربوية التي يجب أن يراعيها المعلم ويلتزم بها قبل ممارسته مهنة التعليم المعاصرون في مجال تربية وتعليم الطلبة الموهوبين والمتفوقين.

المصدر: 1_ فتحي جروان.الموهبة والتفوق.عمان: دار الفكر ناشرون وموزعون.2_ فتحي جروان.الموهبة والتفوق والإبداع.عمان: دار الفكر للطباعة والنشر.3_ مها زحلوق.التربية الخاصة للمتفوقين.دمشق: مطبعة الاتحاد.4_ باربرا كلارك. تنمية الموهبة.عمان: دار الفكر.


شارك المقالة: