الخدمات الواجب تقديمها للمعاقين لتسهيل اندماجهم اجتماعيا واقتصاديا

اقرأ في هذا المقال


قد يواجه الفرد ذو الحاجات الخاصة من إعاقتين الأولى لأنه يعد فرد معوق والثانية الإعاقة التي تنتج عن ضغوط البيئة التي يعيش فيها الشخص، فإذا قمنا بمساعدته في تسهيل هذه الصعوبات التي يواجهها أثناء عيشة في البيئة، فإن ذلك يعمل على تهوين التحرك للشخص؛ بهدف الاستفادة من الخدمات المتوافرة في المجتمع، ويسبب ذلك اندماجه اجتماعياً واندماجه اقتصادياً في أنشطة الحياة المتكررة.

الخدمات الواجب تقديمها للمعاقين لتسهيل اندماجهم اجتماعيا واقتصاديا

المجتمعات سواء كانت المتقدمة أو المجتمعات النامية لا تخلو من وجود أشخاص معوقين، ولا تخلو طبقة من طبقات المجتمع من الأشخاص المعوقين، فيفترض أن ننظر إليهم بأنهم لهم وجود وأن لهم كيان، في تلك الحياة ونطور عندهم روح الثقة ونطور عندهم كذلك العزيمة؛ بهدف مواجهة صعويات الحياة.

فكل مجتمع إنساني يجب عليه حماية كرامة هؤلاء الأشخاص المعوقين؛ بهدف مساعدتهم على حل مشكلاتهم ومساعدتهم على إعدادهم للحياة حتى يصبحوا أشخاص منتجين، ومن المفروض استقصاء قوانين الطبيعة التي تسمح بوجود ذلك النقص، والتي تسمح باستمراره وحتى بعالج المجتمع هذة الفئة.

يفترض أن يغير وجهات النظر التي تنظر إلى الشخص المعوق على أنه شخص يختلف عن الإنسان الطبيعي، رغم أنه في الواقع إنسان له طاقات وميول وله إمكانات وله شخصية، وكذلك كيان يتمتع به فلذلك يفترض تكييف القوانين الموضوعة؛ بهدف مساعدة الشخص المعوق على التكيف في حياته، وبهدف ضمان الحياة الشريفة حتى يصبح فرداً منتجاً في حدود إمكاناته وفي حدود طاقاته.

 الخدمات التي تقدم للمعوقين لتسهيل اندماجهم

1- الخدمات الوقائية

وهي تعني الخدمات التي تمنع دون وجود الإعاقة أو الخدمات التي تخفف من احتمال حدوثها، أو تخفف من آثارها أثناء وقوعها، ويمكن أن تشمل تلك الخدمات الخدمات الطبية، وتضمن التطعيم والعمليات الجراحية والتوعية الصحية، وتضمن خدمات الوقاية من حوادث العمل أو الحوادث البيتية، إضافةً إلى خدمات الوقاية من حوادث الطرق وخدمات الفحص قبل الزواج للأفراد المقبلين على الزواج.

2- خدمات التعليم

وهي أي خدمات تؤدي إلى توفير التعليم للأفراد المعوقين، إما في مدارس خاصة أو في صفوف خاصة بالأفراد المعوقين في مدارس عامة، وذلك بناءً على ترتيبات خاصة بالأفراد المعوقين تعتمد على نوع وعلى درجة الإعاقة.

3- خدمات التأهيل والتدريب المهني

ويقصد بها تقديم الخدمات التأهيلية وتقديم الخدمات التدريبية، إما في مراكز خاصة بالأفراد المعوقين أو في مراكز عامة أو مشاغل أو مصانع أو تعاونيات، وذلك تمهيداً لتشغيلهم إضافة إلى متابعة الأفراد المعوقين خلال فترة التدريب وبعده.

4- خدمات التشغيل والمتابعة

التشغيل هو المحصلة النهائية للخدمات التأهيلية ومحصلة للخدمات التدريبية والخدمات التعليمية للفرد المعوق؛ لتحقيق ذاته ولكسب دخل يحقق له استقلالية، ويساهم على الاندماج داخل المجتمع وخدمات التشغيل تشمل التالي، المشاغل المحمية إلزام أفراد العمل بتشغيل الأشخاص المعوقين (الكوتا) وتقديم حوافز التشغيل للأفراد المعوقين.

وأيضاً تعديل الآلات وتعديل الأجهزة التي يستعملها الفرد المعوق في العمل، وتسهيل أماكن العمل حتى يسهل حركة الفرد المعوق داخل العمل والاستعمالات المتنوعة داخل مكان العمل.

5- خدمات التثقيف والترويح

من حيث توفير المكتبات وتوفير الوسائل الإعلامية ووسائل التسلية ووسائل الترفيهية، وكذلك النشاطات الرياضية عن طريق إقامة أندية واقامة معارض، ويشترك فيها الأفراد المعوقين وتسهيل اشتراك الأفراد المعوقين في أي نشاطات اجتماعية أو نشاطات ترويحية أو نشاطات رياضية أو نشاطات ثقافية.

6- توفير الأجهزة أو الوسائل والمعينات الخاصة للأفراد المعوقين

بناءً على نوع  الإعاقة وعلى درجة الإعاقة ومن تلك الأجهزة يفترض تواجد الكراسي المتحركة، وتواجد مطابع برايل من السماعات الطبية، ومن السيارات الخاصة بالأفراد المعوقين وكذلك الأجهزة التعويضية.

7- التسهیلات والإعفاءات

يفترض تسهيل الأمور التي يحتاجها الفرد المعوق سواء كانت رسومة مادية أو غيرها، مثال على ذلك  التسهيل في رسوم الجمارك الخاصة بالأفراد المعوقين أو الأجهزة أو المعدات، إضافة إلى رسوم رخص المهن وإلى الرسوم الجامعية، وكذلك رسوم الهاتف وضريبة الدخل ورسوم معاملات جواز السفر وخدمة التقاعد.

8- إزالة الحواجز البيئية حتى يتم تسهيل اندماج الأشخاص المعوقين

وهي جميع الحواجز أو جميع المعوقات التي من الممكن أن تعيق تحرك الأفراد المعوقين في مجموعة مجالات الحياة اليومية، وتتبين في الحواجز العمرانية، يجب التخلص من كل الحواجز العمرانية التي تحول دون تحرك الأفراد المعوقين حركياً والمكفوفين ومن التنقل بكل سهولة، ومثال على الحواجز العمرانية الأدراج والسلالم، وضيق مداخل العمارات والأبنية، وضيق الأبواب الخارجية والداخلية.

وعدم اتساع الحمامات للكراسي المتحركة التي يستعملها الأفراد المعوقين والأرصفة ومقابض الأيدي، ومواقف السيارات المطابخ وصالات الطعام البوفيهات والمصاعد، والمواصلات تعتبر المواصلات من أهم الوسائل التي تساهم في مساعدة الأفراد المعوقين في التنقل من مكان إلى آخر، ونتيجة ذلك الاندماج في المجتمع.

والمواصلات ضرورية للأفراد المعوقين جسدياً والافراد المعوقين بصرياً، ويفترض أن تصمم المواصلات العامة إذ يسهل على الأفراد المعوقين استخدامها، مثال على ذلك الباصات ومداخل الطائرات كما يفترض تسهيل اقتناء الأفراد المعوقين السيارات مصممة بشكل خاص، حتى يقودها الأفراد المعوقين مثال على ذلك السيارات التي تقاد باليد.

والحواجي الثقافية، وتشمل إتاحة الفرصة لاستفادة الأفراد المعوقين من الخدمات الثقافية، الموجودة سواء كانت الخدمات في المدارس أو في الجامعات أو في المراكز الثقافية المتنوعة، وذلك الأساليب والطرق التعليمية لهؤلاء الأفراد المعوقين لتوسيع مداركهم الفكرية عن طريق الثقافة العامة، وكذلك إعطاء الفرصة التعليمية لهم إضافة إلى تطوير الحواجز في أماكن العمل، وهي العوائق التي تمنع الأفراد المعوقين من دخول غلى أماكن العمل في المؤسسات الحكومية.

أو الدخول إلى أماكن العمل في المصانع أو في الشركات في في القطاع الخاص، وكذلك المعوقات التي يمكن أن تمنع الأفراد المعوقين من ممارسة عملهم، مثال على ذلك ارتفاع الطاولات وعدم مناسبة الأجهزة وعدم مناسبة المعدات التي يعتمد عليها الفرد المعوق، وكذلك الاتجاهات السلبية تجاه تشغيل الأفراد المعوقين، والتي تشمل الممارسات التالية، عدم إعطاء فرص العمل للأفراد المعوقين وعدم ترقية الأفراد المعوقين عدم إزالة الحواجز التي تمنع تشغيل الأفراد المعوقين.

عدم إعادة برمجة العمل إذ يعمل الفرد المعوق ساعات مناسبة لقدراته ومناسبة لإعاقته الجسمية أو إعاقته العقلية عدم إعطاء الحقوق الكاملة للعمال المعوقين، والأفكار السلبية نحو المعوقين، إن الأفكار السلبية للمجتمع نحو الأفراد المعوقين، غالباً ما تصدر عن نقص الخدمات وعدم استيعاب هؤلاء المعوقين، وتلك الاتجاهات السلبية غالباً ما تمنع الأفراد المعوقين من الإندماج، ومن مشاركة المجتمع الذي ينتمون إليه في أغلب النواحي.

وذلك صادر عن عدم استيعاب طبيعة الإعاقات وعدم فهم القدرات الفردية المتبقية لدى الأفراد المعوقين، فعلى سبيل المثال نجد أن الفرد المعوق حركية قادر على تفريق بعض الاتجاهات وقادر على تمييز السلوك السلبي للأفراد الآخرين؛ لأنه يتمكن من أن يرى ويسمع ويستوعب وذلك يدفعه إلى العزلة ويدفعه إلى عدم المبادرة الاجتماعي، فلا بد من كسر ذلك الحاجز والتغلب عليه من خلال  التفاعل مع الفرد المعوق واندماجه في المجتمع.

المصدر: 1- عبد الفتاح الشريف. التربية الخاصة وبرامجها العلاجية. مكتبة الانجلوا المصرية: القاهرة. 2- عبدالله الكيلاني وفاروق الروسان.القياس والتشخيص في التربية الخاصة. 3- فكري متولي.استراتيجيات التدريس لذوي اضطراب الأوتيزم. مكتبة الرشد. 4- أمل سويدان ومنى الجزار. تكنولوجيا التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة. دار الفكر: عمان.


شارك المقالة: