الخرافات في الجزائر

اقرأ في هذا المقال


كثير من الجزائريين يؤمنون بالخرافات، وكما يعتقدون بدور الحظ في حياتهم، حتى أن جزءً من تلك الخرافات والمعتقدات صار روتينًا في حياتهم، حيث أننا قد نجد البعض يدق على الخشب يتتجنب الحسد، أو قد نجد آخرين يخافون بشدة من وضع حقائبهم على الأرض؛ كيلا يصيبهم سوء الحظ المالي، أو يرون أن القطط السوداء فألًا سيئًا.

أشهر الخرافات التي يتاولها الجزائريون:

إن الإيمان والتصديق بالخرافات أصبح مُعتقدًا متجذرًا عند بعض الشعوب، وكما أنه أصبح جزءً من حياة معظمهم، ففي بعض الدول تجدهم يتجنبون السلالم وتشابك الأصابع، وفي بعض البلدان يتجنبون الحسد بالخرزة الزرقاء، مثل: تركيا، وفي روسيا يُمنع التصفير في البيت، وفي مصر لا ينبغي ترك الحذاء مقلوبًا أبدًا، ويتداول الجزائريون الكثير من الخرافات، البعض كما تقول الدراسات يعود للعصر الحجري، والبعض الآخر نقله معهم اليهود الذين أقاموا في الجزائر، وفيما يلي بعض هذه الخرافات:

القهوة:

لا يزال الكثير من أهل الجزائر يعتقدون أن سكب القهوة على الطاولة يأتي بالحظ الجيد، وبعض المصادر تقول أن خرافة سكب أو تدفق القهوة، في الأصل من تركيا، ذلك أن القهوة كانت تُمنع لأعوام طويلة في تركيا، وهو ما يعني أن من تُدلق القهوة في بيته، فهو في الخرافة يشير إلى أنه سيصبح من علية القوم.

رغوة الشاي:

كثير من أهل الجزائر في جنوبها تحديدًا يعتقدون أن وجود رغوة في كأس الشاي أمر ضروري، وهذه الخرافة تفسيرها في اعتقاد الجزائريين أنه يجلب الحظ الجيد، وهي كما ذكرت بعض المصادر خرافة هندية قديمة جدًّا، وتشير إلى أن الرغوة في أي مشروب تجلب الحظ .

التشاؤم من رقم ثلاثة:

هذه من بين أغرب الخرافات، والتي اختفت تقريبًا الجزائر، والخرافة التي تتشاءم من الرقم 3، وهذه الخرافة على ما قيل منقولة عن اليهود فهم يتشاءمون إلى يومنا هذا من الرقم 3، أما سبب تشاؤمهم من هذا الرقم فتختلف حوله الروايات.

إخفاء الشعر بعد قصه:

خرافة ربما لا تزال الكثير من النساء يؤمنّ بها، إذ تحرص بعض النسوة الجزائريات إلى يومنا على إخفاء الشعر بعد قصّه، أو دفنه في مكان مجهول، وهذه العادة مرتبطة في الأغلب بالخوف من أن يستغل الشعر المقصوص في السحر.

التفاؤل بالحصان:

في موروث أهل البادية في السهوب بالجزائر بشكل خاص في ولايات البيض، الأغواط، الجلفة، تيارت، يعتقدون بأن الحصان إذا توجه بوجهه نحو البيت أو الخيمة، فان هذا دليل على حسن الحظ، أما إذا وجه وجهه إلى الجهة المعاكسة فهذا دليل على سوء الحظ، وهي موروث ومعتقد جاهلي موغل في القدم.

اللون الأسود:

وللألوان نصيبها من الخرافات في الجزائر، فمن أغرب المعتقدات لدى الجزائريين هو تشاؤمهم من اللون الأسود، لدرجة أن الجزائريين يتشاءمون إلى اليوم من الكلب الأسود والقط الأسود، كما أن الرجال لا يرتدون إلى اليوم في بعض قبائل السهوب هذا اللون، وكذلك يُقال أن النساء في بعض الأماكن في عدة وفاة أزواجهن يرتدين اللون الأبيض، ويعتقدون أن هذا المعتقد يعود إلى عادة جلبها العرب الذين طردوا من الأندلس بعد نهاية حكم المسلمين فيها قبل سبعة قرون، وقد شاع عدم ارتداء اللون الأسود في الأندلس بعد أن حكمها الأمويون، الذين كانوا يتشاءمون من اللون الأسود الذي هو شعار الدولة العباسية التي قضت على حكم الأمويين في المشرق.

لا خروج أثناء كسوف الشمس:

خرافة تشيع بين طيّات موروثات كثير من الشعوب، ومن بينها أهل الجزائر، إذ يتعمد الكثير من الناس ألّا يخرجوا أثناء كسوف الشمس، ويبقون في منازلهم، وتفسير هذه الخرافة أن ثمّة اعتقادٌ مُتفش للغاية بأن إشعاعات الشمس تصبح سامة أثناء ظاهرة الكسوف، وهي خرافة قديمة ورد ذكرها في كتب قديمة، ويُعتقد أن أصولها تعود إلى العصر الحجري الأول.

قص الأظافر ليلًا يجلب سوء الحظ:

خرافة تنتشر في كثير من دول العالم، أن من يقص أظافره ليلًا فهو يجلب لنفسه الحظ السيء حتمًا، هذه العادة تعود في أصولها إلى الهند وكذلك تركيا، وقد انتشرت في أغلب البلدان التي خضعت للحكم العثماني بما فيها الجزائر.

يمنع على البنات غير المتزوجات من ارتداء اللون الأحمر:

خرافة قديمة وهي من أغرب العادات التي عرفها الجزائريون، والتي اختفت في عصرنا هذا، إذ أنه لا يجوز للفتاة غير المتزوجة أن ترتدي اللون الأحمر، ويؤولونها على أنها إشارة إلى أنها لن تتزوج وستبتلى بالعنوسة، وهذه الخرافة ماتزال شائعة ومنتشرة لدى الكثير من شعوب بعض الدول الافريقية والآسيوية، وأصولها قديمة تعود إلى العصر الحجري القديم.

لحوم الماعز تنبت لحية للنساء:

هذه خرافة وموروث سبق وأن أشرت إليها في خرافات يعتقدها بعض الأوربيين، أما في الجزائر فتقول حكايات العجائز أن النسوة اللاتي يتناولن لحوم الماعز ستنمو لهن لحية على الأغلب، أو أنهن سيصبحن عنيدات، وعلى الرغم من ذلك، ترد النساء المحليات في كثير من الأحيان بأن هذه القصة تم نسجها واختلاقها من قبل الرجال الجشعين الذين يريدون أكل وتناول اللحوم الجيدة والاستئثار بها، لذا فهنّ يقبلن على تناول لحوم الماعز ولا يلقين لها بالًا.

رش الماء لجلب الحظ السعيد:

خرافة ومعتقد يعود إلى سنوات ليست بالكثيرة، حيث كان التجار يعمدون إلى رش الماء أمام محلاتهم التجارية، وهو اعتقاد قديم يُؤول على أساس أن رش الماء أمام المحل يجلب لهم الحظ السعيد والفأل الحسن، وهذه عادة قديمة اكتسبها الجزائريون من المستعمرين الأوروبيين خلال فترة الاستعمار.

إذا كسرت زجاجتك بالخطأ، فأنت سعيد الحظ:

هذه الخرافة تشيع بين كثير من شعوب العالم، إذ أن كسر أحدهم زجاجةً بالخطأ يجلب الحظ الجيد، ويقابل ذلك بإن كسر أحدهم زجاجة متعمدًا، فهذا يُعدّ مجرد فعل غبي.

لاتترك أحدا يقص أظافره في بيتك:

هذه الخرافة واحدة من بين أغرب الخرافات والمعتقدات القديمة في الجزائر، حيث أن الناس هناك لا يتركون أحدًا يقوم بقصّ أظافره في منازلهم أو في محلاتهم التجارية، وهذه الخرافة كذلك تعود في أصولها إلى اليهود، وهي مشهورة كثيرًا لديهم.

لا تترك أحدهم يعبث بفراشك:

هذه الخرافة مشهورة وشائعة بين الجزائريين، إذ إنه إذا عبث أحدهم بفراشك بعد أن تستيقظ مباشرة، فهذا يشير إلى أنك ستمضي يومًا صعبًا، ويُعتقد أن أصول هذه الخرافة تعود إلى اليهود.

لا تأكل لحم البقرة الحلوب:

تشيع هذه الخرافة في ولاية بالشرق الجزائري، إذ يُقال أن الذين يأكلون لحم البقرة الحلوبال، فإن قلوبهم ستصبح قاسيةً كالحجر، وهي مجرد خرافة يُعتقد أن أصولها موجودة في إيطاليا.

البيض للنجاة من الحسد:

خرافات كثيرة تظهر فيها العين الحاسدة، وهي تشيع في مختلف الثقافات والمعتقدات في جميع أرجاء العالم، وفي القديم كان أهل الجزائر يعلقون ما يُطلق عليه بيض الشيطان في غرف نوم العرسان، وهو بيض زجاجي ذو ألوان مختلفة، ويُقال أنه ضد الحسد، ويعتقدون أنه الوسيلة المؤكدة للنجاة من الآثار الوخيمة للعين الحاسدة، كما أن بعض المشعوذين إلى اليوم يقومون بفرك هذه البيضة الزجاجية في جميع أنحاء جسم الشخص المصاب، ثم كسر البيضة في كوب من الماء، ثم وضع ذلك الكوب تحت سرير ذلك الشخص.

تقبيل الطفل من الفم يسيل لعابه في الكبر:

خرافة تشيع في الجنوب الجزائري، إذ يُعتقد أن تقبيل الطفل الرضيع يؤدي الى أن هذا الطفل سيكون ثرثارًا في كبره، أو قد يؤدي إلى أن يسيل لعابه، وهي خرافة قديمة، ويُعتقد أن أصولها أفريقية، وهي لا تزال متداولة إلى يومنا هذا في مالي والنيجر.

لا تنظر إلى المرآة في الليل:

خرافة من بين أغرب الخرافات والموروثات المُتناقلة في الجزائر، إذ يُعتقد أن من ينظر كثيرًا إلى المرآة في الليل سيصاب بالجنون، وهي في أصولها كما تقول المراجع خرافة يهودية قديمة وطريفة، أشاعها اليهود كي لاتضيّع نساؤهم الوقت في التزين أمام المرآة.

اترك بعض الطعام ولو كان قليلًا في الطبق ليلًا:

هذه الخرافة تُعدّ من بين أكثر الخرافات شهرة في الغرب الجزائري، إذ أنه لا يجوز أن تُغسل الأطباق في الليل بعد أن يتناولوا العشاء، وأن يترك بعض الطعام في الطبق حتى يأكل منه أهل الدار أو الجن، وتقول مصادر تاريخية أن أصول هذه الخرافة أمازيغي موغل في القدم.

اسم قويدر:

لعل هذه الخرافة من أغرب الخرافات والموروثات الشعبية في بعض المناطق بالجنوب الجزائري، إذ يُعدّ إسم قويدر جالبًا للحظ، وقد كانت الخرافة هذه متداولة بشكل كبير لدرجة أن الناس الكبار في السن كانوا يطلقون على الجوع إسم قويدر، ويُعتقد أن أصول الخرافة تعود إلى سنوات الاحتلال، حيث شاع إسم قويدر في سنوات الحرب العالمية الأولى وما رافقها من مجاعة كبرى قتلت مئات الآلاف من الجزائريين، ويبدو أن الجزائريين تندروا من هذا الإسم.

المصدر: الإنسان والخرافة،أحمد علي موسى،2003معجم اعلام الاساطير و الخرافات في المعتقدات القديمة، جورج اليسون، 1999سيكولوچية الخرافة والتفكير العلمي، عبدالرحمن الصاوي، 1982الخرافات هل تؤمن بها؟ سمير شيخانى، 2011


شارك المقالة: