الخصائص الاجتماعية والاقتصادية كمتغيرات مؤثرة في الصحة والمرض

اقرأ في هذا المقال


لقد تمكّنت الكثير من الأبحاث الدراسية في علم الأوبئة وعلم الاجتماع الطبي والعلوم الاجتماعية الأخرى المتصلة بالصحة والمرض أن تبيّن عن مسببات ونتائج معدلات المرض المتنوعة وعن تأثير الأدوار الاجتماعية والمكانة الاجتماعية على الصحة والمرض وتفسير الأسلوب التي يبيّن للمواطنين خطورة المرض والموت، وذلك عن طريق دراسة مستويات الخطر مثل الطبقة الاجتماعية والعرقية.

الخصائص الاجتماعية والاقتصادية كمتغيرات مؤثرة في الصحة والمرض

تحولّت الأفكار والتعاريف بشأن مسببات المرض طوال القرنين السالفيين، حيث ساعدت الديانة والثقافة والاكتشافات العلمية في تحوّل المفاهيم بشأن ماهية المرض ولماذا يعاني منه بعض الأفراد دون غيرهم.

وهناك مدخلين رئيسيين في هذا المنطلق، الأول هو مدخل علماء الأوبئة والثاني هو مدخل علماء الاجتماع، فقد ركز علماء الوبائيات على عوامل الخطر المباشرة التي تنذر بالمرض وكان منطقهم في هذا أنه كلما اتصل عامل الخطر بالميكانيزم البيولوجي للمرض بصورة وثيقة كلما كان من المرجح أنه يسبب حدوث المرض بدرجة أكبر، وكلما كان أكثر إفادة في تطوير التدخل الفعال، وتختصر الثنائيات السببية التقليدية للمرض في لدغ الباعوض والإصابة بالملاريا، والإقامة بين الأفراد المصابين بالسل المعدي والإصتبة بمرض الدرن.

بينما تستدعي الزيادة في الأمراض الخطيرة شبكة مركبة من العوامل التفسيرية أكثر من تلك التي تتطلبها الأمراض الأكثر خطورة، فرغم ذلك اضطردت الأمراض الوبائية في إظهار العوامل المباشرة المعينة للمرض، وعلى العكس ركز علماء الاجتماع على العمليات الاجتماعية والبنائية للمجتمعات في تفسير مسببات المرض وأظهروا أن نسبة المرض يمكن التنبؤ بها من خلال المعرفة بعادات وخصائص البناء الطبقي للمجتمع وخصائص الجماعة داخل المجتمع مثل العرقية والجنس والعمر.

ووفقاً لهذه النظرة فإن وضع الفرد في المجتمع هو الذي يعين تعرضه للأخطار البيولوجية، مثلما تفعل جميع الخصائص الاجتماعية والاقتصادية لذلك المجتمع، ثم إن مقارنة هذا المدخل بنظرة علم الأوبئة نرى أنه يركز على المسببات البنيوية الرئيسية أو المساهمة في حدوث المرض بدلاً من العوامل التي تكون استنتاجية عند حدوث المرض.

وباندماج النظريتين المشتملتين على عوامل اجتماعية وأخرى بيولوجية، سوف ينتج عن ذلك نموذج أكثر شمولاً عن سببية المرض، وتعين الصفات الاجتماعية الاقتصادية كمتغيرات مؤثرة في الصحة والمرض، غير أن الجانب الأكثر شدّة هو تعين الخطوات التي توازي مدخل المتغيرات الاجتماعية مثل مستوى التعليم بالنسبة للمتغيرات البيولوجية المتفوقه.

المصدر: حسين عبد الحميد، دور المتغيرات الاجتماعية في الطب والأمراض، 1983.سامية محمد جابر، علم الاجتماع العام، 2004.إقبال ابراهيم، العمل الاجتماعي في مجال الرعاية الطبية، 1991.فوزية رمضان، دراسات في علم الاجتماع الطبي، 1985.


شارك المقالة: