الخليفة المتقي لله إبراهيم بن جعفر المقتدر

اقرأ في هذا المقال


الخليفة المُتقي لله إبراهيم بن جعفر المُقتدر:

‏هو إبراهيم بن جعفر المقتدر، ولد عام (295 هجري)، فهو أكبر من أخيه الراضي، أُمه أم ولد تُدعى (خلوب)، تمَّ مُبايعته بالخلافة بعد موت أخوه الراضي، وعمره أربع وثلاثون سنة، لم تُغيّر الخلافة من أمره شيئاً، فلم يتسر بغير جاريةٍ كانت له من قبل، ولم يشرب مُسكراً لا من قبل ولا من بعد، كان كثير التلاوة للقرآن، كما لم يكن له من أمر الخلافة شيء، إذ كان أمير الأمراء مُتسلّطاً عليه بل كاتب أمير الأمراء (بجكم).

الأحداث التي جرت في عهد الخليفة المُتقي:

بعد ما توفي، تمَّ تولية على مقعده (كورتكين الديلمي)، بإمرة الأمراء. وقام محمد بن رائق الخليفة بمُخالفته وقاتل (كورتكين)، وانتصر عليه، فلم يجد له أثر (كورتكين)، وأضحى ابن رائق أميراً للأمراء. وخرج أبو الحسين محمد بن علي البريدي من واسط لقتال ابن رائق، وهُزِمَ ابن رائق ومعه الخليفة المُتقي لله وهربا باتجاه الموصل فلما وصلا إلى مدينة (تكريت)، وجدا سيف الدولة علي بن عبد الله بن حمدان وأخاه ناصر الدولة الحسن.

وتوفي محمد بن رائق اغتيالاً فقام بتولية الخليفة الحسن بن عبد الله بن حمدان إمرة الأمراء، وقام بتلقيبه بـ (ناصر الدولة)، وتلقيب أخوه علي بـ (سيف الدولة)، ورجع الخليفة إلى بغداد ومعه ابنا حمدان فهرب البريدي منها، ورجع إلى واسط، ولاحقه سيف الدولة فهرب إلى البصرة. هاج الأمراء بواسط على سيد الدولة فهرب إلى بغداد، وهرب أخوه الحسن ناصر الدولة إلى الموصل، وسار (توزون)، من واسط إلى بغداد فدخلها، وأصبح أمير الأمراء، وفرَّ سيف الدولة إلى أخيه ناصر الدولة بالموصل.

ثم اختلف الخليفة المُتقي مع (توزون)، فأرسل توزون جيشاً إلى بغداد بإمرة أبي جعفر بن شيرزاد فدخلها وتحكم فيها، وكاتب المتقي أمير الموصل ناصر الدولة ابن حمدان فقدم بجيش كبير واختفى ابن شيرزاد، وسار الخليفة بأهله إلى تكريت والتقى ابن شيرزاد وابن حمدان في معركة هُزِمَ فيها ابن حمدان والخليفة، وهربا إلى الموصل، وسار ابن شيرزاد وراءهما وجرت معركة ثانية دارت الدائرة فيها أيضاً على الخليفة وابن حمدان ففرا إلى (نصيبين).

راسل الخليفة الإخشيد صاحب مصر وطلب منه أن يحضر إليه، ثم ظهر له أن ابني حمدان قد ضجرا منه، وأنه قد ملّهُما، فرأى أن يُراسل (توزون)،‏ يعرض عليه الصُلح فوافق، ووصل الإخشيد إلى الخليفة وهو بالرقة فتكلم عن العسكريينالأتراك وغدرهم، وطلب منه أن يسير معه إلى مصر، فلم يُوافق الخليفة فرجع الإخشيد إلى مصر.

وسار الخليفة إلى بغداد فاستقبله (توزون)، وترجل له ومشى بين يديه حتى وصلوا إلى المخيم المُعد لهم، فكحّله بميلٍ محمى، وأدخله إلى بغداد مسمول العينين، وأحضر عبد الله بن المكتفي وبايعه بالخلافة كما بايعه الخليفة المُتقي المخلوع، ثم سُجِنَ المُتقي في جزيرة بالنهر وبقي في سجنه مُدة خمس وعشرين سنة حتى توفي عام (357 هجري). وفي أيام المُتقي هاجم الرومالمسلمين ووصلوا إلى نصيبين فقتلوا وسبوا ما شاء لهم هواهم أن يفعلوا.

المصدر: ❞ كتاب الدولة العباسية ❝ مؤلفة محمود شاكر أبو فهر الجزء الثاني صفحة (125 – 126)❞ كتاب أطلس تاريخ الدولة العباسية ملون ❝ مؤلفة سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوث❞ كتاب سلسلة تاريخ الأدب العربي العصر العباسي الأول ❝ مؤلفة شوقي ضيف❞ كتاب تاريخ الدولة العباسية 132-656هـ ❝ مؤلفة د.محمد سهيل طقوش


شارك المقالة: