الخليفة المعتضد بالله أحمد بن طلحة الموفق بن جعفر المتوكل

اقرأ في هذا المقال


الخليفة المُعتضد بالله أحمد بن طلحة الموفق بن جعفر المتوكل:

هو أحمد بن طلحة الموفق بن جعفر المتوكل، أبو العباس، ولد في ذي القعدة من عام (242 هجري)، وأمه أم ولد تُدعى (صواب)، بويع بالخلافة لعشر بقين من رجب من عام (279 هجري)، بعد عمه المعتمد على الله. كان ملكاً شجاعاً، مهيباً، ظاهر الجبروت، وافر العقل،
شديد الوطأة، من أفراد خلفاء بني العباس، وكان يُقدم على الأسد وحده لشجاعته، وكان قليل الرحمة إذا غضب على قائد أمر بأن يلقى في حفيرةٍ، ويطمّ عليه.

كان ذا سياسةٍ عظيمةٍ. قال: والله ما قتلت بدمٍ حرام منذ وليت. وقال لإسماعيل القاضي: أيها القاضي والله ما نزعت ملابسي على حرام قط. وكان المعتضد شهماً، جلداً، موصوفاً بالرجولة، وقد لقي الحروب، وعُرف فضله، فقام بالأمر أحسن قيام، وهابه الناس، ورهبوه أحسن رهبة، وسكنت الفتن في أيامه لفرط هيبته.

الحضارة في عهد الخليفة المُعتضد:

كانت حياته فيها الطيبة، وكثيرة الأمن والرخاء، حيث قام بإسقاط المكوس، وقام بنشر العدل بين الناس، وحمل المظالم عن الرعية. وكان يُلقب (السفاح الثاني)، بسبب تجديده ملك بني العباس، وكان قد خَلِقَ وضعف، وكاد يزول، وكان في اضطراب من وقت قتل المتوكل. وفي أول سنة استخلف فيها منع الورّاقين من بيع كتب الفلاسفة وما شاكلها، ومنع القصّاص والمنجمين من القعود في الطريق، وكان يمسك عن صرف الأموال في غير وجهها، فلهذا كان بعض الناس يبخلّه، ومن الناس من يعده من الخلفاء الراشدين المذكورين في الحديث، حديث جابر بن سمرة فالله أعلم.

كان أسمر، وجسمه نحيف، وذو قامة مُعتدله، وقد انتشر الشيب في رأسه، وفي مقدم وجهه، وفي رأسه وحمه مائله بيضاء. وكان أمر الخلافة قد ضَعُف في أيام عمه المعتمد، فلما ولي المُعتضد أقام شعارها ورفع منارها، وكان شجاعاً فاضلاً من رجالات قريش حزماً وجرأة وإقداماً وعزمة. وكذلك كان أبوه. وتوفي ليلة الاثنين لثمان بقين من ربيع الثاني من سنة (289 هجري).

وفي سنة (289 هجري)، أمر بإنشاء الكتب إلى كافة الأشخاص الذين يعملون في النواحي والأمصار بترك فتح الخراج في النيروز الذي هو نيروز العجم، وقد تأخر ذلك إلى اليوم الحادي عشر من حزيران، وسمّي ذلك النيروز المُعتضدي، فأنشئت الكتب بذلك من الموصل والمُعتضد بها، وورد كتابه بذلك على يوسف بن يعقوب يعلمه أنه أراد بذلك الترفيه على الناس، والرفق بهم، وأمر أن يُقرأ كتابه على الناس، ففعل.

وسار الخليفة المُعتضد إلى هارون الشاري بناحية الموصل عام (283 هجري)، وأرسل إليه الحسين بن حمدان بن حمدون الذي قدم شروطاً لحمله إليها منها: إطلاق سراح والده حمدان بن حمدون المسجون في سجن الخليفة، وقد ظفر به وحُققت شروطه. وسار عام (285 هجري)، إلى آمد فوصل إليها في العام التالي، وحاصر فيها محمد بن أحمد بن عيسى الذي تحصّن فيها، وجرت حروب بين الطرفين أجبر محمد بن أحمد بعدها أن يطلب الأمان، ونزل للخليفة من قلعته.

وفي أيام المُعتضد بالله قد كَثُرت الغزوات والحروب في بلاد الروم وذلك من خلال طريق الثغور الشامية وبشكل خاص طرسوس التي بالأغلب كانت بين أيدي الطولونيين أو من خلال طريق ثغور الجزيرة. وكذلك فقد كان غزو بلاد الترك التي بعد ما وراء بلاد النهر حيث كان يقوم السامانيون بالغزو، وقد سار إسماعيل بن أحمد بن أسد الساماني عام (280 هجري)، إلى بلاد الترك، وأسر ملكهم وزوجته (خاتون)، وجرى تبادل الأسرى بين المسلمين والروم عام (283 هجري)، وكان عدد الأسرى من المسلمين (2504).

المصدر: ❞ كتاب الدولة العباسية ❝ مؤلفة محمود شاكر أبو فهر الجزء الثاني صفحة (86 – 88)❞ كتاب أطلس تاريخ الدولة العباسية ملون ❝ مؤلفة سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوث❞ كتاب سلسلة تاريخ الأدب العربي العصر العباسي الأول ❝ مؤلفة شوقي ضيف❞ كتاب تاريخ الدولة العباسية 132-656هـ ❝ مؤلفة د.محمد سهيل طقوش


شارك المقالة: