الدور الاجتماعي للعاملين في النسق الطبي

اقرأ في هذا المقال


الدور الاجتماعي للعاملين في النسق الطبي:

لا يمكن لأعضاء النسق الطبي من معالجة الأمراض جميعها فبعضها ذات مرجعية اجتماعية، وبالتالي يجب أن يتلازم الاجتماع والطب معاً؛ ولأن مهنة الطب ذات طابع إنساني قبل أن تكون تشخيص وعلاج كان لا بدّ أن يكون علم الاجتماع من أساسيات دراسة وتعلم أعضاء النسق الطبي للظواهر الاجتماعية السائدة.

صفات خاصة للعاملين في النسق الطبي:

1- القدرة العلمية والاستعداد المستمر والتعليم والمستمر لأعضاء النسق الطبي إلى جانب المهارات الفردية وهذا يؤدي إلى أداء النسق الطبي لعمله بإتقان وجودة عالية وكفاءة مستمرة.

2- الاطلاع المستمر على الدراسات الاجتماعية التي تخص المجتمع الذي يخدمونه وفهم صفاته وعناصره إلى جانب القدرة الفكرية على فهم شخصية ونفسية والأبعاد الاجتماعية للفرد في المجتمع، وبالتالي فهم المجتمع؛ لأن هذا جزء مهم من العلاج، إلى جانب العلاقة الودية والحميمة مع أعضاء المجتمع الذي يعالجونه ويقومون بخدمته.

3- التغيرات الاجتماعية والاضطرابات النفسية للأشخاص مجال خصب لدراسته وفهمه من قبل العاملين في النسق الطبي؛ لأن كثير من العلاجات العضوية ذات ارتباط كبير بالعلاج الاجتماعي؛ لأنهما يكملان بعضهما البعض.

4- العامل في النسق الطبي هو جزء أو فرد من المجتمع، وبالتالي فهو أقرب الناس للمصابين بالأمراض، وبالتالي يجب أن تكون العلاقة بين الأخصائي الطبي والأفراد علاقة حميمة ودية تتصف بالصراحة والوضوح والاحترام المتبادل، مع بقاء لكل واحد دوره الخاص به ليقوم به، فالطبيب يشخص ويعطي العلاج والمريض يستمع إلى النصائح والتعليمات ويطبقها بحذافيرها.

5- فصل الأخصائي الطبي ما بين حياته الشخصية وعلاقاته الاجتماعية واتجاهاته السياسية والفكرية وبين عمله كأخصائي له دور محدد هو خدمة المريض والوصول به إلى بر الأمان.

من ميزات ثقافة المجتمعات أن الأفراد يتفاوت اقتناعهم وممارستهم لهذه الثقافات، من هنا جاءت الدراسات الاجتماعية والمسح البيئي الاجتماعي والبحث التطبيقي على المجتمعات، فتفاوت الإيمان بالثقافات يؤدي إلى التفاوت بالأداء والمعتقدات واحترام الرأي الآخر، فبعض الأشخاص قللوا من أهمية علم الاجتماع الطبي حالياً ومستقبلاً، واعتبروا علم الاجتماع الطبي علم ثانوي لا يؤثر تأثيراً كبيراً على سير وعمل وفكر المجتمعات.

والاتجاه الآخر يؤكد ويصر على أهمية علم الاجتماع الطبي، ويبني أفكاراً تشدد بها لمستقبل علم الاجتماع الطبي؛ لأنه يعتبر العلم الاجتماعي مجال خصب لإثبات النظريات والأبحاث التي تجري على المجتمعات سواءً الدراسات النظرية أو التطبيقات والأبحاث الميدانية التي تحاكي حياة الأشخاص مجتمعياً، وبالتالي توظيف هذه الدراسات والأبحاث لخدمة الطب؛ لأن معظم العلاجات في العصر الحديث تعتمد على علاج الأشخاص علاجاً اجتماعياً إلى جانب الطب، ويعتبر أن علم الاجتماع الطبي أساس متين وقوي في خدمة العملية الصحية برمتها.

فالطب بمعناه المهني والتطبيقي هو دراسة ومهارة وتطبيق عملي للدراسة والتعليم، وبالتالي إجراءات مهنية بحتة في علاج المرض من ناحية عضوية جسدية مجردة من الطابع النفسي، ولكن الطب كفن وكمهنة إنسانية بحتة يتجه إلى اعتبار الطب مهارة وتطبيق روحاني إنساني بحيث يتعامل مع الإنسان ويخاطب الفكر والعقل كما يتعامل مع إصابة العضو فهو يتعامل مع الطابعين العضوي والنفسي في آن واحد.

فعند البدء بالعلاج يتعامل الأخصائي الصحي بالبعد الاجتماعي للشخص إلى جانب البعد العضوي الجسدي، من هنا نؤكد أهمية علم الاجتماع الطبي مستقبلاً؛ لأن تطور العلاجات والطب متلازم مع استخدام الأساليب النفسية والاجتماعية في العلاج.

الأبعاد التي يتعامل معها الأخصائي الطبي ذات طابع اجتماعي عضوي:

1- الطابع الروحي والإنساني والنفسي لفهم شخصية الأفراد واتجاهاتهم وأفكارهم والمؤثرات النفسية التي تؤثر إيجابياً أو سلباً في قضيتي الصحة والمرض.

2- الطابع المهني والعملي البحت الذي يتعامل مع الأعضاء الجسدية كوظيفة وخلل وعدم أداء مهمات، وبالتالي التعامل مع مرض أو إصابة الأعضاء.

وأهمية علم الاجتماع في الطب جاءت من اعتبار أن علم الاجتماع هو إجماع العلوم الطبيعية والإنسانية فلا بد أن يتداخل علم الاجتماع والطب، لخدمة العاملين في النسق الطبي، وبالتالي المريض وخير دليل على مستقبل علم الاجتماع الطبي، اعتبار علم الاجتماع الطبي ضمن مساقات دراسة وتعلم النسق الطبي وأهمية علم الاجتماع الطبي في خدمة العملية الصحية للمجتمعات.

إلى جانب اهتمام الأطباء بالنواحي السوسيولوجية والنفسية للأفراد واعتبار العلاج النفسي والاجتماعي جزء لا يتجزأ من العلاج العضوي واعتبار الدراسة والمعرفة للمجتمع جزء كبير في تقديم برامج صحية عامة متطورة وموزعة بطريقة علمية تخدم الجميع وتؤدي إلى تحقيق الأهداف التي وضعت من أجلها.

المصدر: ١. سامية محمد جابر، علم الاجتماع العام، ٢٠٠٤.٢. فوزية رمضان، دراسات في علم الاجتماع الطبي، ١٩٨٥.٣. إقبال ابراهيم، العمل الاجتماعي في مجال الرعاية الطبية، ١٩٩١.٤. حسين عبد الحميد، دور المتغيرات الاجتماعية في الطب والامراض، ١٩٨٣.


شارك المقالة: