الدور المهني للأخصائي الاجتماعي في المدرسة

اقرأ في هذا المقال



تتبنى معاهد وكليات الخدمة الاجتماعية إعداد الأخصائيين الاجتماعيين نظرياً وميدانياً بالأسلوب الذي يؤهّلهم لاكتساب الخبرة والمعرفة والمهارة؛ لكي يستطيعوا ممارسة أدوارهم المهنية في مجالات الخدمة الاجتماعية ومن ضمنها المجال المدرسي، ولكن نجاح الأخصائي في أداء دوره المهني المُتَمثل في مساعدة التلاميذ للاستفادة من العملية التعليميّة.

المراحل الرئيسية التي تساعد المدرسة على تحقيق وظيفتها

تُعتَبَر هذه الأعمال بمثابة الأركان الأساسية التي يقوم عليها دور الأخصائي الاجتماعي في المدرسة:

أولاً: وضع خطة العمل: يجب على الأخصائي الاجتماعي أن يتجنَّب الارتجالية في عملهِ، حتى لا تكون نتيجة جهده ضياع الوقت والجهد والمال دون فائدة، فكما كان التخطيط ضروريّاً في جميع عمليات الحياة، فكذلك الحال بالنسبة لبرامج الخدمات المدرسية التي تُقَدّم لمساعدة الطلاب والمدرسة في العملية التعليمية.

ويتطلّب هذا النشاط من الأخصائي الاجتماعي بعض الالتزامات الضرورية التالية:

  • الاستفادة من الأساليب العلمية والنظريات المنطقية والابتعاد عن الارتجال أو المغامرات.
  • الحرص على دقّة التنفيذ وتجنُّب الإسراف وضياع الوقت هدراً.
  • استخدام الموارد والإمكانات؛ لتحقيق الاحتياجات حسب أهميتها.
  • الاستفادة من جهود المدرسة والتلاميذ والأسرة والمجتمع والبيئة المُحيطة في شكل ليس فيه تعارض أو ازدواجية.
  • العمل على تحقيق الأهداف التي خُطِطَ لها، وعدم الاستسلام لمظاهر الضعف أو اليأس.

ولكي يقوم الأخصائي الاجتماعي بوضع خطة لعمله المهني يجب عليه أن يتبع الخطوات التالية:

  • تحديد الهدف من الجهد الذي سيقوم به وأخذ الحيطة من أن يؤدّي إلى نتائج سلبية لا تُحمَد عقباها.
  • القيام بحصر الموارد والإمكانات سواء كانت متاحة أو كامنة، ويمكن استثارتها لتحقيق الهدف.
  • حصر الاحتياجات ووضعها في سلم الأولويات سواء كانت للتلاميذ أو للمدرسة.
  • وضع التوقُّعات التي قد تنتج في حالة عدم تحقيق بعض الاحتياجات.
  • التنسيق بين الموارد والإمكانيات المتاحة لإشباع الاحتياجات دون تكرار للخدمات.

ثانياً: تنفيذ البرامج: يعني تنفيذ البرامج وترجمته على أرض الواقع المحسوس على ضوء الخطة السابقة، والأخصائي الاجتماعي مسؤول عن هذه المرحلة مسؤولية مباشرة، ولكن ذلك لا يعني أن يتولّى جميع عمليات التنفيذ، فقد يستطيع أن يستعين بجهود بعض الآباء وبعض الطلاب بالمدرسة ولكن يُشتَرَط أن تكون هذه المشاركة مبنية على رغبة المشاركين، والوضوح فيما هو مطلوب منهم وإشراف الأخصائي الاجتماعي على ممارساتهم وتوجيههم بما يُفيد ويُحَقِّق نجاح البرنامج وتتطلَّب مرحلة التنفيذ توفير خدمات متعدِّدة في النواحي التالية:

  • الناحية الوقائية: وتعني وقاية التلاميذ من الانحرافات والصعوبات التي تعوقهم عن أداء واجباتهم التعليمية، ولا تتيح لهم الاستفادة من الإمكانات المتاحة، وذلك بالتعاون المستمرِّ بين المدرسة والبيت والمجتمع لتوجيه التلاميذ للاستفادة من معطيات البيئة والحرص على عمليات التوجيه السليم دينياً وأخلاقياً ونفسياً وصحياً واقتصادياً.
  • الناحية الإنشائية: وتتضمن التنشئة الاجتماعية السليمة في ضوء سياسة ومُعتَقدات المجتمع والالتزام بعاداته وتقاليده المقبولة اجتماعياً من خلال الأنشطة اللاصفيّة بالمدرسة.
  • الناحية العلاجية: وتتضمّن تتبع حالات التلاميذ الذين تعرضوا لمشاكل اجتماعية لمعرفة الأسباب وراء حدوثها، ثمّ الاستفادة من إمكانات المدرسة والأسرة والمجتمع في علاجها.

ثالثاً: عملية التقويم: وتعني معرفة المتغيّرات التي حدثت أثناء أو بعد تنفيذ البرنامج أو تحديد القيمة والفائدة التي تمَّت الاستفادة منها في هذه البرامج، وتُفيد عملية التقويم الأخصائي الاجتماعي من خلال تراكم الخبرات؛ إذ يستفيد من أخطائهِ في عمليات التنفيذ المستقبلية وعملية التقويم مفيدة وميسورة إذا حصلت مباشرة بعد كلّ عملية تنفيذ؛ حتى يتمّ التعرف على جوانب الخطأ ومن ثمّ الحرص منها في العمليات القادمة، ويحتاج الأخصائي إلى معاونة بعض الأطراف في عملية التقويم نظراً لصعوبة القيام بهذه المرحلة بمفرده ويمكن تقسيم عملية التقويم إلى الخطوات التالية:

  • معرفة ما إذا كان البرنامج قد حقّق أهدافه أم لا وما مستوى الأداء في تحقيق هذه الأهداف.
  • تحديد المستويات التي يطمح البرنامج لبلوغها، وتوزيع هذه المستويات ليمكن معرفة سمات كلّ مستوى، ومن خلال هذا التوزيع يمكننا معرفة مدى ما حقّق منها ونوعية القصور الموجود.
  • معرفة المتغيرات التي تُعزى إلى البرنامج وتمييزها عن المُتغيرات التي تُعزى إلى عوامل خارجية، فقد تؤدّي هذه العوامل الخارجية إلى نجاح البرنامج وقد تؤدّي أيضاً إلى فشلهِ مرَّة أخرى.
  • جمع البيانات الإحصائية عن كلِّ النواحي المتعلقة بالبرامج بطريقة الملاحظة أو المسح الاجتماعي أو المقابلة أو الاستفتاءات، ومن ثمّ تحليل هذه البيانات ومقارنتها وتحديد النتائج المختلفة منها.

شارك المقالة: