الدولة الأموية

اقرأ في هذا المقال


تولي معاوية بن أبي سفيان الحكم الإسلامي

عندما توفي علي بن أبي طالب، الخليفة الرابع وآخر خليفة ديني وسياسي إسلامي وثيق الصلة بالنبي محمد علية الصلاة والسلام، عام (661)، استولى الحاكم العربي معاوية بن أبي سفيان في سوريا على سلطة الدولة الإسلامية، جاء معاوية وهو من عشيرة بني أمية في مكة وأسس أول سلالة إسلامية وراثية وكانت للأمويين.

توسع رقعة الدولة الأموية

واصل الأمويون الفتوحات على الأراضي الجديدة، واتسعت رقعة أراضي الخلافة الأموية إلى حجم لم يسبق له مثيل من قبل عالم إسلامي واحد، فتحت الجيوش الإسلامية أفغانستان وتوغلت في وادي السند في شمال الهند وبعيدًا في آسيا الوسطى حتى حدود الصين.

في الغرب استولوا على شمال إفريقيا بالكامل، واحتلوا شبه الجزيرة الأيبيرية، واستمروا في رحلات استكشافية في عمق وسط فرنسا، استمروا في الضغط على الإمبراطورية البيزنطية، سواء على البحر الأبيض المتوسط ​​أو على الأرض، فتحت الجيوش الإسلامية الأناضول وحاصرت القسطنطينية، لكنها أُجبرت فيما بعد على العودة إلى شرق الأناضول، كانت دمشق مركز الخلافة الأموية، حيث أقام الخليفة معاوية بن ابي سفيان.

كانت لغة المحكمة والخدمة المدنية والطبقة الدينية هي اللغة العربية، لكن المملكة كانت تدار وفقًا للمبادئ المعتمدة من الإمبراطوريتين البيزنطية والساسانية، وبسبب النزاعات بين القبائل العربية جزئيًا، افتقر العالم إلى الاستقرار الداخلي، وظل لفترة من الزمن تقريبًا في حالة حرب أهلية، تأثر الأمويون بثقافات شعوب الأراضي التي فتوحها، لكن الثقافة الإسلامية الجديدة بدأت تتشكل ببطء، في الوقت نفسه، اعتمدت الموضوعات الجديدة في الدولة اللغة العربية والإسلام.

كان تطوير عملة إسلامية خاصة رمزًا قويًا للإمبراطورية الجديدة، وأظهرت مشاريع البناء الضخمة، مثل قبة الصخرة في القدس والمسجد الكبير في دمشق، طموحات الأمويين الفنية والسياسية، تم بناؤها في مواقع كانت قد وقفت فيها معابد وكنائس الديانات الأخرى من قبل، وتم تزيينها بزخارف فسيفساء واسعة وأحاديث قرآنية ضخمة، وقاموا ببناء العديد من القصور في سوريا وفي جميع أنحاء الدولة الأموية.

استمرت الخلافة الأموية مدة (91) عامًا، قام بالحكم (14) حليفة أولهم معاوية بن أبي سفيان، وآخر خليفة كان مروان بن محمد، وكانت نهاية الدولة الأموية في معركة الزاب، والتي نتج عنها قتل الخليفة مروان وتولي العباسيون الحكم، وقد تمكنوا من السيطرة على الدولة الأموية كاملة ماعدا الأندلس، التي حكمها عبد الرحمن الداخل، ولا يسعنا القول إلاّ أن الدولة الأموية كان لها دور كبير في نشر الإسلام وبناء الإرث الإسلامي وساعدت على تطوير العلوم في جميع المجالات.

المصدر: الكامل في التاريخ – المجلد الثاني, ابن الأثير (1979). عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن أبي الكرم الشيباني. دار صادر.الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان (الطبعة الثانية سنة 1985). يوسف العش. دار الفكر.التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي (الطبعة الأولى سنة 1982). محمود شاكر. المكتب الإسلامي.الوجيز في الخلافة الراشدة (الطبعة الأولى سنة 2006). محمد قباني. دار الفاتح - دار وحي القلم.


شارك المقالة: