الدويلات في عهد الخليفة المقتدر بالله

اقرأ في هذا المقال


الدويلات في عهد الخليفة المُقتدر بالله:

الخليفة المقتدر بالله هو أبو الفضل جعفر بن أحمد المعتضد، ولد في ليلة الجمعة من رمضان من عام (282 هجري)، وأمّه أم ولد تُكنى (غريب)، ولمّا مرض أخوه المُكتفي سأل عنه وعلم أنه بلغ الحلم فعهد إليه، ولا يزيد عمره على الثلاث عشرة سنة، ولم يلِ الخلافة قبله أصغر منه وبويع
يوم الأحد لأربع عشرة مضت من ذي القعدة من عام (295 هجري).

دولة السامانية:

توفي عام (295 هجري)، إسماعيل بن أحمد بن أسد الساماني، وكان واعياً، يعدل بين الناس، وذو سيرة حسنه في رعيته، حليماً، كريماً، وخلفه ابنه أحمد بن إسماعيل، وقد قُتل على يد غلمانه عام (301 هجري)، وخلفه ابنه نصر، وكان صغيراً لم يزد عُمره على ثمان سنوات فاستصغرته أُسرته فطلب عم أبيه إسحاق بن أحمد ولاية خراسان، وكان قد استمال بلاد ما وراء النهر إليه عدا بُخارى، وكذا عم أبيه الآخر المنصور إلا أن الخليفة أقرَّ نصراً على البلاد التي كانت لأبيه رُغم صغره فأدار له شؤون الدولة محمد بن عبد الله الجيهاني.

وما أن أضحى كل شيء في بلاد ما وراء النهر وخراسان باسم نصر بن أحمد حتى هجم عليه عم أبيه إسحاق بن أحمد بن أسد الساماني وابنه إلياس بن إسحاق وسارا نحو بُخارى غير أنهما قد هُزما أمام جيوش نصر التي استولت على سمرقند. وأُسِرَ إسحاق بعد اختفائه، أما إلياس فقد فرَّ إلى بلاد فرغانة.

وهجم ابن إسحاق الثاني، وهو منصور عام (302 هجري)، واجتمع معه بعض قواد نصر، وقاموا بالسيطرة على سجستان وبرزت باسم المنصور، بالإضافة إلى نيسابور، وظلت الثورات بين نصر ومنصور حتى عام (306 هجري)، حيث انتصر نصر، وعادت نيسابور وسجستان إليه. رجع إلياس بن إسحاق يستعد لمُنازلة نصر.

وتمكّن أن يجمع جيشاً قوامه ثلاثون ألفاً، وتقدّم به عام (310 هجري)، نحو سمرقند غير أن الهزيمة قد حلت به، واضطر للرجوع إلى فرغانة، واختفى بها غير أن جيوش نصر قد فتحت فرغانة عام (312 هجري)، وبدأ إلياس يعمل لإعادة الكُرة على نصر، وتعاون مع صاحب الشاش غير أنهُ هُرِمَ ثانيةً، وأُسِرَ صاحب شاش الذي مات في السجن.

الدولة الحمدانية:

يعود الحمدانيون في أصولهم إلى قبيلة بني تغلب التي كان بعض بطونها يعيش قريباً من الموصل، وأمير هذا البطن في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري هو حمدان بن حمدون، وقد بدأ يشترك في الحوادث السياسية التي تجري في منطقته منذ عام (260 هجري)، وتحالف مع الخوارج الذين يقودوهم هارون الشاري عام (272 هجري)، ودخلا الموصل معاً، ثم استولى على قلعة ماردين بعد ذلك بقليل.

وشنَّ الخليفة المعتضد حرباً عليه فاعتصم بقلعة ماردين، فسار إليه عام (281 هجري)، فهرب من القلعة وترك أبنه الحسين فيها، ودخل جُند الخليفة القلعة، وأظهر الحسين الطاعة، وتتبع الخليفة حمدان حتى ظفر به فسجنه في بغداد، ولم يُخرجه من السجن سوى تكليف الخليفة ابنه الحسين بن حمدان بمُحاربة هارون الشاري إذ اشترط الحُسين إطلاق سراح أبيه مُقابل حمل هارون إلى الخليفة، وحدث ذلك.

أصبح الحسين بن حمدان قائداً من قادة الخليفة البارزين وقد شهر بحروبه التي قادها ضد القرامطة، وبرز إخوته كذلك عبد الله وسعيد، وداود، وإبراهيم. أما الحُسين فقد ناصر عبد الله بن المعتز الذي بويع بالخلافة لمدة يومين عام (296 هجري)، فكرهه المقتدر، وعزله عن مناصبه، ثم عفا عنه وولّاه قم وقاشان، ثم عاد فاختلف معه، وسجنه ومات في السجن عام (306 هجري).

ثم خلفه على ديار ربيعة أخوه إبراهيم عام (307 هجري)، وتوفي عام (308 هجري)، ثم أخوه داود حتى عام (309 هجري)، وبقي مع الخليفة المقتدر، وقاتل بجانبه ضد مؤنس الخادم، وأصابه سهم فقُتل عام (320 هجري). أما سعيد والمكنى بأبي العلاء فقد تولّى أمر الموصل ونهاوند. وقد كان أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان قد ناصر القاهر ضد أخيه المقتدر، فلما فشلت الجهود، وعاد المقتدر، قُتل أبو الهيجاء وذلك عام (317 هجري).

أما أبو السرايا نصر بن حمدان فقد هرب إلى الموصل، وتولّى أمرها عام (318 هجري)، ثم قتله القاهر عام (322 هجري)، وقد انتهى أمر أولاد حمدان كُلهم قبل نهاية عام (322 هجري).

غير أن عبد الله أبا الهيجاء قد تناوب عنه في منطقة الموصل ابنه الحسن ناصر الدولة وقد تمكّن أن يتمسّك بها والحفاظ عليها مُنذ تولى أمرها عام (308 هجري)، حتى توفي عام (358 هجري)، باستثناء مدق قصيرة (317 – 319 هجري)، بسط عمّاه سعيد ونصر نفوذهما عليها بأمر الخليفة المقتدر. وكان هؤلاء الملوك رافضة.

المصدر: ❞ كتاب الدولة العباسية ❝ مؤلفة محمود شاكر أبو فهر الجزء الثاني صفحة (118 – 120)❞ كتاب أطلس تاريخ الدولة العباسية ملون ❝ مؤلفة سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوث❞ كتاب سلسلة تاريخ الأدب العربي العصر العباسي الأول ❝ مؤلفة شوقي ضيف❞ كتاب تاريخ الدولة العباسية 132-656هـ ❝ مؤلفة د.محمد سهيل طقوش


شارك المقالة: