الرعاية الاجتماعية في الإسلام

اقرأ في هذا المقال



في أوائل القرن التاسع بعد الميلاد بدَت طلائع ثورة اجتماعية جديدة، حملَ لواءها النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم، وباعتناق الإسلام تولّد لدى العرب الشعور بالتضامن والقضاء على المنازعات القَبليّة والعصبيات العشائرية.

أين نمت المدينة المتحضرة قبل الإسلام


نَمَت في الجزيرة العربية مدينة متحضِّرة قبل الإسلام بمئات السنين وكان مَقَرُّ هذه المدينة الرُّكن الجنوبي من الجزيرة حيث ازدهرت مدَّة ألفي سنة من حوالي 1500 قبل الميلاد إلى عام 500 بعد الميلاد، ومن أشهر الحضارات التي ازدهرت في ذلك الحين حضارة سبأ، ويُستَدَلُّ من السدود التي بُنيَت لِجمع المياه والشَّبكات الواسعة التي أُنشِئَت لتأمين الري على أَّن هؤلاء القوم كانوا على علم واسع بالهندسة.


تعتبر الرعاية الاجتماعية من القيم الأساسية في الإسلام، حيث يُشدد على أهمية التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع لضمان العدالة الاجتماعية والرعاية الشاملة للفقراء والمحتاجين. يرتبط مفهوم الرعاية الاجتماعية في الإسلام بمفهوم أوسع للعدالة الاجتماعية ورعاية الفئات الضعيفة في المجتمع.

تفتح الشريعة الإسلامية الباب أمام تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال الزكاة والصدقات. فالزكاة، وهي الواجب الإسلامي الذي يُفرض على المسلمين دفعه، تعد وسيلة فعّالة لتوزيع الثروة وتقليل الفجوة بين الطبقات المختلفة في المجتمع. تُعَد الزكاة نموذجاً للرعاية الاجتماعية في الإسلام، إذ تُوزَع على فئات محددة من المجتمع، مثل الفقراء والمساكين والعاملين في جمعها وتوزيعها.

في الإسلام، يحث على رعاية الفقراء والأيتام، ويُكرّم العمل الخيري وتوجيه العون إلى الأفراد المحتاجين. تجدر الإشارة إلى أن الرعاية الاجتماعية لا تقتصر على الجوانب المالية فقط، بل تتضمن أيضًا العناية بالجوانب النفسية والاجتماعية للفئات الضعيفة في المجتمع.

في الإسلام، يُحث على فتح باب الجود والعطاء، وتعليم الجيل الجديد قيم التكافل والعناية بالآخرين. يعتبر الإسلام الرحمة والعطاء واجبًا، ويشدد على أهمية تبني الفرد لأخلاق الرعاية والتعاون.

تُعد الرعاية الاجتماعية في الإسلام أحد المظاهر التي تبرز روح التعاون والتضامن في المجتمع الإسلامي. يسعى المسلمون إلى تحقيق هذه القيم من خلال العمل الخيري والصدقات والزكاة، مع التركيز على توفير الحماية والدعم للفئات الأضعف في المجتمع.

أثر ظهور الإسلام في الدول العربية

مع ظهور الإسلام كان نتاج ذلك مولد الأمَّة العربية التي منحها الدين الجديد هدفاً إنسانياً سامياً، تفتَّحت مواهب العرب وانطلقت قواهم المكبوتة وتجدَّدت حياتهم الحبيَّسة منذ قرون وكان منفذاً لها في أداء رسالةٍ رفعت الأمة العربية إلى مقام الخلود ودفعت الإنسانية خطوة كبيرة إلى الأمام، وتوطَّدت دعائم المجتمع العربي على أسس إنسانية قوامها المساواة والعدل، فلم يجعل فرقاً بين الأسود والأبيض أو الغني والفقير أو السيد والعبد، وكان أكبر عامل على اتحاد جميع الشعوب التي انضمَّت تحت لواء العرب على اختلاف أجناسها وألوانها.

ونتج عن هذا الاتحاد في الفكر والعاطفة تحطيم الحواجز التي كانت تحول دون ظهور الكفاءات وأصبحت فرص التقدُّم مُهيأَة أمام كل إنسان بعد أن كانت وَقْفاً على طبقة معينة، فأصبح للحياة معنى والشُّعور بالكرامة وبالقيمة الإنسانية، وقدّ أكَّد هذه الحقيقة الأستاذ هاريسون في كتاب (العرب في وطنهم) إذّ يقول:” فحيث حلّت حضارة العرب تأكَّدت قيمة الفرد، ونهض الناس مُعتزّين بكرامة لا تُقهَر”.

كيف نستدل على روح التكافل الاجتماعي في الإسلام

يمكن أن نستدلَّ على روح التكافل الاجتماعي في الإسلام من خلال حقوق الأفراد والواجبات المنوطة بهم والتي من شأنها أن تجعل المجتمع في حالة تسمح له بمقابلة احتياجات أفراده وجماعاته والقضاء على المشكلات التي قد تظهر فيه، وذلك على جميع المستويات المستوى الفردي وعلى مستوى الأسرة ومستوى رعاية المجتمع.

يُظهر الإسلام روح التكافل الاجتماعي من خلال عدة مفاهيم وتوجيهات ترسخ قيم التعاون والرعاية في المجتمع الإسلامي. إليك بعض النقاط التي تسلط الضوء على هذه الروح:

  1. زكاة والصدقات:
    • تعد زكاة والصدقات من الركائز الأساسية في الإسلام، حيث يُشجع المسلمون على دفع الزكاة كواجب إسلامي.
    • الزكاة تُوزَع على فئات محددة من المجتمع، مثل الفقراء والمساكين والعاملين في جمعها وتوزيعها، وهذا يسهم في تحقيق التوازن الاجتماعي.
  2. رعاية الأيتام:
    • يُحث في الإسلام على رعاية الأيتام وتقديم الدعم والعناية لهم. يُعتبر رعاية الأيتام واجبًا إسلاميًا كبيرًا، وتحظى الأيتام بمكانة خاصة في المجتمع.
  3. التضامن الاجتماعي:
    • تشجع التوجيهات الإسلامية على التضامن الاجتماعي، حيث يُشدد على أهمية مساعدة الآخرين في الأوقات الصعبة وتقديم الدعم الاجتماعي.
  4. الجود والعطاء:
    • يحث الإسلام على فتح باب الجود والعطاء، وتقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين. يُعتبر العطاء فعلًا محبوبًا ومحمودًا في الإسلام.
  5. العناية بالمحتاجين:
    • يُشجع المسلمون على رعاية المحتاجين وتقديم العون للمحتاجين سواء كانوا جيرانًا أو أقاربًا أو غيرهم من أفراد المجتمع.
  6. العدالة الاجتماعية:
    • يسعى الإسلام إلى تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال توزيع الثروة وتوفير الفرص بشكل عادل.
  7. تشجيع على العمل الخيري:
    • يشجع الإسلام على العمل الخيري والمشاركة في الأعمال الخيرية لدعم الفئات الضعيفة وتحسين ظروف الحياة.

في نهاية المطاف، تتجلى روح التكافل الاجتماعي في الإسلام في الالتزام بالقيم الإنسانية والتعاون المستمر لبناء مجتمع قائم على العدالة والرعاية المتبادلة.


شارك المقالة: