الصراعات القديمة على مملكة نابولي

اقرأ في هذا المقال


تأسيس مملكة نابولي:

تم تأسيس في الجزء الجنوبي في شبه الجزيرة الإيطالية مملكة نابولي، وتعتبر مملكة نابولي هي آخر ما تبقى من مملكة صقلية، وبقيت مملكة نابولي تابعة للملكة صقلية، لكنها كانت مختلفة عنها خلال فترة اتحادها بالحكم والسياسة، خلال فترة قيام مملكة نابولي تنافس على حكمها الكثير من الشعوب الفرنسية، وفي عام 1816 ميلادي تم إعادة دمج مملكة صقلية مع مملكة نابولي وتم تأسيس مملكة الصقلتين.

الصراعات القديمة على مملكة نابولي:

في العصور القديمة وقبل الميلاد كانت مملكة نابولي واقعة تحت حكم الإمبراطورية اليونانية، فقد كانت نابولي تعتبر مستعمرة يونانية، وقد كان للثقافة اليونانية دور كبير في التأثير على الثقافة والحضارة في نابولي، وبقيت نابولي لفترة طويلة عاصمة اليونان، وخلال تلك الفترة خاضت نابولي الكثير من الحروب لتوحيد إيطاليا، وكانت نابولي منذ البداية منطقة مأهولة بالسكان؛ وذلك لما فيها من خيرات، وهناك دراسات تفيد بأنّ مملكة نابولي تم بناؤها مرة أخرى وذلك بعد أنّ جرفتها السيول، في الدراسات تقول أنه تم بناؤها في القرن السادس ميلادي مرةً أخرى.

خلال العصر الروماني كانت نابولي مركزاً للثقافة والحضارة اليونانية، فقد تميزت نابولي بالطبيعة الخلابة والمناخ المعتدل، وتعرضت خلال نابولي خلال بداية تأسيسها للكثير من الحروب بين القوط الشرقيين والبيزنطيين، واستمرت الصراعات تحت وقعت نابولي لحكم الإمبراطورية الرومانية، وخلال تلك الحروب عانت نابولي للكثير من المجاعات على الرغم من وجود الخيرات فيها، وفي ظل تلك الصراعات بقيت نابولي موالية للإمبراطورية الرومانية حتى نهاية القرن السادس ميلادي.

تعرضت مملكة صقلية إلى تمردات؛ ممِّا دفع ملك صقلية إلى مغادرة مملكة صقلية والذهاب إلى باقي الأراضي التي يملكها، وكانت مملكة نابولي ما تزال تحت حكمه، وبقيت هناك صراعات ومطالبات من عائلة الأجوفين لحقوقهم في حكم مملكة صقلية، كما طالبت المجر في حق حكمها لمملكة صقلية، وكانت الملكة “جوفانا الأولى” هي ملكة مملكة نابولي وقامت بالتنازل عن حكمها للمملكة نابولي، وفي عام 1442 ميلادي قام الملك “ألفونسو الخامس” بالاستيلاء على حكم مملكتي نابولي وصقلية، وفي عام 1458 ميلادي تم الفصل بين المملكتين.

في عام 1494 ميلادي ميلادي قام الملك “شارل الثامن” ملك فرنسا بغزو إيطاليا، وقام بالمطالبة بحكم نابولي، لتبدا من هنا الحروب الإيطالية، وفي عام 1495 ميلادي تم طرد الملك “شارل الثامن” من نابولي، إلا أنِّ الفرنسيين لم تتوقف مطالبهم للمطالبة في حكم نابولي، وقامت بالاتفاق مع عائلة “أراغون” لمشاركتهم في الحكم، إلا أنِّ عائلة “أرغوان” لم توافق على مطالب الفرنسيين، وبدأت الحرب بين فرنسا والأرجوان، وانتهت الحرب بانتصار الأرجوان، وبقيت مملكة نابولي قائمة ومركزاً للصراع بين فرنسا وإسبانيا، وقامت فرنسا في عام 1559 ميلادي بالتنازل عن حقها بحكم مملكة نابولي.

في القرن الثامن عشر ميلادي انتهت حرب الخلافة الإسبانية وتم عقد “معاهدة راستات” وتم تغيير ملكية مملكة نابولي وتم حكمها من قبل الإمبراطور “كارل السادس” إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وكما قام بحكم مملكة صقلية، إلا أنّ حكم النمسا لم يدم طويلاً في نابولي، فقد قام الإسبان بالاستيلاء عليها بعد حرب الخلافة البولندية، وتم تسليم حكم مملكة نابولي ومملكة صقلية  إلى إسبانيا، إلا أنّ كلا المملكتين بقيتا منفصلتين في حكمها ودستورهم عن بعضها البعض، ومع حكم إسبانيا لفرنسا استمرت الصراعات بينهم، وقامت إسبانيا بالاستيلاء على روما خلال تلك الفترة.

في عام 1805 ميلادي قامت دول الحلفاء بالاتفاق مع إسبانيا للوقوف ضد نابليون وفرنسا، تمكن نابليون من السيطرة على نابولي، وكانت بريطانيا حينها تسعى في القضاء على نابليون، وقامت بالطلب من مملكة صقلية التحالف معها ضد فرنسا، إلا أنّ دول التحالف لم تتمكن من القضاء على القوات العسكرية لنابليون وإخراج فرنسا من إيطاليا، في عام 1814 ميلادي تم هزيمة نابليون في حربه، فقام بالتحالف مع النمسا وطالب ببقاء حكمه في نابولي، وقامت النمسا بعد ذلك بالتخطيط للاستيلاء على مملكة نابولي؛ ممّا دفع نابليون إلى التحالف مع القوميين الإيطاليين.

بدأت بعد ذلك الحرب النابولية على أراضي مملكة نابولي بين فرنسا والنمسا، وتم هزيمة فرنسا في تلك الحرب، وقامت مملكة نابولي بعد تخلصها من الحكم الفرنسي بالتصدي للهجوم النمساوي في الوقت الذي كانت فيه النمسا منهكة من حربها مع فرنسا، وتمكنت نابولي من إخراج النمسا من أراضيها وعادت وكونت تحالف من جديد مع مملكة صقلية، ليتم تأسيس مملكة الصقلتين.

المصدر: موسوعة الحضارات المختصرة-المؤلف: محمود قاسم-2012موسوعة تاريخ أوروبا:الجزء الأول-المؤلف:مفيد الزيدي-2003تاريخ ما قبل التاريخ-المؤلف:عبدالله حسين-2020تاريخ أوروبا في العصور الوسطى-المؤلف: د. إيناس محمد البهيجي-2017


شارك المقالة: