الصعوبات التي تعترض حلّ المشكلات الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


يوجد الكثير من الصعوبات التي تقف أمام حلّ المشكلات الاجتماعية والوصول إلى نتائج علاجية لها، وهذه الصعوبات تقلّل من فعاليةِ الأسلوب العلمي المُستخدَم في دراسةِ المشكلات الاجتماعية وحلّها.

أهم الصعوبات التي تقف أمام حلّ المشكلات الاجتماعية:

1- تعقيد وتشابك المواقف الاجتماعية: من الصّعب فَصل المواقف الاجتماعية عن بعضها لأنَّها متشابكة ومُعقّدة، والمشكلات الاجتماعية قد ترجع أسبابها إلى ظروف طبيعية أو إلى ظروف وعوامل بشرية اجتماعية وهذه الظروف غير ثابته بل قابلة للتغيّر في المجتمع، فهي تختلف من وقت إلى آخر وحسب الظروف المحيطة والعلاقات المختلفة السائدة في المجتمع، وأيضاً من الصعب الضبط والتّحكم بالمواقف الاجتماعية في الحياة الاجتماعية.

2- الصعوبة في إجراء التجارب في العلوم الاجتماعية: هناك صعوبة في تحديد وضبط جميع المتغيرات والتَّحكم بها وكذلك هناك صعوبة في إجراء تجربة عليها ومعرفة نتائج هذه التجارب؛ وذلك بسبب وجود تشابك كبير بين العوامل التي أدَّت إلى حدوث المشكلات الاجتماعية، وأيضاً بسبب مميزات المشكلة الاجتماعية المتفردة التي لا تحدث إلّا في مجتمع ما وإنْ تشابهت مع مجتمع آخر فإنَّها تبقى تحمل خصائص المجتمع الذي انبثقت عنه وخصائص الزمن الذي ظهرت فيه.

3- الصراع بين المصالح والقِيَم السائدة في المجتمع: توجد في المجتمع الواحد مجموعة من القِيَم التي بدورها قد تتعارض مع مصالح مجموعة أو جماعة معينة في المجتمع وتؤثر فيها، فينشأ صراع بين هذه القيم والمصالح وتنتج المشكلات الاجتماعية.

4- صعوبة التوصل إلى قوانين اجتماعية ثابتة: لا يمكن الوصول إلى قانون اجتماعي ثابت بسبب التغير المستمر في طبيعة المشكلات الاجتماعية فهي لا يمكن ضبطها، إذ أنَّ التغير الاجتماعي نسبي يختلف من وقت لآخر ومن مجتمع لآخر أو حتى في داخل المجتمع الواحد يصعب الحصول على قانون ثابت يحكم التغيرات التي تطرأ على المجتمع.

5- عدم توفُّر المعلومات الكافية عن بعض المشكلات الاجتماعية: هناك بعض من المشكلات الاجتماعية يمكن وصفها بالسريّة والخطيرة ويتمّ التَّحفظ على المعلومات الخاصّة والمتعلّقة بها لسبب أو لآخر.

6- الصعوبة في حيادية الباحث الاجتماعي وأحكامه الشخصية: قد يَصعُب على الباحث في أغلب الأحيان أنْ يتصرف بحيادية وتجرّد مع بعض المشكلات الاجتماعية ولا تخلو نتائج دراسته من بعض الأحكام الشخصية، وهناك عِدَّة عوامل تؤثر في الباحث الاجتماعي عند تناوله لمشكلة اجتماعية معينة مهما حاول أن يتصرف بموضوعية ودون تحيّز ومن هذه العوامل: خبراته وانتمائة الفكري، طبقته الاجتماعية، موقفه ونظريته في المجتمع الذي يتواجد فيه.

7- عدم دقَّة المقاييس الاجتماعية: أي أنَّه قد نعلم بوجود مشكلة اجتماعية ما ونتعرَّف على أسبابها ونتعرف على خطورتها على المجتمع ولكنْ لا يمكن تحديد وقياس هذا الخطر.

8- التصورات الخاطئة عن المشكلات الاجتماعية: تختلف وجهات نظر النّاس حول المشكلة الاجتماعية وتصوراتهم وانطباعاتهم عنها فبعضهم يراها مشكلة والبعض الآخر يراها طبيعية، وليس بالضروة أن تكون هذه التصورات صحيحة فبعضها قد يكون خاطىء.

9- الصعوبة في إيجاد حلول متكاملة وشاملة: بسبب كثرة المشاكل الاجتماعية ووجودها في جميع قطاعات المجتمع تعذّر الوصول إلى حلول متكاملة للمشكلات الاجتماعية كما أنَّ بعض الحلول أدَّى إلى ظهور مشكلات أخرى، وبذلك يصعب الوصول إلى حلّ متكامل للمشكلات الاجتماعية.

المصدر: علم المشكلات الاجتماعية، معن خليل عمر، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان الأردن، 1998.التفكك الاجتماعي، معن خليل عمر، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان الاردن، 2005.علم الاجتماع والمشكلات الاجتماعية، عدلي السمري ومحمد الجوهري وآخرون، دار المعرفة الجامعية، القاهرة، 1998.المشكلات الاجتماعية المعاصرة، مداخل نظرية، تجارب عربية، أساليب المواجهة، الدكتور عصام توفيق قمر، الدكتورة سحر فتحي مبروك، الدكتورة عبير عبد المنعم فيصل، ط 4، 2016.


شارك المقالة: