الصعوبات التي واجهها الأمير عبد الرحمن الداخل

اقرأ في هذا المقال


هروب الأمير عبد الرحمن الداخل وخادمه:

بعد هروب الأمير الأموي عبد الرحمن الداخل وخادمه بدر، وصلوا  جنوباً عبر فلسطين وسيناء ثم إلى مصر، خطط الأمير عبد الرحمن إلى الابتعاد عن الأجواء، كان يقرر الذهاب إلى شمال غرب إفريقيا (المغرب العربي) أرض والدته، التي احتلها أسلافه الأمويون جزئيًا، كانت رحلتة عبر مصر مليئة بالمخاطر، آنذاك كان عبد الرحمن بن حبيب الفهري حاكمًا لإفريقيا (تونس الحديثة).

اجتهد ابن حبيب إلى جعل إفريقية ملكًا خاصًا له، في البداية سعى إلى تفاهم مع العباسيين، لكنّهم رفضوا شروطه وطلبوا منه الخضوع، انفصل ابن حبيب عن العباسيين وطلب من بقايا السلالة الأموية للالتجاء إلى سيطرته.

كان عبد الرحمن واحدًا فقط من بين العديد من أفراد الأسرة الأموية الناجين الذين توجهوا إلى إفريقية آنذاك، خشي ابن حبيب أن يؤثر  ظهور أبناء العائلة الأموية في إفريقية، وهي عائلة أكثر شهرة من عائلته على سلطته.

حوالي عام (755) بدأ ابن حبيب بملاحظة مؤامرات من المنفيين الأمويين، انقلب ابن حبيب ضدهم، في ذلك الوقت ابتعد عبد الرحمن الداخل وخادمه بدر عن الأنظار، حيث توجهوا إلى منطقة القبائل، عند زعيم قبيلة نافزا الأمازيغي الذي كان متعاطف معهم.

أرسل ابن حبيب جواسيس لمعرفة مكان الأمير الأموي، وصل جنود ابن حبيب إلى القبيلة التي يوجد فيها عبد الرحمن وخادمه، فقامت زوجة زعيم الأمازيغ بإخفائهم بغرفتها الشخصية لحمايتهم، وبعد ذلك اتجه الأمير عبد الرحمن وبدر باتجاه الغرب.

وصول عبد الرحمن الداخل للمغرب:

تذكر المصادر التاريخية وصول الأمير عبد الرحمن وبدر إلى المغرب بالقرب من سبتة في عام (755)، كانت خطة الأمير الذهاب بالبحر إلى الأندلس، في أربعينيات القرن السابع وبسبب ثورة البربر، حدثت فوضى وذلك بسبب خلافات داخلية بين القبائل العربية وكذلك بين البربر والعرب.

كان الأمير يوسف بن عبد الرحمن الفهري محبوب لدى شعبه وكان معظمهم من العرب الجنوبيين أو القبائل “اليمنية” كان هناك منافسة مع وزيره (وصهره) الصميل بن حاتم الكلبي، كان رئيس الجند السوريين والذين كان من بينهم موالين للأمويين، وكانوا حوالي (500) شخص، ممّا أنبت الأمل لدى الأمير الأموي عبد الرحمن الداخل لجذبهم وتقديمهم الولاء له، فأرسل خادمه بدر للتفاوض معهم.

التقى بدر بثلاثة قادة سوريين ومنهم عبيد الله بن عثمان، وعبد الله بن خالد، وكلاهما من دمشق، ويوسف بن بوخت من قنصرين، حاول هؤلاء القادة لإخذ موافقة الصميل، ولكنه لم يتجرأ على الموافقة خوفًا من أنّ يصبح عبد الرحمن اميرًا.

قام بدر والموالين الأمويون بجس النبض بين القبائل والقادة اليمنيين لطلب الولاء والدعم منهم، لم يستطع الأمير يوسف الفهري إبقاء القائد الصميل تحت سيطرته وبدأ زعماء القبائل اليمنيين بالتفكير بأنّ تقديم الولاء للأمير الأموي عبد الرحمن الداخل يؤمن لهم مستقبلًا أفضل من وضعهم الحالي.

لم يكن للأمويين أي حضور في الأندلس، إذ يكن أي من أفراد العائلة الأموية تواجد آنذاك في تلك المنطقة، كان هناك الكثير من التساؤلات والمخاوف من عدم وجود الخبرة الكافية للأمير الأموي عبد الرحمن الداخل، إلاّ أنّ القبائل والقادة اليمنيين شعروا أنه لا ضير من خوض هذه التجربة فليس هناك ما يخسروه من ذلك، فقرروا تقديم الولاء للأمير الأموي عبد الرحمن الداخل.

رجع خادم الأمير عبد الرحمن الداخل بدر إلى إفريقيا ليجلب الأخبار  للأمير عبد الرحمن عن  العملاء الأمويين الداعمين له في الأندلس، وبعد مرور بعض الوقت اتجهوا مع العديد من المواليين إلى أوروبا، وصلت هذه الأخبار للقبائل البربرية المحليين عن الدعم الذي تلقاه الأمير الأموي، فقاموا باللحاق به لاحتجازه، كان قادة البربر يعتقدون انهم بإمكانهم خطف الأمير الأموي وسجنه، وجعله يخرج من إفريقيا، ويُذكر أنّه قام بإعطاء مجموعة من البربر الذين على خلاف معه من أجل تمكنه من المغادرة بسلام.

تجهز الأمير الأموي عبد الرحمن وخادمه، قدمت مجموعة بربرية أُخرى ألإبتزازه والحصول على الأموال منه قبل أنّ يغادر، احتجز فرد من قبائل الأمازيغ في سفينة الأمير عبد الرحمن عندما كانت متوجهه إلى الأندلس، نزل الأمير الأموي عبد الرحمن الداخل في المنكب بالأندلس شرق مدينة ملقة وكان ذلك في سبتمبر (755)،إلاّ أنّ بعض المصادر التاريخية الأخرى لم تظهر مكان نزول الأمير الأموي.

المصدر: الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان 1985، صفحة 121 موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، ص9. دار سفير، سنة 1996. كتاب «سيرة ومناقب عمر بن عبد العزيز الخليفة الزاهد»، لابن الجوزي الفتوحات والعلاقات في عهد معاوية. لعلي محمد الصلابي، موقع هدي الإسلام. تاريخ النشر: 05-10-2008. تاريخ الولوج: 01-04-2012. "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 24 سبتمبر 2015. اطلع عليه بتاريخ 1 أبريل 2012..


شارك المقالة: