الظروف المحفزة كإحدى العمليات المعرفية في خطة تعديل السلوك

اقرأ في هذا المقال


الظروف المحفزة كإحدى العمليات المعرفية في خطة تعديل السلوك:

معدل السلوك المعرفي يعتقد أن أحد العوامل الأساسية التي تؤثر في السلوك هو تخيل نتائجه، وهذا ما يطلق عليه اسم التمثيل المعرفي لنتائج السلوك، والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الصدد هو ما هي العلاقة بين العمليات المعرفية والسلوك؟

بمعنى آخر إلى أي مدى يمكن تغيير السلوك عن طريق تغيير العمليات المعرفية؟ وإلى أي مدى يمكن تغيير السلوك الظاهر؟ لا شك في أننا نحاول تعديل سلوك الآخرين في العادة باستخدام أساليب معرفية مختلفة.

فالشخص الذي يعاني من خوف مرضي من القطة، قد يدرك أن خوفه غير منطقي، ولهذا فإن محاولة معالجة الخوف لديه بالإقناع كثيراً ما تكون غير مجدية، إضافة إلى ذلك فإن بعض الفئات المعينة مثل الأطفال اليافعين والمتخلفين والمضطربين نفسياً لا يستفيدون في الغالب من أساليب العلاج المعرفية.

من ناحية أخرى، تتمثل إحدى طرق العلاج المعرفي في محاولة تعديل السلوك من خلال تعديل اتجاهات الفرد، إلا أن البحوث العلمية من ميدان علم النفس الاجتماعي بينت أن هذا الأسلوب غير فعال في كثير من الأحيان.

وفي هذا الصدد تظهر الدراسات أن تغيير الاتجاه قد لا يكون بالضرورة مصحوباً في تغيير السلوك، بل إن الأدلة العلمية توضح أن الاتجاه بعد تعديله يعود إلى ما كان عليه سابقاً، إذا لم يتم تغيير السلوك نفسه، فنحن قد تعرض لمجموعة من الأطفال فيلماً؛ بهدف تعديل اتجاههم نحو الأطفال المعوقين مثلاً.

إن التغيير في السلوك قليلاً ما يحدث، وحتى لو تغير السلوك فغالباً ما يكون هذا التغير آنياً، فإن أساليب العلاج المعرفي التقليدية التي تتوخى تحقيق الاستبصار  غير فعالة في معظم الأحيان.

فتفهم الفرد لمشكلته ولأسبابها لا يعني بالضرورة أنه سيصبح أكثر قدرة على التغلب عليها ويشكل عام، تشير الأدلة العلمية إلى أن أساليب تعديل السلوك المعرفي توفير في العمليات المعرفية لدى الأفراد، ولكن ذلك لا يعني أن هذه الأساليب تستطيع دائماً إحداث تغييرات ذات أهمية ودائمة في السلوك.

أما فيما يتعلق بأثر تغيير السلوك على العمليات المعرفية، فإن نتائج الدراسات العلية تشير إلى أن تغيير السلوك نجم عنه في معظم الأحيان تغيير في العمليات المعرفية مثل الاتجاهات ومفهوم الذات.

إن أسباب تعديل السلوك المعرفي كانت ولا تزال عرضة للانتقادات الكثيرة في الأحيان يرى البعض أنها أساليب فعالة عموماً، رغم أن أصحابها قد أطلقوا الأحكام السابقة لأوانها، يرى البعض الآخر أنها غير ضرورية أو أنها مضيعة للوقت.

المصدر: 1- جمال الخطيب. تعديل السلوك الإنساني. عمان: دار الفكر.2- فاروق الروسان. تعديل وبناء السلوك الإنساني. عمان: دار الفكر.3- فاروق الروسان. دراسات وبحوث في التربية الخاصة.عمان: دار الفكر.4- عادل محمد. مدخل إلى التربية الخاصة. الرياض:دار الزهراء.


شارك المقالة: