العلاج الحسي باللعب للطفل ذو اضطراب التوحد

اقرأ في هذا المقال


الأسرة والمعلمين أطفال التوحد يواجهون مشكله حول تحديد النوع المناسب من الألعاب، وتحديد ما هي نوعيتها وهل يتم اختيارها بناءً على سلوك الشخص ذو اضطراب التوحد، أو حسب مستواه العقلي أو مستوى النضج أو مستوى التكيف العلاجي، وكل ذلك نتيجه الترابط في السلوكيات المختلفة والأعراض وبالإضافة إلى الإجابة العلمية والسليمة.

العلاج الحسي باللعب للطفل ذو اضطراب التوحد

يقوم المعلم بتجليس الفرد ذو اضطراب التوحد أمامه، ويحاول أن يخفي اللعبة في يده، ثم يُظهرها المعلم بصوره مفأجاة من تحت الطاولة ويقول المعلم للفرد أين القناع الضاحك، فهناك نقاط وهناك غايات متعددة لطريق اللعب والمواد والأشياء المادية تعطي حركة ذهنية، وتعطي حركة تعليمية هادفة للأفراد الأوتيزوميين تحفزهم تجاه البحث وتجاه الحركة وتجاه التحري.

وكذلك التفاعل مما يعمل على تنمية الحواس لديهم والإحساس بالأشياء، مثل أن تحاول أن تلعب مع الفرد الأوتيزمي لعبة سكب وتفريغ الكرات الزجاجية من وعاء إلى وعاء آخر أمام عينيه وعلى مسمعه، ويحاول المعلم وضع يده في الوعاء أو أن يضع يده في الوعاء، فيلاحظ المعلم أنه يستمتع بضغط ويستمتع بسكب الكرات على يده وعلى أطراف أصابعه، حيث تساعده على المرح والسرور تساعد على تطوير أحاسيسه الطرفية.

وبناء على تلك الألعاب الأولية وعن طريق إضافة الألعاب الأخرى، في تلك العبوات من المواد البلاستيكية سواء كانت حروف أو فواكه وغيرها عن طريق إخفائها وعن طريق وضعها بطريقة غير منظمة، وبإمكان الوالدين أن يستعملان عمليات اللعب هذه مثل عملية للفتح والإغلاق لتأسيس مجموعة تفاعلات حركية، مثال على ذلك فتح الوعاء وغلقه، حيث تساهم هذه العملية على معرفة المعاني الجديدة ومهارات مختلفة.

وقد يلاحظ الأهل من ابنها الأوتيزمي عدم الاستجابة للطلب، وذلك هو أسلوب رفضه بدل من أن يقول لا أريد أن أعمل ذلك أو ربما ينتظر الفرد استعادة سيطرته على الموقف، وأنه لن يأخذ اللعبة منك إلا بعد أن يقوم بوضعها على الطاولة، وأن تبتعد عنها للحظة حتى يتصرف هو لوحده، وعلى الأهل أن تتفاعل معه وتبدي عن طريق النظرات وعن طريق تعابير الوجه وبالإضافة إلى القبول بما يفعل، ومما توحي له بحركة الرضا وبحركة الاستحسان.

وإضافة إلى الأخطاء الصادره منه تحولها إلى وسيلة محفزه له، ووسيلة للحركة مثل الفقاعات الهوائية التي تخدم ذلك النوع من التفاعل والمواد البلاستيكية، وكذلك القصص التركيبية وألعاب متفاعلة إلى الدرجة التي تجعل من الفرد الأوتيزمي يبدع وكأنه ترك أثر عليك، وتجعل الفائدة متكرره وتشاركه بها بكل فرحة وبكل بهجة وسرور.

وأهم شيء في العملية العلاجية عن طريق اللعب أن يكون الفرد مثل فرد معالج أو مثل مسؤول في الأهل، أو في المدرسة حذراً متيقظاً لاستجابات الفرد ومعه سجله الخاص للقيام بتسجيل ملاحظاته، ولا يفترض أن تتجاوز الاستجابات المرفوضة للفرد الأوتيزمي إلى أن يجد الطريقة المسؤولة عن فك وفتح وإبعاد عزلة وانطواء الفرد الأوتيزمي ويجعله فعالاً نشطاً اجتماعياً.

وهنا سنلاحظ أن الجهد سوف يقل ولكنه مقابل ذلك سوف يزيد الانتباه من جانب الفرد الأوتيزمي، مثل الطفل الأوتيزمي الذي يتبين عليه عدم معرفته للبعد والهدف من اللعب في القيام بتصفيف الأشكال المتنوعة من السيارات على خط مستقيم بصورة متكررة، وعلينا في هذا الوقت المبادرة وإعطاء الفرد لعبة أخرى، والتي كان سيأخذها بصورة بديهية.

وعلينا أن نساعده فقط فيما يقوم به الفرد الأوتيزمي، غالباً أن نتكلم معه في ذلك الوقت ثم نحاول أن نضع اللعبة في المكان الذي كان يريد الفرد وضعها فيه بينما يعمل، هو بوضع اللعبة الاتية في المكان الآتي وهكذا، وعندما تلاحظه وعندما تجد أنه في حالة نفسية مريحة مع تلك الطريقة، فحاول أن تضع اللعبة الآتية بنفس الترتيب الصحيح كلما أمكن ذلك؛ بهدف المحافظة على التواصل وعلى التقارب مع الفرد وتكون النتيجة هي ارتباط ما بين اللعبة وما بين الفرد الأوتيزمي.

ويفترض الترحيب باعتراضاته والترحيب بأسئلته وكذلك يجب التعاون مع الفرد ذو اضطراب الأوتيزم؛ لأن كلا التعاون والاعتراض يبيّنان استجابات عارضة مؤثرة.

كيفية اختيار الألعاب للطفل التوحدي

يقع كل من الأسر والمربيين والمعلمين في حيرة عن كيفية اختيار الألعاب للأطفال ذوي اضطراب التوحد، وهذه التساؤلات مهمة للأهل الذين لديهم فرد توحدي، فاللعب يعد أمراً لازماً للفرد عموماً، ولكنه للفرد التوحدي يكون مهماً أو يكون حتمياً، ولهذا السبب يتم تصنيف اللعب في جدول المتطلبات النفسية وفي جدول المتطلبات الجسمية له، مثل الاحتياج إلى الطعام وإلى الشراب والاستحمام.

ونظراً لأهمية اللعب في حياة الفرد الأوتيزمي فلقد ارتكزت أكثر الاختبارات التشخيص التوحد في عمر (18) شهر على مجموعة ألعاب يمكن للأهل لعبها مع الفرد، ومن هذه الاختبارات اختبار (CHAT)  ووضحت الألعاب في ذلك الاختبار على البحث الذي بين أن الفرد المصاب بالأوتيزم يفشل في القيام بتطوير مهارتين في اللعب بعكس الفرد العادي، والمهارة الأولى هي اللعب التمثيلي والمهارة الأخرى هي أنه لا يقوم بعملية التأشير حتى بجذب انتباه من حوله.

ويقول كبير الباحثين ممن وضعوا ذلك الاختبار أن الفرد الطبيعي في عمره (9 إلى 14) شهر من المحتمل متابعة نظرات الفرد البالغ إلى لعبة أو شيء قريب من الفرد في نفس الغرفة، كما يتمكن من الإشارة إلى لعبة أو إلى شيء جديد حتى ينتبه الفرد البالغ إليه، وهي خطوة ضرورية في التطوير الاجتماعي ولكن لا يقوم الفرد ذو اضطراب الأوتيزم باللعب التخيلي أو باللعب التمثيلي، مثل أن يسكب الشاي في الفنجان أو أن يطعم اللعبة.

ومن إحدى الألعاب في تلك الاختبارات لمعرفة إمكانية الفرد على اللعب التخيلي هو أن يقدم الأبوين إلى الفرد فناجين الشاي أو أن يقدم أبريق شاي ويسأله أحد الأبوين هل تشرب الشاي؟ والفرد الطبيعي في هذا العمر عادة يبين إنه يسكب لنفسه فنجان من الشاي، وقد يبين بعض الأصوات التي تمثل الشاي وهو يسكب، ثم يقرب الفنجان من فمه وكأنه يشرب، أو يقربه للعبة لتشرب ولكن لن يقوم الفرد المصاب باضطراب الأوتيزم بذلك.

بذلك وهنا يأتي دور الأسرة ودور المدرسة لاختيار عدد من الألعاب، وتلك الألعاب يتم اختيارها بناءً على سلوك الفرد وعلى مستواه العقلي ودرجة التكيف العلاجي، هناك ألعاب لها آثار خاصة مثال عليها تمارين خاصة للعضلات الدقيقة وتمارين خاصه للأصابع والوجه أو العضلات الكبيرة وكذلك اليدين والرجلين، ومن تلك الألعاب القيام بقذف الكرة والتسلق والسباحة وغيرها من الألعاب.

المصدر: 1- عبد الفتاح الشريف. التربية الخاصة وبرامجها العلاجية. مكتبة الانجلوا المصرية: القاهرة.2- عبدالله الكيلاني وفاروق الروسان.القياس والتشخيص في التربية الخاصة. 3- فكري متولي.استراتيجيات التدريس لذوي اضطراب الأوتيزم. مكتبة الرشد.4- أمل سويدان ومنى الجزار. تكنولوجيا التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة. دار الفكر: عمان.


شارك المقالة: