العوامل التي تعيق دور العائلة كمؤسسة اجتماعية في الخدمة الصحية

اقرأ في هذا المقال


العوامل التي تعيق دور العائلة كمؤسسة اجتماعية في الخدمة الصحية:

تتنوع وتزداد العوامل والظروف التي تؤثر أو تتأثر فيها العائلة، وبالتالي يتأثر دورها في التنشئة الصحيحة والبناءة للأطفال، وتكون هذه المؤثرات إما داخلية وسببها العائلة أو أبنائها، وإما خارجية من خلال المجتمع المحيط، وإما الظروف القاهرة الخارجية عن إرادة العائلة، فالنتيجة النهائية لهذه المؤثرات التي لها إسهاماً كبيراً في دور العائلة هو عدم نجاح هذه العائلة، وبالتالي تأثر الأطفال بهذه العوامل وبالتالي يتأثر المجتمع؛ لأن العائلة هي المكون الأساسي للمجتمع.

ولعل معظم العوامل والمؤثرات تأتي عن طريق الوالدين الذين هما عماد البيت، وتأثيرهما مباشر وكبير على كل أفراد الأسرة، ولعل تكامل صحة الوالدين من جميع النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية لها إسهاماً بناءً في التنشئة الاجتماعية لأبناء العائلة، فكلما كانت العائلة متصلة ومنسجمة ومتكاملة ومتحابة، كلما كانت نتائج التنشئة إيجابية والعكس صحيح، ومن العوامل والمؤثرات التي لها إسهاماً في العائلة:

1- المستوى الاقتصادي والاجتماعي للأسر:

الوضع الاقتصادي مهم للعائلة للصرف والإنفاق على حاجات العائلة الأساسية والثانوية، والمكانة الاجتماعية تتأثر بالمكانة الاقتصادية، فكلما كان الاقتصاد بحالة جيدة في العائلة، كلما كانت عقلانية ومتفاعلة اجتماعياً.

2- المستوى الثقافي والتعليمي للوالدين:

تلعب الثقافة مركزاً هاماً في نواحي الحياة جميعها؛ لأنها ترفع من إيجابية الفرد، وبالتالي المعرفة البسيطة غالباً في جوانب الحياة المتنوعة، والثقافة تجبر للتنشئة الاجتماعية والأسرية إلى جانب المستويين العلمي والتعليمي للوالدين الذي لهم مركزاً مهماً في الثقافة، وبالتالي ينعكس إيجابياً على العائلة

3- العلاقة الزوجية بين الوالدين:

تكمن العلاقة الإيجابية دوراً كبيراً في الثبات العائلي وعدم وجود الاضطرابات النفسية، بينما العلاقة الغير إيحابية بين الوالدين تؤدي إلى تفكك الأسرة وضياعها وعدم إيجابيتها المجتمعية، مما يجعل خلل واضطراب في المجتمع.

4- حجم العائلة أو الذكور والإناث فيها:

يلعب حجم العائلة مركزاً مهماً في أداء مهماتها المتنوعة؛ لأن كثرة عدد الأولاد يؤدي إلى عدم إعطاء خدمات متساوية أو كافية لأفراد الأسرة، بالإضافة إلى وجود الأولاد الذكور أقل أو عدم وجودهم، ووجود الإناث يربك العائلة وفقاً لثقافة المجتمع في تفرقة وتمييز الذكور على الإناث.

5- تأثير المرافقين والأخوة في العائلة:

ونعني هنا بالمرافقين الأفراد الذين يتعايشون مع العائلة في حالة العائلة الممتدة، مثل الجد والجدة والعم والعمة، إلى جانب الأثر المبين للأولاد الأكبر سناً على التنشئة الاجتماعية للأقل سناً.

6- البيئة الاجتماعية والعائلية للوالدين قبل الزواج:

تلعب هذه البيئة دوراً كبيراً في اتجاهات الوالدين بشأن تربية الأبناء وعدم توافر الانسجام الفكري أو الطبقي أو الاقتصادي بين الزوجين، مما يؤثر سلباً على الارتباط بين الزوجين، وتنعكس على تربية الأولاد وتنشئتهم الاجتماعية.

7- نمط تربية الوالدين:

تختلف العائلات في نمط تربيتها فمنها تربية شديدة حادة تسمى التسلطية، ومنها متساهلة متعاونة تسمى الديمقراطية وفي الجهتين ليس الهدف كيفية ونمط التربية ولكن كيفية التنشئة الاجتماعية الإيجابية.

8- تأثير المجتمع المحلي والأخوة الأكبر سنا:

تتأثر العائلة بالبيئة التي تحيط بها من خلال العلاقات الاجتماعية للأبناء مع أقرانهم في المجتمع المحلي، فإذا كان الأقران سلبيين فإن الأسرة تتأثر بهذا، ويصبح عدم الثبات والهدوء السمة الأساسية للعائلة، كذلك تأثير الأخوة الذي لهم دوراً كبيراً في إيجابية أو سلبية الأسرة.

دور الأسرة في قضيتي الصحة والمرض والرعاية الصحية:

للعائلة اسهاماً عظيماً في الصحة والمرض، فالصحة البناءة أحد عواملها البنائية هي العائلة والصحة السلبية أو الإصابة بالمرض أحد عواملها العائلة، وتلعب ثقافة وعادات وتقاليد ومعايير الصحة من عمل العائلة، فالعائلة هي التي تعين نمط ثقافة أبنائها، وبالتالي يتعين لاحقاً وجود الصحة الصحيحة أو الإصابة بالأمراض وخاصة الوبائية منها.

في العائلة يتعين نمط المراجعات الصحية للطب الرسمي أو الطب الشعبي، وبالعائلة كذلك تتعين أنواع الأمراض ومدى الإصابة بها وخطورتها، وتتفاوت النظرة إلى مرض أحد أبناء العائلة وفقاً لأهمية هذا الفرد ضمن العائلة، فإصابة أحد الوالدين يكون تأثيره أكثر من إصابة أحد الأولاد وعدد المصابين بالمرض من العائلة الواحدة يؤثر تأثيراً وضحاً على نمط حياة العائلة، فإصابة أحد الأولاد يؤثر تأثيراً اقتصادياً على العائلة.

أقسام بيئة الأسر في الخدمة الصحية:

1- الأسرة الريفية وتعيش في القرى الريفية.

2- الأسرة البدوية وتعيش في الصحراء أو المناطق النائية.

3- الأسرة الحضرية وتعيش في المدن.

ولكل أسرة من هذه الأسر في البيئات المختلفة تقاليدها وعاداتها وأعرافها المختلفة نوعاً ما عن بعضها البعض، ولها ثقافتها المجتمعية الخاصة بها ولها طبقاتها الاجتماعية ولها مهناً وأشغالها ونمط حياتها، حتى لباسها وعادات الأكل العادات الصحيحة الحاصة بها، حتى أنها تتفاوت نوعية وكمية الأمراض التي تصاب بها كل بيئة ومسبباتها الخاصة بها واتجاهاتها نحو مراجعة الطب الرسمي أو الطب الشعبي.

المصدر: حسين عبد الحميد، دور المتغيرات الاجتماعية في الطب والأمراض، 1983.سامية محمد جابر، علم الاجتماع العام، 2004.إقبال ابراهيم، العمل الاجتماعي في مجال الرعاية الطبية، 1991.فوزية رمضان، دراسات في علم الاجتماع الطبي، 1985.


شارك المقالة: