العوامل الرئيسية الدافعة للنمو السكاني
يركز العلماء الديموغرافيون عند دراسة التغيرات في حجم السكان على أربعة عوامل رئيسية:
- معدلات الخصوبة السكانية.
- معدلات الوفيات (متوسط العمر المتوقع).
- الملف العمري الأولي للسكان (سواء أكانوا كبارًا نسبيًا أم صغارًا نسبيًا لتبدأ بهم).
وتم البحث عن كل من هذه المحركات الأربعة الرئيسية للتغير السكاني من قبل علماء الديموغرافيا حيث يسلط الضوء على الاتجاهات المهمة ويناقش الافتراضات الرئيسية حول المستقبل ويقر بنقاط الضعف في البيانات الديموغرافية المتاحة حاليًا في بعض البلدان والجماعات الدينية، وفي بعض الحالات، يوضح هذا الفصل أيضًا مدى اختلاف التوقعات إذا لم يتم أخذ عوامل معينة، مثل الهجرة، في الاعتبار تهدف هذه الدراسة الافتراضية إلى إعطاء القراء فكرة عن مدى تأثير العوامل المختلفة على التوقعات.
الخصوبة السكانية
يعد إجمالي الخصوبة السكانية في جميع أنحاء العالم، (1950-2050) خلال نصف القرن الماضي، حيث انخفض معدل الخصوبة السكانية العالمي بشكل حاد، وفي الفترة من 1950 إلى 1955، كان من المتوقع أن تنجب المرأة المتوسطة حوالي خمسة أطفال على مدار حياتها، وبحلول عام (2010-2015)، كان المتوسط العالمي حوالي 2.5 طفل لكل امرأة يُنظر إليه على أنه “مستوى الإحلال” اللازم للحفاظ على استقرار السكان في البلدان ذات معدلات الوفيات المنخفضة بين الشباب.
نتيجة لانخفاض معدلات الخصوبة السكانية، يتباطأ النمو السكاني العالمي، وعلى مدى العقود الأربعة من 1970 إلى 2010، نما عدد الأشخاص على الأرض بنسبة 90٪ تقريبًا، ومن عام 2010 إلى عام 2050، من المتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم بنسبة 35٪، من حوالي 7 مليارات إلى أكثر من 9 مليارات.
من بين المجموعات الدينية الرئيسية في العالم، يمتلك المسلمون أعلى معدل خصوبة السكان الإجمالي اعتبارًا من 2010-2015، بمتوسط عالمي يبلغ 3.1 طفل لكل امرأة وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية لتوقع نمو السكان المسلمين ليس فقط بالأرقام المطلقة ولكن أيضًا من الناحية النسبية كنسبة مئوية من جميع الناس في العالم في العقود القادمة، فالمسيحيون (2.7 طفل لكل امرأة) هم المجموعة الدينية الرئيسية الأخرى التي يتجاوز معدل الخصوبة السكانية فيها على مستوى العالم المتوسط لجميع النساء (2.5)، خلال فترة الخمس سنوات الحالية (2010-2015).
الاختلافات الإقليمية في النمو السكاني
قد تختلف أنماط الخصوبة السكانية بين البلدان والمناطق الجغرافية الأكبر لمجموعة من الأسباب، بما في ذلك المعايير الثقافية، ومستويات التنمية الاقتصادية، وأنظمة التعليم والسياسات الحكومية التي تشجع أو تثبط تنظيم الأسرة، وقد تتأثر معدلات الخصوبة السكانية أيضًا بمعدلات وفيات الرضع، ومشاركة المرأة في سوق العمل، ومستويات الدخل والوضع الاجتماعي، من بين عوامل أخرى.
ومن بين المناطق الجغرافية الست التي تم تحليلها في هذا التقرير، هناك منطقتان فقط لديهما معدل خصوبة إجمالي أعلى من المتوسط العالمي البالغ 2.5 طفل لكل امرأة: أفريقيا جنوب الصحراء (4.8) والشرق الأوسط وشمال إفريقيا (3.0) ومنطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي لديها ثالث أعلى معدل للخصوبة السكانية (2.2)، تليها منطقة آسيا والمحيط الهادئ (2.1) وأمريكا الشمالية (2.0) أوروبا هي المنطقة الوحيدة التي يقل فيها معدل الخصوبة السكانية عن مستوى الإحلال (1.6).
