العوامل المسببة للاضطرابات السلوكية

اقرأ في هذا المقال


يصنف السلوك الإنساني إلى نوعان سلوك فطري وهو موروث ومرتبط بإشباع الحاجات البيولوجية، والسلوك الآخر مكتسب أو متعلم يضمن معظم السلوك الإنساني، لذلك فأثناء دراستنا للعوامل التي تؤثرة في السلوك المضطرب يفترض أن نضع في اعتبارنا العوامل الوراثية.

العوامل المسببة للاضطرابات السلوكية

والعوامل التي تؤثر في السلوك نوعان النوع الأول، هي عوامل مسرعة لحصول الاضطرابات تحصل جميعها في فترة الطفولة ولها تأثير مباشر على سلوك الفرد الذي لديه قابلية فطرية، وهذا النوع مرتبط بالاضطرابات السلوكية الشديدة.

والنوع الثاني عوامل بيئية لا تؤدي إلى الاضطرابات، ولكنها مسؤولة عن تهيئة الطفل للاضطراب السلوكي إذا ما تكرر حدوثها لمدة طويلة من الزمن، فتساعد على صدور الاضطراب السلوكي إذا في حالة تعرض الطفل لمواقف محددة، ومن مظاهرها الاضطرابات السلوكية البسيطة والاضطرابات السلوكية المتوسطة.

ويتبين أن أغلب الاضطرابات السلوكية رغم أن اسبابها ترجع إلى فترة الطفولة، إلا أنها قليلة الانتشار عند الصغار وتكون بسيطة في حال وجودها، لكن تزيد حدتها في فترة المراهقة وبعدها تبدأ بالتناقص، ومن ثم  عندما يكبر الفرد يرجع التوازن في النمو إلى حالته الطبيعية، ويرى أغلب العلماء أن الاضطرابات النفسية تصدر عن مشکلات ترتبط على توافق الأفراد مهنية أو تربوية أو بسبب مشكلات ترتبط بالنمو وترتبط بظروف الحياة اليومية.

العوامل التي تسهم في حدوث الاضطرابات السلوكية

1- العوامل الوراثية والبيولوجية

ويطلق عليها الأغلب العوامل البيولوجية؛ لأنها ممكن تأتي بسبب تفاعلات كيميائية أو بسبب عوامل جينية أو عوامل عصبية، ولكن المعروف أن هناك علاقة ما بين السلوك والجسد، فالجنين خلال مرحلة الحمل يتعرض لانتقال الاضطرابات العصبية إليه عن طريق دم الأم الحامل، كما تبين أن الأم التي ترضع ابنها وهي في حالة توتر عصبي تنقل هذا التوتر إلى ابنها من خلال حليب الأم.

ومن أهم تلك الأسباب المؤدية للاضطرابات السلوكية كل من الجنس والعمر والزمني والوراثة والتفاعلات الجينية، أما الأسباب المباشرة للاضطرابات فيتبين في المرض الجسمي وفي المرض العصبي، وكذلك في حالات التسمم وفي سوء التمثيل الغذائي.

2- الظروف الأسرية

يولد الفرد وهو لا يعرف شيئاً فيقع على عاتق الأسرة تنشئته، والقيام برعاية نموه وتكوين طريقة التعليمية والتعبيرية وتكون عاداته واتجاهاته وكذلك مهاراته، وذلك عن طريق تفاعل اجتماعي متبادل في جو الأسرة  ليس معنى ذلك، أن الفرد يكون سلبي في عمليات التنشئة هذه، إنما هو حتى في صغر سنه، فإنه يتمكن من التأثير على أبويه ثم على رفاقه في المدرسة واصدقائة في البيئة.

والجو الأسري غير السوي يمكن أن يؤدي في أغلب الأحيان الكثير من المشكلات الى طفلها، ومن هذه المشكلات الاضطرابات السلوكية لعدد من الأسباب، مثل القسوة والعنف في التعامل مع الأفراد مثل الضرب والإهانة اللفظية، مما يسبب لديه السلوك العدواني ويسبب له الكراهية، وكذلك عدم الاستجابة لمطالب الفرد والبطئ في إشباع حاجاته، مما ينجم عنه الرفض والعناد وتجعله يستخدم حيل الدفاع النفسي، وهي طرق لإخفاء أو طرق لتزييف الحقائق المؤلمة التي تولد لديه الإحساس بالقلق والإحساس بالإثم، وغيرها من المشاعر.

إهمال الأهل الزائد للفرد إضافة إلى السلبية الواضحة تجاهه، مما يدفعه لعدم تقبل ذاته، والنزاعات المستمرة ما بين الوالدين تولد لديه الخوف من المستقبل، والتفكك الأسري وإنفصال الأبوين يثير لدى الفرد التشتت ويثير الاضطراب، وكذلك القلق وقد يدفعه هذا الى الإنخراط في جماعات المنحرفين أو في جماعات المتطرفين، توفير التدليل الزائد أو الحماية المفرطة يولد عند الفرد عدم تحمل المسؤولية، ويولد لديه التهرب منها ويجعله فرد اتكالي.

3- العوامل المدرسية

تكون المدرسة المصدر الثاني بعد الأهل لحصول الاضطرابات السلوكية، إذا كانت طرق التربيه وطرق العقاب وأساليب التدريس، وكذلك صعوبة المناهج لا تتناسب مع أصول التربية السليمة ومع التعليم السليم، كما أن كثرة المقارنة بين الطلاب أو السخرية من علاماتهم الدراسية، وعدم مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة  قد تسبب مناخاً صالحاً لحدوث الاضطرابات السلوكية عندهم، وقد يتحول الطالب إلى فرد عدواني نحو معلمة أو أن يأتي بالسلوك المضطرب وذلك لتغطية ما يعانيه من صعوبات في التعلم.

4- الضغوط الاجتماعية

قد يتعرض الفرد لأحد الضغوط الاجتماعية التالية أو لجزء منها، وهي الانتقال إلى مدرسة جديدة في بيئة أخرى أو أن يتغير مدرس الصف، أو وفاة أحد الأبوين أو الإصابة بمرض أو سوء التوافق والتأقلم الاجتماعي ومشكلات الدراسة.

5- الاضطرابات والإعاقات

إن إصابة الفرد بأحد الإعاقات السمعية أو الإعاقات البصرية أو الإعاقات الحركية أو الإعاقات العقلية أو اضطرابات النمو أو صعوبات التعلم أو اضطرابات التواصل، قد يسبب إصابته بالاضطرابات السلوكية.

المصدر: 1- عبد الفتاح الشريف. التربية الخاصة وبرامجها العلاجية. مكتبة الانجلوا المصرية: القاهرة. 2- تيسير صبحي. الموهبة والإبداع. دار التنوير العلمي للنشر والتوزيع. الأردن.3- تيسير كوافحة وعمر فواز. مقدمة في التربية الخاصة. دار المسيرة. 4- فكري متولي.استراتيجيات التدريس لذوي اضطراب الأوتيزم. مكتبة الرشد.


شارك المقالة: