الفتح الأموي لهسبانيا

اقرأ في هذا المقال


ما هي هسبانيا؟

هسبانيا والتي تُعرف باسم الأندلس وتُسمّى أيضًا شبه الجزيرة الأيبيرية هي أرض تقع في جنوب غرب أوروبا وتضم إسبانيا والبرتغال وجبل طارق، على مدار (800) عام، كانت هذه الأرض جزءًا من الحضارة الإسلامية، وكانت بلاد الأندلس حلقة وصل بين الشرق والغرب في الكثير من المجالات.

كان سكان الأندلس القدامى هم الشعب الأيبري الذي وضع اسمه في شبه الجزيرة، وسكنها قومًا آخرين مثل الفينيقيين، وبعدهم جاء اليونانيون والقرطاجيون إلى هذه الأرض وأقاموا فيها.

حكم الرومان أيضًا هذه الأرض لفترة طويلة، كانت شبه الجزيرة الأيبيرية مهمة جدًا للدولة الرومانية لأنّها كانت تقع في الطرف الجنوبي الغربي من أوروبا وربطت القارة بإفريقيا عبر مضيق، حكم الرومان الأندلس حتى القرن الخامس عندما هاجم القوط شبه الجزيرة وطردوا الرومان.

وهكذا احتل القوط الأندلس في القرن السادس، كان الملوك القوطيون مستبدين وظالمين للغاية لدرجة أنهم مارسوا كل أنواع التعذيب ضد شعوب الأراضي التي تم الاستيلاء عليها، كاد القوط أن يبيدوا الرعايا.

فتح الأمويين لهسبانيا:

عُرف هذا الفتح باسم الفتح الأموي لهسبانيا، وهي حملة قام بها الأمويون ابتدأت في عام (92) للهجرة، ضد مملة القوط المسيحية في هسبانيا والتي تُعرف أيضًا بالأندلس، بقيادة طارق بن زياد والذي حقق انتصارًا ساحقًا، واستمرت هذه الحملة حتى عام (107) هجري، واستطاعوا السيطرة على الكثير من المناطق في إسبانيا والبرتغال والمناطق الجنوبية في فرنسا.

خلال الفتح الإسلامي للأندلس عام (714)م، فتحت معظم المدن أبوابها أمام جيش التحرير، ولجأ الناس إلى الشعارات الإسلامية تعبيراً عن ارتياحهم من حكامهم الفاسدين، رغم أن قدوم المسلمين إلى إسبانيا كان عام (89)هـ، تمّ تعيين موسى بن نصير حاكمًا لشمال إفريقيا التي فتحها المسلمون مؤخرًا.

كان يسعى لفتح مناطق أُخرى ودعوة أهلها إلى الإسلام، لذلك انطلق إلى إسبانيا، أمر موسى بن نصير أحد قادته وهو طارق بن زياد بفتح إسبانيا، مع جيش صغير من المحاربين، عبر مضيق جبل طارق ونزل عام (92) هـ في مكان سمي باسمه جبل طارق.

فتح الأمويون الأندلس بأكملها في غضون (4) سنوات، عندما وصل طارق بن زياد إلى إسبانيا، كانت أوروبا غارقة في الظلام المطلق ومعارضة أي بحث علمي، خلال العصور الوسطى، كانت الكنيسة عازمة على التحقيق في معتقدات الناس، كثير من الناس، وخاصة العلماء، اتهموا بالردة والشرك والسحر في ما يسمى بمحاكم التفتيش، حُكم على هؤلاء الأشخاص في البداية بالتعذيب، وفي النهاية، بالإعدام بأشكال غير إنسانية للغاية، مع قدوم المسلمين تغير مصير هذه المنطقة.

كان هذا الفتح بداية وجود الإسلام في الأندلس والذي استمر لحوالي (800) عام في صراع مستمر بين المسلمين والمسيحيين، واستطاع المسلمون تأسيس حضارة حتى أنّه أُطلق عليها اسم منارة أوروبا، واختلط العرب والبربر والقوط وتأثروا بثقافات بعضهم البعض.

المصدر: الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان 1985، صفحة 121 موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، ص9. دار سفير، سنة 1996.الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان (الطبعة الثانية سنة 1985). يوسف العش. دار الفكر. ابن الشبَّاط، مُحمَّد بن علي المصري التوزري; تحقيق: أحمد مُختار العبادي (1967). وصف الأندلُس وصقليَّة، المُجلَّد 14. مدريد - إسپانيا: معهد الدراسات الإسلاميَّة. المُقري التلمساني، أبو العبَّاس أحمد بن مُحمَّد; تحقيق: مريم قاسم طويل ويُوسُف علي طويل (1995). نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، الجُزء الثاني (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: دار الكُتُب العلميَّة.


شارك المقالة: