القرابة في الأنثروبولوجيا

اقرأ في هذا المقال


القرابة: هي مجموعة من العلاقات الاجتماعية التي تشكّل جزءًا مهم من حياة أغلب البشر في معظم المجتمعات، على الرغم من وجود جدل دائم.
للقرابة معانٍ مختلفة في العلوم. ففي علم الأحياء، تشير إلى درجة الصلة الوراثية أو عامل العلاقة بين أفراد النوع الواحد. ومن الممكن أن يتم استخدامها في معاني عند تطبيقها على العلاقات الإنسانية، وهنا يكون معناه أقرب إلى قرابة الدم أو علم الأنساب.
قد تشير القرابةإلى التشابه أوالتماثل أو المصاهرة بين الجماعات على جزء من سماتها الأساسية أو كلها. من الممكن أن تكون بسبب أصل مشترك أو قرابة مشتركة، قد تكون لها أصول تاريخية أو ثقافية أو سمات أخرى مشتركة تربط بين الجماعات.

أنماط القرابة:

أنماط القرابة: وتشمل كل من تربطهم علاقة نسب، أي العلاقات التي فيها تطور مستمر، والأقارب عن طريق الزواج. بالعادة تسمّى هذه العلاقات في القرابة الإنسانية من خلال الزواج بالمصاهرة. بعكس العلاقات التي تنشأ في مجموعة واحدة لها أصل وفرع واحد تسمّى (مجموعة النسب).
في بعض الثقافات، تعتبر علاقة القرابة هي امتداد لجماعات، بحيث تربط بالأفراد علاقات أو أي أشكال من أشكال العلاقات الاجتماعية. وفي الثقافة الواحدة، يعتقد البعض أن مجموعات النسب وأصله تعود إلى الآلهة أوالدين أو أصل الحيوان، ويمكن اعتبار ذلك على أسس كثيرة.
القرابة قد تشير إلى مبدأ عالمي أو فئة من البشر، تنظّم القرابة العلاقات بين الجماعات داخل المجتمع الواحد المكون من الأفراد، ويحوّلهم إلى مجموعات اجتماعية لهم أدوارهم وفئاتهم. وتتمثل العلاقات الأسرية بشكل ملموس مثل: (الأم، الأخ، الجد).
بصورة عامة تكون علاقة القرابة علاقة نسبية؛ أي أنها علاقة متغيرة من وقت لآخر ومن جيل لآخر. وتعكس فكرة مُطْلقة مثال على ذلك: اختلاف حالة الأم عن حالة السيدة التي ليس لها أطفال. وتختلف درجات القرابة في القانون وفي نظام الإرث. ويوجد العديد من القوانين في القرابة تفرض التزامات بين الأفراد التي تربطهم صلة قرابة أقوى من تلك التي بين الغرباء.

أشكال القرابة:

هي عبارة عن انتماء فرد أو أكثر الى جد واحد أو اعتقادهم ان لهم جدَ واحد. ومن وجهة نظر البعض قد تكون القرابة حقيقية وقد تكون متخيلة أو قانونية، وتقوم بالأصل على صلات الأم في بعض الأحيان، وهي العنصر الأساسي في القرابة مثل (قرابة التيني).

وفي قواعد تحديد القرابة قد تختلف من مجتمع لآخر اختلافاً واضحاً، فهناك العديد من المجتمعات التي تجعل من القرابة متصلة بالأب وحده، وتستمر من خلال الأبناء الذكور أو ما يطلق عليه (الخط الأبوي) وفي هذا الشكل من أشكال القرابة، تعتبر الأم وأقاربها أباعد عن القبيلة أو العشيرة أو الأسرة وهناك مجتمعات ترى العكس تماماً. حيث القرابة فيها تتشكل من الخط الأموي، بالإضافة إلى ذلك هناك مجتمعات أخرى ترى أن القرابة تتماشى مع الخطين الأموي والأبوي أي أن الشخص ينتسب إلى عشيرة أبيه وإلى عشيرة أمه وأعضاء الجماعتين الطرفين أقارب له. وهذا يسمّى بقرابة الجانبين أو القرابة الثنائي.
هناك بعض المجتمعات تتبع القرابة فيها عدة خطوط واتجاهات، فمثلا ًبعض العشائر تسير وفق قرابة خط الأم والبعض الأخر تسير وفق قرابة خط الأب، وفي النوع الثالث وفق المنطقين معاً وتسمّى هذه القرابة (القرابة المتعددة) كما أن نسق القرابة في هذا الشكل يقوم في أساسه على نوعين من العلاقات:
النوع الأول: هو العلاقة التي تنشأ بناءً على رابطة الدم وينشأ عنها الأقارب.
النوع الثاني: هذه العلاقة أو القرابة تنشأ عن طريق المصاهرة أو الزواج، ومن أجل دراسة نظرية القرابة دراسة موضوعية يجب معرفة اتجاهين أساسيين في نظرية القرابة وهما الاتجاه الكلاسيكي والاتجاه الحديث.

المصدر: محمد الجوهري،مقدمة في دراسة الانثروبولوجيا،2007ابراهيم رزقانة،الانثروبولوجيا،1964مصطفى تيلوين،مدخل عام في الانثروبولوجيا،2011


شارك المقالة: