القضايا والمشكلات الخاصة بتقويم السلوك التكيفي

اقرأ في هذا المقال


يبين السلوك التكيفي إلى النسبة التي يتكيف بها الشخص بناءً على توقعات البيئة، وتوقعات المجتمع ويعتمد تقويم السلوك التكيفي عند الأفراد وعند المراهقين على تطور أنماط من السلوك عند هؤلاء وتمكنهم من إيضاح أدوار الكبار.

تقويم السلوك التكيفي لذوي الاحتياجات الخاصة

يحتوي تقويم السلوك التكيفي على تقويم جوانب متعددة من الشخص، في حين أن الفرد الفاحص يضطر أن يعتمد على فرد ثالث يكون غالباً له علاقة جيدة بالفرد المفحوص المستهدف بعملية التقويم، ويعني أن بيانات التقويم لا تجمع من استجابات الفرد المفحوص بصورة مباشرة، وإنما في مقابلة مع الفرد الثالث الذي من المفروض أن ينقل للفرد الفاحص وصفاً لسلوك الفرد المفحوص مثل خبرة أو شاهدة على مجموعة فقرات مقياس السلوك التكيفي.

ويوجد مجموعة أهداف لتقويم السلوك التكيفي عند الأفراد المعوقين عقلياً بصورة خاصة، ويعود السبب الأول أن الإعاقة العقلية تعرف تعريفاً جزئياً باعتبارها ضعفاً في السلوك التكيفي، ويقصد بذلك أننا إذا أردنا من التحقق من أن فرداً يصنف إلى معوق عقلياً، فيفترض علينا أن نقوم سلوكه التكيفي، أما السبب الآخر للقيام بتقويم السلوك التكيفي فهو التوصل إلى بيانات تساهم في تخطيط البرامج التربوية.

وتخطيط البرامج العلاجية، وهكذا فقد بينت التطورات في طرق التقويم باغراضها المتنوعة، وصدور مقاييس خاصة تعمل على تقويم السلوك التكيفي، وليس هنا المكان الملائم للقيام بعرض مفصل لهذه تبين مقياس فاينلاند للنضج الاجتماعي في سنة (1965)، وكان يستعمل على نطاق واسع في تقويم الكفاية الاجتماعية للأفراد المعوقين عقلياً، في أنماط من السلوك تضمن سلوك العناية بالذات.

وتشمل كذلك تناول الطعام وارتداء الملابس، والاتصال إضافة إلى جميع المهارات الاستقلالية، وتم تقنينه في أصناف عمرية امتدت من فترة الولادة حتى عمر الثلاثين، وتمت مراجعته وتم تحويره إلى مقياس فاينلاند للسلوك التكيفي سنة (1984) وتم إجراء تعديلات على مجموعة نماذج السلوك التي يتم تقويمها به، وتم تقنينه مرة آخرى في أصناف العمر منذ فترة الولادة حتى حوالي عمر التاسعة عشر.

أما مقياس السلوك التكيفي للأفراد وللبالغين الناتج عن الجمعية للتخلف العقلي، فقد تم تصميمه بهدف التوصل إلى معلومات عن الأسلوب التي يمارس فيها الشخص استقلاله الشخصي في حياته اليومية، وكيف يمكنه الاستجابة عن التوقعات الاجتماعية في البيئة التي يعيش فيها.

ويتكون المقياس من مجموعة أبعاد موزعة في مجالين، يضمن الأول وظائف استقلالية، أما الثاني فيضمن على مجموعة من نماذج سوء التكيف، وقد تم تقنينه في الفترة العمرية بين (3) سنوات إلى (69) سنة، وقد تم إجراء تعديلات قليلة على هذا المقياس حتى يتكوين الصورة المدرسية من المقياس ليتم تطبق في أصناف العمر المدرسية.

وتبين مقياس کين ليفن للكفاية الاجتماعية، وذلك بضرورة تقويم الكفاية الاجتماعية للأفراد المعوقين عقلياً، في الأصناف العمرية من عمر (5- 14) سنة، ويقوم بقياس أربعة أبعاد ترتبط بكفايات استقلالية ترتبط بالعناية بالذات، إضافة إلى المهارات الاجتماعية، وكذلك مهارات الاتصال ويمكن للفرد القارئ المطلع، أن يتفهم بنفسه مجموعة القضايا ومجموعة المشكلات المرتبطة بمقاييس السلوك التكيفي.

القضايا والمشكلات الخاصة بتقويم السلوك التكيفي

1- مشكلة عدم الاتفاق على أجزاء السلوك التكيفي

ومجموعة تلك المكونات ونسبة تمثيل وظائف استقلالية وتمثيل كفايات اجتماعية، ومن المحتمل مراجعة مجموعة من هذه المقاييس المستشهد بها في ذلك المرجع، أو في غيره ملاحظة الفرق ما بين الأسس النظرية، وما بين المصطلحات التعريفية وطبعية المكونات وكذلك عددها.

2- قضية عدم الاتساق في تعليمات التطبيق لهذه المقاييس

إن الفرد الفاحص يعتمد على أفراد آخرين لديهم الفة بالفرد المفحوص، لكن هناك اختلاف في فقرات مجموعة من المقاييس من جانب مصدر البيانات، ففي مجموعة من فقرات مقياس تقوم بجمع البيانات في مجموعة فقرات من الفرد المفحوص بصورة مباشرة، وفي بعضها الآخر من المدرس أو من فرد في الآسرة الأكثر ألفة بالفرد المفحوص.

ومن الواضح كيف أن عدم الترابط في البيانات التي يتم جمعها في عدة مصادر، يؤدي إلى عدم الدقة في القيام بتسجيل البيانات، وفي عدم الدقة في القيام بتقدير قيم عددية تعبر عن درجة الأداء.

3- قضية عدم ملاءمة التدريج المستخدم في قياس السلوك التكيفي

إذ لا يكون هناك أساس موضوعي للتقدير الكمي للأداء عندما يتبين عن الفرد المفحوص بصورة مباشرة، أو عندما يعطي تقديراً عنه الفرد الثالث، أي الابوين أو المدرس مثلاً إضافة إلى انه لايمكن الاعتماد على المعايير التي يتم اشتقاقها من عينات، تكون في أغلب الحالات غير مبينة في مجتمع الأفراد المعوقين، ويمكن ملاحظة انخفاض قيم الثبات المستهدف بها وذلك أمر متوقع؛ لأن البيانات مأخوذة من تقديرات لا يوجد فيها دقة.

4- قضية العلاقة بين الذكاء والسلوك التكيفي

تعريف الإعاقة العقلية بدلالة ضعف في السلوك التكيفي، ومن جانب آخر يضمن التعريف ضعفاً في الأداء العقلي الذكاء، يتبين في درجة تقل عن المتوسط بانحرافين معياريين على مقياس درجة الذكاء، وكان هناك افتراض ضمني على تواجد علاقة إيجابية ما بين السلوك التكيفي، وما بين الذكاء باستعمال مقاييس السلوك التكيفي.

نظراً للصعوبات التي ترجع الى تطبيق مقاييس الذكاء على الأفراد المعوقين عقلياً، وبالرغم من وجود المحددات التي توضح بها مقاييس السلوك التكيفي، يبقى لها قيمة تشخيصية رئيسية وضرورية في التعرف إلى حاجات الفرد المعوق عقلياً، وكذلك جوانب الإعاقة التي يعاني منها إضافة إلى العناصر التي تؤخذ بعين الاعتبار في القيام  بتصميم الخطة التربوية الفردية.

وقد أثار النقاش تجاه موضوع العلاقة ما بين الذكاء وما بين السلوك التكيفي، اهتمام عدداً من علماء التربية الخاصة في جانب الإعاقة العقلية إذ تم اعتبار الذكاء مصطلحاً مستقلاً عن السلوك التكيفي، وفي الوقت ذاته فإن الذكاء ممكن يؤثر في إمكانية الشخص على السلوك التكيفي الاجتماعي، ومن الممكن اعتبار السلوك التكيفي، نتيجة تفاعل الشخص مع قدرته العقلية مع العوامل البيئية الاجتماعية.

ومع ذلك فإن من الممكن لبعد السلوك التكيفي إن يقوم بحل محل الإمكانية العقلية في قياس، وفي تشخيص حالة الإعاقة العقلية، وذلك ما يحاول بعض العلماء إثباته تجاه فاعلية مقاييس السلوك التكيفي، وكذلك في قياس وفي تشخيص حالات الإعاقة العقلية، وعلى ذلك قام بعض العلماء بإجراء دراسة كان هدفها التوصل إلى معايير للمقياس، ويكون ذلك من مقياس السلوك التكيفي.

وتحديد أماكن الأداء المتوقعة من الأفراد العاديين والأفراد المعوقين عقلياً على الصفحات البيانية للأداء على مقياس السلوك التكيفي، ومن ثم استعمال تلك المعايير واستعمال تلك الصفحات البيانية للأداء في القيام بتشخيص الأفراد المحولين في مراكز التربية الخاصة، التي تم تحويلهم من المدارس العادية أو من جهات مختلفة.

المصدر: 1- عبد الفتاح الشريف. التربية الخاصة وبرامجها العلاجية. مكتبة الانجلوا المصرية: القاهرة.2- عبدالله الكيلاني وفاروق الروسان.القياس والتشخيص في التربية الخاصة.3- فكري متولي.استراتيجيات التدريس لذوي اضطراب الأوتيزم. مكتبة الرشد.4- أمل سويدان ومنى الجزار. تكنولوجيا التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة. دار الفكر: عمان.


شارك المقالة: