القيم والعادات والتقاليد وعلاقتها بالصحة والمرض

اقرأ في هذا المقال


لا شكّ في أهمية الثقافة كمُحدد لنمط سلوك المريض وكيفية التصرف حياله وعلاجه وحتى أسلوب الشكوى منه، وهنا يتضح دور التنشئة الثقافية التي تظهر في سلوك المريض في المجتمع باختلاف قطاعاته وبداخل المؤسَّسة الصحية ويظهر ذلك من خلال الثقافات الريفية والبدوية والحضرية.

القيم وعلاقتها بالصحة والمرض

القيمة تعني الصفات التي يفضلها أو يرغب فيها الناس في ثقافة معينة ونتخذ صفة العمومية بالنسبة للمجتمع والأفراد، كما تصبح من مُوَجِّهات السلوك أو تعتبر أهدفاً له.

وبذلك تصبح القِيَم نِتاجاً اجتماعيا يندمج مع الشخصية أثناء عمليات التنشئة الاجتماعية من خلال الخبرات الجماعية و الفردية، وهنا نؤكد أنَّ القِيَم المنتشرة في أيِّ مجتمع ليست كلها بالقيَم الإيجابية أو السلبية ولكن هناك ما يمكن أن نسميه بالقيم الإيجابية الدافعة إلى الخير والتي تؤدِّي إلى التقدم والتطور بينما القِيَم السلبية هي القِيَم التي تدعو إلى الشر بل تعيق حركة التقدم.

والقِيَم في بعض المجتمعات ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالصحَّة العامة ومثال ذلك قيمة النظافة وما يرتبط بها من السلامة من الأمراض، وكذلك بعض السلوكيات المرتبطة بنظافة الأطفال فهناك بعض الريفيين يتركون أبناءهم بدون نظافة خوفاً عليهم من الحسد. ومن الأمثلة أيضاً الزواج المبكر في الريف بشكل خاص وما يرتبط به من أسباب منتشرة في المجتمع الريفي كسُترَة البنت وسرعة الإنجاب وهذا بالطبع يؤدِّي إلى مشاكل صحية للأم وكذلك الأطفال.

العادات والتقاليد وعلاقتهما بالصحة والمرض

يتضح دور العادات والتقاليد السلبية في الصحة والمرض وما لهما من دور خطير في الأمراض والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:

1- عادات الاستحمام في البِرَك المائية والمصارف الخاصَّة بالمياه في الريف وما يرتبط بذلك من الإصابة بالأمراض الطُفَيلية كالبلهارسيا.

2- عادات النظافة العامّة ويتضح ذلك في إهمال الناس النظافة العامة ومن أمثلة ذلك تعرّض الأطعمة لالذُّباب وانتشار البعوض، وأكل الخضراوات دون تنظيفها أو غسلها جيداً الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الأمراض وخاصّةً الأمراض المعوية وأمراض العيون.

3- الاعتماد على القابلات ” الدّاية” في حالات الولادة وعدم الاعتماد على الأطباء إلّا في الحالات المتعسرة، الأمر الذي يؤدي إلى مشاكل صحية لدى الأم وكذلك وجود بعض العاهات لدى الأطفال الصغار.

4- عادات التحية والسلام والصوت المرتفع أثناء الحديث الأمر الذي يؤدي إلى انتشار بعض الأمراض المرتبطة بالجهاز التنفسي.

5- عادات عدم غسل أكواب الشرب في الجلسة الواحدة وشرب أكثر من فرد في كوب واحد مِمّا يؤدي إلى انتشار الأمراض.

6- عادات زيارة المريض في المستشفى بأعداد كبيرة وبأنواع كثيرة من المأكولات التي قد تكون ضارَّة على صحَّته من جانب وعدم التأكد من نظافتها من جانب آخر ممّا يؤدي إلى تدهور صحَّة وسلامة المريض.

المصدر: علم الاجتماع وقضايا التنمية في العالم الثالث، محمد محمود الجوهري، دار المعارف القاهرة، 1981.دور المتغيرات الاجتماعية في الطب والأمراض، حسين عبد الحميد رشوان، دراسة في علم الاجتماع الطبي، المكتب الجامعي الحديث، الاسكندرية، 1983.دعائم الصحة المهنية والأمن الصناعي، محمد السيد عبد العال، موسوعة في الطب الصناعي، العدد الخامس، دار المعارف، القاهرة، 1971.


شارك المقالة: