المزايا التي يقدمها العلاج الشعبي للمنتفعين

اقرأ في هذا المقال


إن ظهور المعالجين الشعبيين في نظام عالمي لا يعني أن العلماء والأطباء ينبغي أن يتفقوا على تفسيراتهم المحلية ﻷسباب وعلاج الأمراض المعدية، ولا يعني أيضاً أنها تحتاج لاستجابة هؤلاء المعالجين على الاعتقادات الحديثة عن مسببات وجود وعلاج هذه الأمراض.

المزايا التي يقدمها العلاج الشعبي للمنتفعين

1- التداخل المستمر لعائلة المريض في عملية التشخيص والعلاج، حيث يلقي بمسؤولية مرض الشخص في العلاج الأهلي على كل من المريض وعائلته للاشتراك في طقوس العلاج، وهنا لا يكون المريض هو مركز الاهتمام الوحيد كما في الطب الحديث، ولكن استجابة العائلة والآخرين للمرض تحظى أيضاً بنفس الاهمية، كما يكون المعالج نفسه محاطاً بالمساعدين الذي يشاركون في هذه الطقوس العلاجية ويقدمون التفسيرات للمريض وعائلته والإجابة على تساؤلاتهم.

2- التآلف بين المعالج والمريض ومشاركته في رؤية العالم الحميمية، واستعمال اللغة اليومية العامية في الاستشارات، حيث يقوم هذا النمط من المعالجين الشعبيين بالتأثير في المجتمع بصورة عامة وخصوصاً العلاقات الاجتماعية للمريض بذكر تأثير أفعاله الماضية على مرضه الحالي، ويقوم بعلاجه في جلسة عائلية كالمنزل أو الأضرحة الدينية.

ونظراً ﻷن هذا النمط من المعالجين يتلفظون بصورة واضحة ويؤكدون القيم الثقافية للجماعات التي يتعايشون فيها، فإن مزاياهم تمتاز عن مزايا الأطباء الأكاديميين الذين يبتعدون عن مرضاهم بسبب الطبقة الاجتماعية والوضع الاقتصادي والتعليم المتخصص وأحياناً الخلفية الاجتماعية.

وعلى ذلك فإن المعالجين الشعبيين لديهم قدرة أفضل على التعريف على المرض وعلاجه بمعنى التعرف على الأبعاد الاجتماعية والأخلاقية والسيكولوجية التي ترتبط بالمرض مثل الأشكال الأخرى من المحن وسوء الطالع، كما أنهم يقدمون الأساليب المألوفة ثقافياً لتفسير أسباب وتوقيت المرض وعلاقته بالكائنات الاجتماعية وفوق الطبيعية.

كيفية اختيار المعالجين الشعبيين

تلعب المعتقدات والمزاولات الثقافية والاجتماعية دوراً مهماً في النواحي التي ترتبط بالصحة والمرض وفي تمييز المريض لمرضه وفي اختياره للشخص الذي سيقوم بعلاجه، فالأنساق المعرفية للمرض هي نتيجة لطبية المكونات الثقافية لدى المواطنين ومن ثم تتناسب المعرفة والمعتقدات الثقافية التي ترتبط بالصحة والمرض مع عضوية الفرد في الجماعة الثقافية.

كما تتمثل الأنساق العلاجية تعين أدوار الأفراد الموجودين على تحقيق الصحة وما تستدعيه من أعمال علاجية، وكذلك التعرف على الأسلوب الذي تقوم بها المجتمعات في انتقاء المعالجين الشعبيين داخل أنساقها الصحية، وكذلك الأسس التي يقوم عليها هذا الانتقاء، سواء ما حققه هؤلاء المعالجين في مجال التطبيب والعلاج، أو ما اكتسبوه من خبره علاجية عن طريق التدريب والدراسة أو تميزهم في القيام بأفعال القوى فوق الطبيعية، وكذلك إمكانيتهم على وعي وإدراك معيقات المريض عن طريق مضمون موقعهم الثقافي والاجتماعي.

المصدر: حسين عبد الحميد، دور المتغيرات الاجتماعية في الطب والأمراض، 1983.سامية محمد جابر، علم الاجتماع العام، 2004.إقبال ابراهيم، العمل الاجتماعي في مجال الرعاية الطبية، 1991.فوزية رمضان، دراسات في علم الاجتماع الطبي، 1985.


شارك المقالة: