المسلمات الأساسية لتنظيم نظرية الفعل الاجتماعي عند بارسونز

اقرأ في هذا المقال


المسلمات الأساسية لتنظيم نظرية الفعل الاجتماعي عند بارسونز:

  • النظرية المنتظمة ذات أهمية جوهرية ﻷي علم.
  • النسق النظري الرئيسي لعلم الاجتماع، ينبغي أن يكون أكبر من نسق نظرية علم الاجتماع ذاته، بحيث يكون نظرية للأنساق الاجتماعية.
  • النظرية المنتظمة الأكثر استفادةً لعلمنا، ينبغي أن تتكيف مع النمط البنائي الوظيفي.
  • ينبغي أن تتشكل النظرية فيما يمكن تسميته الإطار المرجعي للفعل.
  • ينبغي أن يؤطر النسق النظري، قدر المستطاع بمفاهيم إجرائية، وتصنيفات نظرية للقيم الإمبريقية التي تمثل نتاجاً فورياً ﻹجراءات مشاهدتنا.

يبدو أن بارسونز يكوّن نظريته على أساس التحليل النسقي الشمولي، الذي يتضمن في محتواه شكلاً آخر من التحليل يعكس إلى حد كبير أيدويولوجيا النظرية، وهو البنائي الوظيفي، بحيث تفهم المجتمعات كأنساق اجتماعية، وأن صفات وملامح معينة للبناءات الاجتماعية تفسر في ضوء إسهاماتها لبقاء وديمومة تلك الأنساق، فالطقوس الدينية مثلاً، تفهم في ضوء إسهامها في تحقيق التكامل الاجتماعي.
وحسب القاموس المعاصر لعلم الاجتماع لجورج ثيودورسون وزملاؤه، فإن هذا النوع من التحليل يستوعب المجتمع كنسق مكون من أقسام متداخلة علائقياً بحيث لا يمكن فهم أي قسم بمعزل عن الكل، والتغير في أي جزء يرى على أنه يقود إلى مستوى محدد من اللاتوازن، تؤدي بدورها إلى أن تعمل أقسام أخرى من النسق على إعادة ترتيب النسق ككل وتحقيق التوازن.
إن تشديد بارسونز في تعريفه لعلم الاجتماع والنظرية السوسيولوجية، على التكامل القيمي العام، ومؤسسة الأنماط القيمية، يختزل الجهد في الكشف عن الأيديولوجيا، التي تعتمد عليها سوسيولوجيا الفعل عنده، وهي أيديولوجيا تشدد على إظهار التوازن والاستقرار والتكامل في الأنساق الاجتماعية، ولذلك يدرك الدكتور “سمير أيوب” في كتابه تأثيرات الأيديولوجيا في علم الاجتماع: “أن الغاية الرئيسية للنسق الاجتماعي عند بارسونز، كانت كما عند غيره من الوظيفيين، تحقيق الاستقرار والتكامل، ويترتب على ذلك، أن كل ما يعوق هذه الغاية، أو يحول دونها، يكون بالضرورة عائقاً وظيفياً، بل ويُعد خروجاً على متطلبات النسق وانحرافاً عن تكوينه المعياري”.
وقد رأى “ألآن تورين” في كتابه نقد “الحداثة” إلى أن بارسونز هو الذي أعطى الصيغة الأكثر تبلوراً للسوسيولوجيا الكلاسيكية، ﻷنه في نهاية الأمر لم يستطع أن يتجاوز إطار المؤسسات لينتقل إلى دراسة الحركات الاجتماعية.
وقد أثبت “ألان تورين” بأن السوسيولوجيا التي طرحها بارسونز، هي صورة تنشأها الرأسمالية عن نفسها، حيث تنحصر السوسيولوجيا في نمط محدد من المجتمعات، وهي المجتمعات الرأسمالية التي ترسخ استحواذ النظام الاجتماعي على الفاعلين، وتهمل دراسة الجانب الآخر في المجتمع، وهي الحركات الاجتماعية التي يفصح بها الفاعلون عن أنفسهم في مقابلة تسلط وقهر هذه المؤسسات.

المصدر: الإشكاليات التاريخية في علم الاجتماع السياسي، عبد القادر جغلول، 1982.النظرة الارتقائية، محمد الطالبي، 1979.التفكير الاجتماعي نشأته وتطوره، زيدان عبد الباقي، 1972.السببية والحتمية عند ابن خلدون، مها المقدم، 1990.


شارك المقالة: