المشكلات النفسية في مرحلة الشباب

اقرأ في هذا المقال


هناك مجموعة من المشكلات التي يعاني منها الراشدون في مرحلة الشباب التي تتطلَّب من الأخصائي الاجتماعي دراستها وتشخيصها وعلاجها من خلال طرق الخدمة الاجتماعية ومنها المشكلات النفسيَّة.

المشكلات النفسية في مرحلة الشباب

قدّ تكون المشكلات النفسية من أهم المشكلات التي يعاني منها الشباب من الجنسين خاصة المشكلات المرتبطة بمشاعر الخوف والخجل والارتباك، التي يعاني منها الشباب عند مواجهة المواقف المختلفة أو عند التحدث مع الآخرين مثل : مواجهة الشباب لأساتذتهم في قاعات الدرس عندما يُطلب منهم الإجابة على بعض الأسئلة.، أو في المجال العاطفي عندما يخجل من اظهار حبه خوفاً من رفضه أو خجلاً من السخرية والتحقير.

أمثلة على بعض المشكلات النفسية للشباب

  • مشاعر النقص والقِلّة: نتيجة لبعض القصور الجسمي أو انخفاض المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي، أو نتيجة لسوء المظهر أو قباحة الوجه وغيرها من هذه الأسباب. ممّا يؤدِّي بالشباب إلى الضيق والتبرُّم بالحياة وفقدان الثقة بالنفس فتضطرب نفسياتهم وتهتزُّ شخصياتهم.
  • الاضطهاد والنبذ: قدّ يشعر بعض الشباب بالاضطهاد والنبذ وما يترتَّب عليه من مشاعر الكراهية وعدم القبول والشعور بعدم الأمان وقد يكون ذلك نتيجة قسوة وتسلّط مصادر السُلطة المُتَحكِّمة في الشباب خاصَّةً الوالدين أو المُدَرسين أو رؤساء العمل.
  • الاكتئاب والاشمئزاز وضعف الثقة والميل إلى اليأس والتشاؤم أو الميل إلى العزلة والشعور بالوحدة والتفاهة والشرود.
  • الشعور بالتوتُّر والقلق دون سبب ظاهر بالإضافة إلى الشعور بالتبرُّم والضياع.
  • قدّ يشعر بعض الشباب بالذنب وتأنيب الضمير وخاصَّةً الذين أحبِطَت حاجاتهم في هذه المرحلة الخطيرة، وما يُسبِّبه لهم عذاب داخلي قد لا يقوى على تحمله الكثير من الشَّباب وهناك فرق كبير بين تأنيب الضمير والنَّدم حيث أنَّ الأول وسيلة الضمير القاسي في الحساب وهو لا يُسامح ولا يرحم، أما النَّدم فهو وسيلة الضمير المُعتدل الذي يرحم ويسامح لأنَّه يُحاسب بعَدل ويعاقب برفق فبقَدر الذَّنب يكون العقاب وبقَدر الإحسان يكون الثواب.

مشكلات النضج الانفعالي

بالنسبة للإناث فإنَّ هذه المشكلة تقع في قائمة المشكلات النفسيَّة حيث تتَّصف الفتيات بشدَّة القابلية للانفعال وكثيراً ما نشاهد في تلك المرحلة سرعة البكاء والثرثرة بدون سبب ظاهر والعِناد وحِدّة الطبع والمزاج والنسيان وأحلام اليقظة والشعور بسوء الحظ وغيرها وكل أعراض هذه المشكلات غير ظاهرة تترتَّب على تعثُّر عملية النضج الانفعالي.

أسباب عدم النضج الانفعالي

قدّ ترجع أسباب عدم النضج الانفعالي إلى:

التحوُّلات العضوية والتغيرات الجسمية في هذه المرحلة بالإضافة إلى العوامل البيئية المختلفة ومنها نقص تجارب الفتيات ونوع الاستجابة الاجتماعية غير المُرضية التي تقابلهن وخاصةً في مواقف العجز أو المشكلات أو الإخفاق في العمل، ومشكلات النضج الإنفعالي هي بالطبع نتاج لعلاقات الشباب وتفاعلاتهم الاجتماعية وذلك نتيجة الكبت وعدم وجود من يسمع ويتعاطف وخاصَّةً وأنَّ الشباب في هذه المرحلة يفتقدون الثقة بالكبار وخاصّةً من يُمثلون السُّلطة نتيجة لاستجاباتهم غير المُرضية وردود أفعالهم غير المناسبة والتي لا ترحم في كثير من الأحيان.

ويزيد الموقف تعقيداً أنَّ مشكلات النضج الانفعالي هي نفسها عامل من عوامل تأخُّر الشخصيَّة ونموها لأنَّها تُسبِّب للشباب وخاصَّة الفتيات حالة من القلق المُفرط المُرهق الذي يؤدِّي إلى كثير من المشكلات مثل: عدم الثقة بالنفس والإنجاب ونقص الحماس للعمل وربَّما يؤدِّي إلى نوع من اليأس والتشاؤم والإحساس بسوء الحظ الذي يؤدِّي إلى نوع من كراهية الناس والحياة هذا بالإضافة إلى الهروب من الواقع واللجوء إلى أحلام اليقظة التي يجدون فيها راحتهم وتحقيق آمالهم وإشباع حاجاتهم وعندئذ يستمرون في الخيال ويستمتعون بأحلام اليقظة ويُضيّعون فيها أوقاتهم وتتعطَّل مصالحهم وتضطرب شخصياتهم.

ويصبح الشباب مهددون بالعديد من الأمراض النفسية وفي بداية المراهقة ويبدأ الشباب في الإنسحاب من الواقع بعيداً عن إحباط الأهل والمُرَبين وكأنه يحاول أن يجد نفسه في مكان آخر ويخلق لنفسه وجوداً هامشياً في الخيال، ولذلك تسعى رعاية الشباب إلى تصميم برامج وأنشطة تجذبهم إلى الواقع حيث يَجدون فيها إشباعاً لحاجاتهم واستمتاعاً بأوقاتهم ويجدون بجانبهم نوعاً آخر من الكبار الذين يُمثِّلون السُلّطة ولكنَّها سُلطة صديقة تفهم احتياجاتهم وتُقدر مشاعرهم في تلك المرحلة الحرجة.

مرحلة الشباب، تنطوي التحولات الفيزيولوجية والاجتماعية على تحديات نفسية قد تؤثر بشكل كبير على الشباب. تشمل المشكلات النفسية في هذه المرحلة تحديات مثل اكتساب الهوية، وضغوط النجاح الأكاديمي، والتعامل مع العلاقات الاجتماعية. يمكن أن تكون القلق والاكتئاب أمورًا شائعة، حيث يجد الشباب نفسهم يحاولون فهم مكانتهم في المجتمع والتعامل مع توقعات الآخرين.


شارك المقالة: