المعالج الشعبي في علم الاجتماع الطبي

اقرأ في هذا المقال


يعتبر المعالجين الشعبيين من أهم الجهات التي تعمل في مجال الرعاية الصحية ذاخل مجتمعاتهم، وكثيراً ما يستند أفراد المجتمع عليهم أو يلجأون إليهم بغية للنصيحة أو العلاج والتطبيب، كما يتسم علاجهم بالكلية وتصرفهم مع الجوانب البدنية والروحية والاجتماعية.

المعالجون الشعبيون في علم الاجتماع الطبي

لم تتباين المعتقدات والمزاولات الطبية الشعبية بتباين أشكالها، ولا يزال المعالجون الشعبيون يزاولون أدوارهم في مجال التطبيب والعلاج، على الرغم من المخالفة الشديدة للطب العلمي الحديث، ممتلكين شرعيتهم من الثقة والإجماع الشعبيين، كما لم تعد هذه المعتقدات والمزاولات متجمعه داخل الفئات الشعبية الأقل تعليماً كما كان ينظر إليها من قبل، حيث امتلكت فئات اجتماعية جديدة تبحث عن الشفاء والعلاج من أمراض عجز عنها الطب العلمي الحديث.

أساليب المعالجين في المجتمعات والأعمال العلاجية

وقد تكوّنت أساليب المعالجين في جميع مجتمع والأعمال العلاجية التي يزاولونها في هذه المجتمعات كنتيجة منطقية للتمايز بين مسببات المرض الشخصية والطبيعية، فالمسببات الشخصية ذات المستويات السببية الكثيرة، التي تصل إلى ميادين الارتباطات الاجتماعية مع المواطنين الأحياء وأرواح الأسلاف والكائنات الروحية الأخرى، والتي لا تختصر معالجتها على الأسباب المباشرة للمرض كأعمال السحر والشعوذة فقط بل تتعامل مع التصدعات الاجتماعية التي تقلق هذه الأعمال، تستدعي أسلوباً محدداً من المعالجين ذوي المهارارت السحرية أو فوق طبيعية.

وذلك ﻷن الأهمية الرئيسية للمريض ولعائلته ليس البحث عن السبب المباشر للمرض بقدر ما هو البحث عن المسبب ولماذا؟ فعلى سبيل المثال يركزون قبائل الخوسا بجنوب أفريقيا بمعرفة من المسؤول عن حدوث المرض أكثرمن تركيزهم بمعرفة كيف حدث ذلك، وأيضاً يحتاج أفراد قبائل البمبارا في مالي إلى معرفة لماذا هم مرضى وليس كيف أصبحوا مريضين.

وعلى العكس تستدعي مسببات المرض الطبيعية التي تعين أعراض المرض في مستوى واحد من السببية وتتجه معالجتها نحو البدن الفيزيقي، أسلوباً آخر من المعالجين كطبيب بالمعنى الشامل للكلمة ومختص في علاج الأعراض وله معرفة بالأعشاب الملائمة والموانع الغذائية والأشكال الأخرى من العلاجات الشعبية، مثل امتصاص الدم بالحجامة والتدليك والحقن الشرجية.

وهكذا باتت المعتقدات والمزاولات العلاجية الشعبية والتي كان ينظر إليها على أنها مزاولات لا عقلانية أو أنها مزاولات مقرونة بالشعوذة والمشعوذين، تتضمن على أساليب جديدة من المعالجة والمعالجين، مثل الوخز بالإبر والمعالجة بالطاقة والمعالجة بالأعشاب الطبيعية، وكذلك المعالجة النفسية والتي اصطلح عليها جميعاً بالثقافات الطبية الثانوية، حيث تتمثل كل منها أسلوباً خاصاً في توضيح وتفسير وعلاج المرض.

المصدر: فوزية رمضان، دراسات في علم الاجتماع الطبي، 1985.إقبال ابراهيم، العمل الاجتماعي في مجال الرعاية الطبية، 1991.سامية محمد جابر، علم الاجتماع العام، 2004.حسين عبد الحميد، دور المتغيرات الاجتماعية في الطب والأمراض، 1983.


شارك المقالة: