المفاهيم الخاطئة حول الأنثروبولوجيا

اقرأ في هذا المقال


هناك عدد من المفاهيم الخاطئة المرتبطة بالأنثروبولوجيا بسبب نقص الوعي المناسب بها وبطبيعتها. وفيما يلي بعض هذه المفاهيم الخاطئة.

المفاهيم الخاطئة حول الأنثروبولوجيا:

بعض المفاهيم الخاطئة حول الأنثروبولوجيا:

يرتبط أحد المفاهيم الخاطئة حول الأنثروبولوجيا بمنطقة دراستها: ويقال أن الأنثروبولوجيا تقتصر على دراسة المجتمعات “البدائية”. في الواقع، ومعظم الأعمال التي قام بها علماء الأنثروبولوجيا خلال الفترات المبكرة ركزت على مجتمعات صغيرة معزولة بدائية. ومع ذلك، قام علماء الأنثروبولوجيا في الوقت الحاضر بدراسة المجتمعات المتقدمة والمعقدة أيضًا.

مفهوم خاطئ آخر هو أن الأنثروبولوجيا فقط دراسة سكان الريف والمناطق الريفية: صحيح أن معظمها ركزت على الأعمال التي أجريت على المناطق الريفية. لكن الآن، يهتم علماء الأنثروبولوجيا أيضًا بالدراسة سكان الحضر والمناطق الحضرية. وهناك تخصص فرعي مميز مخصص لدراسة المناطق والمجتمعات الحضرية، فالأنثروبولوجيا الحضرية تركز على مجتمع صغير الحجم في مدينة معقدة.

يُزعم أن علماء الأنثروبولوجيا مهتمون فقط في دراسة المجتمعات الغريبة البعيدة التي تعيش بمعزل عن تأثيرات التحديث: صحيح أن معظم علماء الأنثروبولوجيا يذهبون إلى العمل الميداني على نطاق الناس المعزولون في زاوية بعيدة. لكن الآن يهتم علماء الأنثروبولوجيا بالأنثروبولوجيا المنزلية ودراسة الأنثروبولوجيا في المنزل أي في مجتمع المنزل.

يقال أيضًا أن الغرض من الأنثروبولوجيا هو الدراسة من أجل الحفاظ على البدائية: فالحفاظ على البدائية والممارسات الثقافية في المتاحف هم من دعاة البدائية، صحيح عندما يدرس علماء الأنثروبولوجيا المجتمع “البدائي”، فهم يدرسون ثقافة الناس وإعادة بنائها، لإعطاء معنى لسلوكيات الناس الغريبة. ومع ذلك، لا يدافع علماء الأنثروبولوجيا عن “البدائية”، بل يلعبون دورًا كبيرًا في إحداث التغيير الإيجابي والتنمية في حياة الناس البدائية.

لمحة تاريخية موجزة عن الأنثروبولوجيا:

تاريخ الفكر الأنثروبولوجي حافل بأفكار عديدة ومتنوعة وحقائق متنوعة بشكل لا يصدق وفي نفس الوقت تشابه طبيعة البشر بشكل أساسي بمرور الوقت، حيث أثارت هذه الأفكار الأشخاص الفضوليون وذوي العقلية الفضولية من قبل مئة عام. حيث كان بعضها في الغالب متطرفة ناتجة عن المواقف العرقية. وذلك قبل أن تصل الأنثروبولوجيا إلى مكانة علمية.

حيث قام الأشخاص ذوي التفكير الفضولي القدماء بتكهن كثير في العصور الوسطى حول هذه القضايا والمشاكل التي تهم علماء الأنثروبولوجيا اليوم. فهذا هو الأكاديمي الحالي هودجن يرى أن الأنثروبولوجيا لها جذورها في أعمال وأفكار اليونانية العظيمة القديمة والوسطى والرومانية والعبرية، حيث كان الفلاسفة والمفكرون الاجتماعيون مهتم بطبيعة الإنسان وأصله ومصيره، وأخلاق وأخلاقيات العلاقات الإنسانية.

في حين أن جذور الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية يمكن أن يتم تتبعها بشكل عام من خلال تاريخ الثقافة الغربية. وبقدر ما يعود إلى الفلسفية الاجتماعية والتفكير اليوناني القديم، فإن الانضباط لم يظهر كمجال متميز للدراسة حتى منتصف القرن التاسع عشر. بينما الأنثروبولوجيا ولدت كتخصص أكاديمي خلال أوائل القرن التاسع عشر.

ولدت الأنثروبولوجيا كنظام أكاديمي من الجو الفكري. لذلك يسمى عصر التنوير وهو القرن الثامن عشر الحركة الفلسفية الاجتماعية التي أكدت أن الإنسان مصنع العقل والتقدم على أساس نظرية التطور الداروينية.

المصدر: محمد الجوهري، مقدمة في دراسة الأنثروبولوجيا، 2007محمد الجوهري، الأنثروبولوجيا الاجتماعية، 2004ابراهيم رزقانة، الأنثروبولوجيا، 1964كاظم سعد الدين، الأنثروبولوجيا المفهوم والتاريخ، 2010


شارك المقالة: