المقولات الأساسية للتغير الاجتماعي عند بارسونز

اقرأ في هذا المقال


المقولات الأساسية للتغير الاجتماعي عند بارسونز:

  • يمثل التصور النسقي أداة مؤثرة لدراسة التغير الاجتماعي، ومعنى ذلك إسناد قضية أو مشكلة بصورة متواصلة، لحالة النسق ككل للكشف عن المتغيرات الفاعلة في التغير، حيث أن وصف النسق بمفاهيم معينة، يمكن من تعين التغيرات التي حصلت.
  • لا توجد متغيرات معينة يمكن أن تعتبر المحرك الأول للتغير في النسق، فكافة المصادر بإمكانها إثارة التغير، وهنا يتجاهل بارسونز ﻷحادية العامل، واتجاهية التغير، وهذا يعني بأن نسقه النظري يستوعب كافة النظريات العاملية.
    وبهذا المعنى يقول بارسونز، إن القاعدة المنهجية المركزية لنظريتنا هي الاعتمادية المتبادلة بين متغيرات كثيرة، والإستجواب حول أي العوامل أكثر فاعلية في التغير، أو أيها أدى إلى التغير هو إمبريقي.
    ولهذا السبب فقد اعترض بارسونز على الطروحات الدارونية في التطور كونها اتجاهية في التطور، كما أنها تبنّت مفهوماً للتاريخ مقيد بعمليات غير شخصية، حيث يظهر الرجال بأنهم لا يمكنهم السيطرة عليه، كما اعترض على طروحات سبنجلر حول دورة حياة المجتمع، حيث يثبت بأنه لا يمكن تصور أن المجتمع يتطور عن طريق سلسلة عمليات.
    كما هو الحال بالنسبة لدورة حياة المجتمع والثقافة، حيث تخالف هذا المنطق لاعتبارين: فهي لا تتطور في نمط خطي، وكذلك أنها يمكن أن تكسب من خلال الانتشار، ولذلك فإن العملية التطورية الداخلية يمكن أن تتأثر من الخارج.
  • ضمن مقولة النسق المرتبط ببيئته، فإن التغير في الأنساق الفرعية يعتبر مظهراً لتحقيق التوازن في النسق الأشمل.
  • هناك مصادر داخلية ومصادر خارجية للتغير.
  • إن نسق الثقافة ذو مرتبة عالية في نسق الفعل، فهو النسق الذي يمتلك إمكانية الضبط والسيطرة، ولذلك فإن التغير يصيب الثقافة والقيم لا يمكن إيقافه، وهذا ما يؤكد أن ثبات واستقرار نسق الثقافة والقيم داخل النسق يعتبر ذو أهمية محورية بالنسبة لقضية التغير الشامل في النسق، وتثبت الثقافة سيطرتها على نسق الفعل عن طريق بعدين هما: القواعد المعيارية التي تنظم التفاعل، وعمليات التنشئة الاجتماعية التي تؤدي إلى استيعاب الأفراد لمكونات الثقافة.
    بحيث تصبح الثقافة مكوناً رئيسياً في البناء الدافعي للشخصية، وذلك يعني أن التغير في الثقافة يؤدي إلى تغير في نسق الشخصية، والنسق الاجتماعي، والعكس ليس صحيح تماماً.

المصدر: الإشكاليات التاريخية في علم الاجتماع السياسي، عبد القادر جغلول، 1982.النظرة الارتقائية، محمد الطالبي، 1979.التفكير الاجتماعي نشأته وتطوره، زيدان عبد الباقي، 1972.السببية والحتمية عند ابن خلدون، مها المقدم، 1990.


شارك المقالة: