نظرية الموقع الحضري ضمن المنطقة الحضرية الواحدة والعوامل المؤثرة فيها

اقرأ في هذا المقال


بعض المنشآت يكون اختيارها للموقع مرتبط بشكل رئيسي بتوفر الخدمات الحضرية مثل المصانع الاستراتيجية، ولكن في المقابل نجد أن قرارات اختيار الموقع في المدينة الحضرية أو المناطق الحضرية الواحدة التي تتخذ من قبل المنشآت والأفراد التي تمتلك قابلية التحرك والاختيار تخضع لعدة اعتبارات مختلفة والتي ترتبط بعدد من الأهداف والأولويات.

أنماط استعمال الأرض الحضرية:

تختلف أنماط المواقع الحضارية الجغرافية داخل المدن الحضرية اختلاف كبير، وعلى العموم تنقسم المدن إلى ثلاث مجموعات رئيسية ومختلفة والتي تتكون بسبب اختلاف أنماط نمو المدن الحضرية وهي:
1- المدن المتحدة المركز: هي تتشكل على شكل دوائر نظامية من الخارج من أجل الاستعمالات الحضرية المختلفة وتشترك في مركز واحد، ويكون فيها منطقة الأعمال المركزية الحضرية، وهي التي تتمركز فيها الأعمال الرئيسية من مكاتب وأسواق بيع المفرد في المدينة، وتكون على الأغلب هي الأجزاء القديمة للمدينة الحضارية حيث تكون النواة أو الحلقة الأولى فيها، كما تحتوي أيضاً على الأبنية السكنية للعاملين فيها، أو هم الجماعات الأكثر فقراً وظهور المناطق الحضرية الجديدة والضواحي التي تشكل الحلقة الأخرى التي تحتوي على نوعية أفضل من المساكن المعيشية للطبقة الوسطى من العمال في المناطق الحضرية.
هناك مسافة أبعد والتي يوجد فيها نوعيات السكن لذوي الدخل المرتفع وهكذا كما تعتبر منطقة غير مستقرة، وكلما توسعت المدينة ونمت، كلما زادت الكثافة السكانية فيها وكانت مساكن الفقراء فيها أكثر وكانت تحتاج إلى عمليات إعادة البناء وإعادة التأهيل وبشكل خاص في حالة عدم وجود نظام ملائم لنقل وسائل الاتصال الجيدة.
2- المدن الشعاعية: هي التي تتأثر بمحاور وطرق النقل على الشكل المبسّط للمدينة المتحدة المركز، حيث تنطلق الطرق الرئيسية بشكل محوري من مركز المدينة التي تميل إلى منطقة المركز، وتتوسع مع امتداد هذه الطرق بشكل شعاعي، وتكّون قطاعات شعاعية تشبه شكل البرتقالة، بحيث يقوم في كل قطاع نمط مختلف من أنماط استعمالات الأرض فيها، واتسع مفهوم هذا النموذج ليشمل كل الفعاليات الحضارية وفي ما يتعلق فيها من المنشآت والأفراد وتجمع المنشآت مع بعضها من أجل الحصول على الوفورات الناتجة عن اقتصادات التكتل أو الدخل المرتفع.
إن اختيار الموقع الأفضل بالنسبة للطرق والنقل الشعاعية كما تقوم المحددات العمرانية بالتوزيع أمثلة على المناطق الترفيهية على مناطق أخرى.
3- المدن المتعددة المراكز: وهي في الأغلب المدن التي تحتوي على عدد من المراكز المنفصلة، وذلك لاحتمال هيمنة أحد هذه المراكز على بقية المراكز الأخرى، كما نجد العديد من المدن الكبرى من هذا الطراز وبشكل خاص التي نمت نتيجة لتوسع عدد القرى صغيرة الحجم، والتي اندمجت مع بعضها مثل التجمعات الحضرية الرئيسية في المملكة المتحدة حيث أنّ هذه النماذج لا تشرح جميع الأشكال الحضارية في تشكيل المدن، وإنما هناك أشكال أخرى من المدن الحضرية الشريطية والمدن الحدائقية وغيرها، والتي تكوّن العوامل الديموغرافية والبيئية أو تدخل الحكومة والسياسات التنموية وغيرها من العوامل.

الإيجار كعامل مؤثر على الموقع ضمن المناطق الحضرية:

يتميز مركز المدينة الحضرية بالإيجار المرتفع مقارنة مع المناطق الأخرى، فكلما اتجهنا إلى أطراف المدينة كل ما ارتفع الإيجار، وعند النظر إلى مدى اختلاف تأثير الإيجار التجاري على المنشآت والأفراد بحيث تمثل المنحنيات بالنسبة للمنشآت الحد الأقصى للأجور للمنشآت التجارية، الذي يمكن دفعه في المواقع الحضارية المختلفة مع استمرار المنشأة في الحصول على الأرباح الاعتيادية.
أما بالنسبة للأسر والأفراد يمثل الحد الأقصى للإيجار الذي تدفعه في سبيل الحصول على نوعية أفضل من السكن أو المواقع الحضرية أفضل، كما يجب إن يتكون الإيجار التجاري من عنصرين هما العوائد التحويلية التي تمثل التكلفة في الحد الأقصى الذي يستطيع كسبه من المال، وإذا يستطيع تحويل الأرض إلى استخدام آخر.
والعنصر الثاني هو الريع الاقتصادي الذي يمثل الإضافة التي يمكن الحصول عليها فوق العوائد التحويلية والتي تستند إلى عنصر الاستفادة من الأرض، ونتيجة التنافس من أجل الحصول عليها ويكون ريعها الاقتصادي مرتفع ويشكل نسبة متزايدة من إجمالي الإيجار، وكلما اقتربنا من المنطقة المركزية كلما زاد حجم الطلب على المواقع في منطقة المركز، وكلما كان هناك ارتفاع في الإيجار التجاري بينما يكون ارتفاع الطلب سبباً في ارتفاع الإيجار.

المصدر: علم الاجتماع الحضري،سعيد ناصف،2006علم الاجتماع الحضري،صابر عبدالباقي،2010مقدمة في دراسة علم الاجتماع،ابراهيم عثمان،2018


شارك المقالة: