الوالي أبو موسى الأشعري

اقرأ في هذا المقال


سمع أبو موسى الأشعري حديث النبي  محمد لسنوات، فقد عدّ له الذهبي 163 حديث في مسند بقي بن مخلد، كما أحصى له 49 حديث في الصحيحين و4 في البخاري، كان أبو موسى الأشعري يتهيّب أن يكتب الحديث على لسانه، فقد ذكر ابنه أبو بردة أنه كتب أحاديث عن أبيه، فعرف أبو موسى بذلك، فمحاها وقال: “خذ كما أخذنا”، توفي أبو موسى الأشعري في ذي الحجة سنة 44 هـ.

الوالي أبو موسى الأشعري:

أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري من صحابة رسول الله، وضعه رسول الله محمد والياً على زبيد وعدن، كما وضعه عمر بن الخطاب والياً على البصرة، ثمّ ولاه عثمان بن عفان على الكوفة وكان المُحكّم الذي اختاره علي بن أبي طالب من بين حزبه يوم صفين، ينتمي عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن عنز بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر إلى قبيلة الأشعريين القحطانية اليمانية.

جاء أبو موسى الأشعري إلى مكة قبل دخوله الإسلام، قام بمحالفة سعيد بن العاص بن عبد شمس، بعد ذلك دخل أبو موسى إلى الإسلام في مكة المكرمة، ثم عاد إلى قبيلته في اليمن وخرج ومعه بضعة وخمسين رجل من قومه، فيهم أخويه وأمه ظبية بنت وهب العكيّة التي أسلمت وماتت بالمدينة المنورة في سفينة، فجرفهم البحر إلى الحبشة، حيث كان جعفر بن أبي طالب وأصحابه مهاجرون.

فقاموا جميعاً بالخروج في سفينتين متّجهين إلى المدينة المنورة، فوجدوا رسول الله عائد من فتح خيبر، فأسهم النبي محمد لهم في من حضر الفتح وقال لهم: “لكم الهجرة مرتين، هاجرتم إلى النجاشي، وهاجرتم إليّ”، فكانت غزوة خيبر أول المشاهد التي شهدها أبو موسى الأشعري مع النبي محمد.

قام أبو موسى بعد ذلك بالمشاركة في أوطاس التي بعثها رسول الله بعد غزوة حنين وقام بقيادتها أبو عامر الأشعري عم أبي موسى، لقتال فلول هوازن بن الصمة فقُتل فيها أبا عامر وقتل أبو موسى قاتِله، فدعا لهما النبي محمد عند عودته، فقال: “اللهم اغفر لعبيد أبي عامر، اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك”، ثم قال: “اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مُدخلاً كريمًا”.

بعد أن توفي رسول الله محمد قام أبو موسى الأشعري بالمشاركة في الفتح الإسلامي للشام، كما شهد وفاة أبو عبيدة بن الجراح وخطبة عمر بن الخطاب بالجابية، في عام 17 هـ قان عمر بن الخطاب بعزل المغيرة بن شعبة عن البصرة وولى أبو موسى وكتب إليه عمر بالمسير إلى الأهواز، فافتتحها عنوة وافتتح أصبهان سنة 23 هـ، كما شارك في فتح تستر والرُها وسميساط وما حولهم.

هناك العديد من القصص التي اختلفت في وفاة أبي موسى الأشعري، فقال البعض أنّه توفي سنة 42 هـ وقيل سنة 44 هـ، كما قيل سنة 50 هـ وقيل سنة 53 هـ، إلا أنّ الذهبي وابن الجزري قاما بترجيح وفاته في، كذلك كان خلاف حول مكان وفاته فقيل مات بالثوية على ميل من الكوفة وقيل مات بمكة.

المصدر: تاريخ الخلفاء والسلاطين والملوك والأمراء والأشراف في الإسلام، ستانلي بول، ترجمة: عباس إقبال أدب صدر الإسلام، عبد المجيد الإسداوي عصر صدر الإسلام، يوسف عطا الطريفيالخلفاء الراشدون، عبد الستار الشيخ


شارك المقالة: