الوالي عمر بن حفص هزارمرد

اقرأ في هذا المقال


هو أبو جعفر عمر بن حفص بن عثمان بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة بن سراق بن صحيح بن كندة بن عمرو بن وائل بن الحارب بن العتك بن الأسد بن عمران بن عمرو بن عأمر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوف بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان الأزدي القحطاني، المقلببهزارمد وتعني عن ألف رجل بالفارسية وذلك بسبب شجاعته.

الوالي عمر بن حفص هزارمرد:

عمر بن حفص هزارمرد، كان أحد أفراد عائلة المهلبين الذي شغل منصب والي إقليمي للخلافة العباسية في عهد أبي العباس، الذي حكم من عام 749 وحتى عام 754 ميلادي، كما بقي والياً في عهد الخليفة أبو جعفر المنصور حتى عام 775 ميلادي، شكل تعيينه في إفريقيا عام 768 ميلادي بداية ما يقرب من ثلاثة عقود من حكم المهلبين هناك، لكنه لم يكن قادر على الحفاظ على النظام في المحافظة وقتل خلال تمرد الخوارج.

كان عمر بن حفص من أنصار الثورة العباسية وقاتل أثناء حصار واسط ، بعد انتصار العباسيين على الدولة الأموية تمّ تعيينه في عدد من الولايات، في عهد أبو العباس كان والي على البصرة حتى عام 750 ميلادي، ثم عُين لاحقًا والياً على البحرين، بعد صعود المنصور تم تعيينه مرتين أخريين في البصرة من عام 755 إلى 757 ميلادي ومن عام 759 إلى عام 760 ميلادي.

في عام 760 ميلادي عُيِّن عمر بن حفص في السند التي كانت تحت سيطرة عيينة بن موسى التميمي، لما رفض عيينة بن موسى ترك سلطته هاجمه عمر وحاصره أحد عشر شهر حتى وافق عيينة على الخروج من المنطقة والعودة إلى المنصور، أثناء وجوده في السند انحاز عمر سراً إلى حركة محمد الروح الطاهرة وقدم المساعدة لابن محمد عبد الله عندما وصل إلى المنطقة.

عندما علم المنصور بذلك تمكّن من تجنب العقوبة بعد أن تطوع أحد أفراد أسرته لتحمل اللوم مكانه، في عام 768 ميلادي بعد مقتل الأغلب بن سالم التميمي والي إفريقيا، تم فصل عمر من السند وتعيينه في تلك المحافظة بدلاً من ذلك، عندما وصل إلى القيروان ومعه 500 فارس استحوذ على قادة المدينة بالعمل بكرم تجاههم وكانت أول ثلاث سنوات من ولايته سلمية.

تمرد الخوارج في ولاية عمر بن حفص:

بعد أن تلقى الوالي عمر بن حفص أوامر من  المنصور ذهب حينها إلى مدينة تبنا لتقوية دفاعاتها حينئذ وترك خلفه حبيب بن حبيب المهلبي نائباً له في مدينة القيروان، بينما كان في مدينة تبنا ثار الأمازيغ على التمرّد وقتل حبيب أثناء محاولته قمعهم، بتشجيع من النجاحات تجمع الأمازيغ وحاصروا طرابلس ووضعوا أنفسهم تحت قيادة الإباضيّة أبو حاتم يعقوب بن حبيب الإباضيّة.

عندما طلب والي طرابلس المساعدة أرسل عمر جيش ضد الثوار ولكن أبو حاتم هزمه وأجبره على الانسحاب إلى قابس، في هذه المرحلة وانتشار التمرد في جميع أنحاء المحافظة بالكامل وائتلاف الخوارج على رأسهم أبو قرة وعبد الرحمن بن رستم أبو حاتم وغيرهم، تقدّموا وحاصروا تبنا على الرغم من أنّ الثوار يفوقهم بعدد كبير، فقد تمكّن عمر من إخراج نفسه من الموقف من خلال رشوة رجال أبو قرة للعودة إلى ديارهم وهزيمة ابن رستم في المعركة.

قامت قوات الخوارج التي بقيت تحت قيادة أبو حاتم التخلي عن تبنا ومغادرة القيروان التي حاصروها لمدة ثمانية أشهر، بقي عمر بن حفص في البداية في توبنا التي حصنها من أجل أي هجوم من العدو في المستقبل، وصلته الأخبار في النهاية أن القيروان كانت تنفد بشدة على الإمدادات، لذلك ترك حامية في تبنا وتقدم ضد المتمردين.

ردّ الأمازيغ على ذلك بمهاجمته في طريقه وإجباره على الانسحاب مؤقتاً إلى تونس، لكنّه تمكّن في النهاية من شق طريقه إلى القيروان وجلب معه الطعام والشراب وغيرها من المؤن، عقب وصول عمر إلى القيروان رجع أبو حاتم لعمل حصار جديد للمدينة واستؤنف القتال بين الجانبين، مع دوام الحصار كان الوضع في المدينة قد ساء وأصبح الطعام شحيح واضطر المدافعون إلى أكل حيواناتهم.

بعد ذلك قرّر عمر بن حفص بنفسه أن يقود طلعة جوية ضد الثوار لكنه هزم وقتل، بعد وفاته عقد المدافعون الناجون اتفاق مع أبو حاتم وانسحبوا إلى تبنا، مما سمح للأمازيغ باقتحام القيروان ودخولها بسرعة.

المصدر: صدر الإسلام والدولة الأموية، محمد عبد الحي ملوك العرب، أمين ريحاني أدب صدر الإسلام، واضح الصمد الدولة العربية في صدر الإسـلام، عبد الحكيم الكعبي


شارك المقالة: