الوالي قيس بن سعد

اقرأ في هذا المقال


عن نافع قال: “مرّ ابن عمر على أطم سعد فقال لي: يا نافع هذا أطم جده، لقد كان مناديه ينادي يوماً في كل حول، من أراد الشحم واللحم فليأت دار دليم، فمات دليم فنادى منادي عبادة بمثل ذلك، ثم مات عبادة فنادى منادي سعد بمثل ذلك، ثم قد رأيت قيس بن سعد يفعل ذلك وكان قيس جواداً من أجواد الناس”.

الوالي قيس بن سعد:

هو قيس بن سعد بن عبادة من صحابة رسول الله، والده سعد بن عبادة بن دليم من الأنصار ووالدته هي فكيهة بنت عبيد بن دليم، وُلد قيس بن سعد سنة ستون هجري، كانت عائلة قيس من العائلات الثرية وكان الناس يقولون :“من أحبّ الشحم واللحم، فليأت أطم دليم بن حارثة”، دليم بن حارثة هو جد قيس الثاني.

كان قيس سعد من أطول الناس وأجملهم، فقد كان وجهه خالي من الشعر، كان الأنصار يتعاملون معه كزعيم وهو في صغره، كانوا يقولون: “لو استطعنا أن نشتري لقيس لحية بأموالنا لفعلنا”، في الجاهلية كان قيس يتعامل مع الناس بذكائه وكانوا يغضبون منه ويحسبون لدهائه حساب كبير، عندما أسلم تعلّم من الإسلام معاملة الناس بإخلاصه وليس بدهائه.

في زمن النبي محمد كان قيس يحمل راية الأنصار مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، كان رأيه من الآراء المهمّة التي يُسمع بها، قام قيس بن سعد بخدمة رسول الله 10 سنوات، في صحيح البخاري عن أنس قال: “كان قيس بن سعد من النبي بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير وشهد مع رسول الله المشاهد كلها، وأخذ النبي يوم الفتح الراية من أبيه فدفعها إليه”.

حضر قيس بن سعد فتح مصر وبنى فيها بيتاً، بعد ذلك قام علي بن أبي طالب باستعماله والياً على إمارتها، كان قيس  من الفضلاء الذين اشتهروا بسخائهم وشجاعتهم، فقد كان والده وجده كذلك وكان في جيش العسرة، في رواية أنّ رجل أخذ من قيس ثلاثين ألف وقال أنه سيردهم له، فلما ردها رفض قيس أن يقبلها وقال: “إنّا لا نعود في شيء أعطيناه”.

المصدر: صدر الإسلام والدولة الأموية، محمد عبد الحي ملوك العرب، أمين ريحاني أدب صدر الإسلام، واضح الصمد الدولة العربية في صدر الإسـلام، عبد الحكيم الكعبي


شارك المقالة: