الوالي مسلمة بن عبد الملك

اقرأ في هذا المقال


قال المؤرخ يوسف بن تغري عن مسلمة بن عبد الملك: “كان شجاعاً صاحب همّة وعزيمة وله غزوات كثيرة”، كما يقول عنه صاحب العقد الفريد: “ولم يكن لعبد الملك ابنٌ أسدد رأياً ولا أزكى عقلاً ولا أشجع قلباً ولا أسمع نفساً ولا أسخى كفاً من مسلمة”.

الوالي مسلمة بن عبد الملك:

هو مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم القرشي الأموي الدمشقي ويُكنّى بأبو سعيد، بقي أكثر من 50 سنة يحمل سلاحه ويقوم بتسديد رماحه ويدافع عن حمى الدين، كان مسلمة بطل من أبطال المسلمين المعدودين، كان يقول العديد من الكبار أنه خالد بن الوليد الثاني؛ ذلك لأنه كان يشبهه في شجاعته وكثرة المعارك والحروب التي خاضها.

حاول مسلمة يمهّد الطريق حتى يصل إلى القسطنطينية، بقي يغزوا أرض الرّوم والاستيلاء على حصون الحديد وغزالة وماسة خلال طريقه، كاد أن يفتح القسطنطينية ولكن الثلوج والأمطار ومساعدة البلغار للروم منعته، علم الخليفة عمر بن عبد العزيز أن ظروف الجيش الإسلامي وقسوة الشتاء أدت إلى هلاك الجنود، فأمره بأن ينسحب.

قال مؤرخ الإسلام الذهبي: “كان مسلمة أولى بالخلافة من إخوته”، فقد كانوا ينادون مسلمة بالجرادة الصفراء؛ ذلك بسبب ما يتحلاه من شجاعة وإقدام، كان اتصال مسلمة بعمر بن عبد العزيز من الأسباب القوية التي ساهمت في تكوين شخصيته؛ لأنّ عمر بن عبد العزيز كان رجلاً تتمثل فيه نفحات إلهية من الخير والبر والتوفيق.

أخذ مسلمة يمهد الطريق للوصول إلى القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية، ظلّ يهاجم أرض الروم واستولى خلال طريقه على حصون الحديد وغزالة وماسة، وكاد أن يفتح القسطنطينية ولكنّ الثلوج والأمطار ومساعدة البلغاريين للروم منعته، فوصل الخبر للخليفة عمر بن عبد العزيز، فأمره بالعودة والرجوع من الحصار.

مات الخليفة عمر بن عبد العزيز واستلم بعده الخلافة يزيد بن عبد الملك، في زمنه حدثت فتنة يزيد بن المهلب، حيث انتهت الفتوحات بسببها في أرض الروم وكانت ستدمَّر الدولة الأموية، لكن مسلمة قام بالتصدي لها وعمل على إخمادها وقضى عليها بأوامر من الخليفة يزيد الذي استعمله والي على الكوفة والبصرة وخراسان بسبب انتصاره.

قال يزيد بن المهلب عن مسلمة بن عبد الملك: “إني لقيت بني مروان فما لقيت منهم أمكر ولا أبعد غدراً من مسلمة”، تضمّنت فتوحات مسلمة وحروبه سبع دول وهي تركيا وداغستان وروسيا وجورجيا وأذربيجان وأرمينيا والعراق، أثناء حروبه استطاع تأمين الحدود الشمالية والشرقية من الأعداء واستمرّت حروبه أكثر من 35 عام.

المصدر: صدر الإسلام والدولة الأموية، محمد عبد الحي ملوك العرب، أمين ريحاني أدب صدر الإسلام، واضح الصمد الدولة العربية في صدر الإسلام، عبد الحكيم الكعبي


شارك المقالة: