الوزارة في عهد أبي العباس

اقرأ في هذا المقال


الوزارة في عهد أبي العباس:

تم إنشاء منصب الوزير مباشرة بعد انتصار الجيوش العباسية على الجيوش الأموية وقبل مبايعة أبي العباس السفاح بالخلافة، كان المنصب نظام فارسي قديم. ويبدو أن أبا العباس حين أقرَّ وأعلن نظام الوزارة؛ راعى تطور الدولة واتجاهها نحو المركزية، وتوزيع وتوسعها السلطات. وقد تم ذلك بتحريض الفُرس وتأثير الخراسانيين. إذ أنهم دعوا أبا سلمة الخلال (وزيرآل محمد) وأقره أبو العباس.

لكن سلطات الوزير لم تتحدد بصورة واضحة في عهد أبي سلمة، ومع أنه سُمّي وزيراً إلا أنه لم يكن يتمتع بصلاحيات أو سلطات كاملة في جميع الدواوين؛ فلم يكن ديوان الخراج وديوان الجند داخلين في سلطته. وكثيراً ما وقع التصادم بين سلطة الخليفة وسلطة الوزير بفعل عدم تحديد صلاحيات الثاني في حين كانت صلاحيات الأول محددة بشكل واضح. وكان الوزير له طموحاته في السيطرة على الجهاز الإداري كله وينفذ جميع الصلاحيات. وكانت سلطة الخليفة هي التي تثبت أمام محاولات الوزير.

إذ أخذ هذا النظام يتطور حتى استقر وتوضّحت معالمه في العصر العباسي الأول فجعلت للوزارة اختصاصات معينة وقواعد ثابتة، ومن أهمها الإشراف على الشؤون المالية. فالوزير هو المُختص بأمور الدخل والخرج في جميع الأحوال، وأيضاً يتولى ديوان الخراج وديوان النفقات، ويشرف على الضرائب، ويملك في شخصيته السلطتين المدنية والعسكرية بالإضافة إلى الواجبات العامة من نصح الخليفة ومساعدته، وينوب عنه في حكم البلاد، أيّ أنه كان بمثابة الساعد الأيمن والأقوى مكانه للخليفة.

الوزارة في عهد العباسيين على نوعين:

  • وزارة تنفيذ.
  • وزارة تفويض.

فوزارة التنفيذ تنحصر في تنفيذ أوامر الخليفة، وقد لا يتصرف فيها الوزير تصرفاً شخصياً مُستقلاً وإنما الوزير في هذه الحال يعتبر همزة الوصل الوحيدة بين الإمام والشعب. أما وزارة التفويض فتقوم على تصرف الوزير المطلق في شؤون الدولة، بعد أن يكون الخليفة قد فوّض إليه ذلك، ويبقى للخليفة حق التصرف في ولاية العهد، وعزل من لا يرضى عنهم ممن يوليهم الوزير بعض الأعمال.‏

وعندما ضعفت سلطة الخلفاء العباسيين، تحول النفوذ من الخلافة إلى الوزارة، فارتفع شأن الوزراء وأوضحت وزارة تفويض بعد أن كانت وزارة تنفيذ. لكن حدث في فترة قوة الدولة أن فوّض الخلفاء أمور الدولة لوزرائهم وقد كان من أشهر وزراء التفويض في العصر العباسي الأول (آل برمك).

ويُعدُ منصب الوزارة كما تبلور فى العصر العباسى الأول، ذات أهمية كبيرة وخطيرة في الوقت نفسه. فمن حيث أهميته فهو أهم منصب في الدولة العباسية بعد منصب الخلافة ومن حيث خطره فقد ترك الوزراء بصمات واضحة في كل نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والإدارية والفكرية، وقد واستغل بعضهم هذا المنصب لخدمة أغراض قد تكون سياسية وإقليمية معارضة لسياسة الدولة العباسية، خاصة إذا عَلِمَ أن غالبية الوزراء الذين تولوا منصب الوزارة في العصر العباسي الأول كانوا من الفرس.

تولى الوزارة أبو العباس بعد أبى سلمة، خالد بن برمك وقد رفض أن يُسمى وزيراً خيفةً أن يُصيبه ما أصاب سلفه من قبل مع أنه خلفه في مهام منصبه بالإضافة إلى جميع المهمات الأخرى التي كان يقوم بها وكان من أهمها الإشراف على ديوان الخراج وديوان الجند بالإضافة إلى الغنائم.

ولاية العهد وفاة السفاح:

عهد السفاح في عام (136 هجري)/(754 ميلادي) لأخيه أبي جعفر بالخلافة من بعده ثم عيسى بن موسى بن محمد وكتب العهد بذلك وأعطاه إلى عيسى بن موسى. أصيب السفاح بمرض الجدري وهو بمنطقة بالأنبار، وتوفي في الثالث عشر من شهر ذي الحجة عام (136 هجري) شهر حزيران عام (754 ميلادي)، ودفن في قصره بالأنبار.

المصدر: ❞ كتاب تاريخ الدولة العباسية 132-656هـ ❝ مؤلفة د.محمد سهيل طقوش❞ كتاب سلسلة تاريخ الأدب العربي العصر العباسي الأول ❝ مؤلفة شوقي ضيف❞ كتاب أطلس تاريخ الدولة العباسية ملون ❝ مؤلفة سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوث❞ كتاب الدولة العباسية ❝ مؤلفة محمود شاكر أبو فهر


شارك المقالة: