تأخر زواج الذكور في المجتمع

اقرأ في هذا المقال


لقد كانتِ الأسرةُ في المجتمعاتِ تُزَوّجُ فِتيانَها الذُّكور في سنٍّ مُبكّرةٍ حيث يتزوجون من سن (١٥-١٨ ) سنة من أجلِ الإنجابِ المُبَكِّرِ للمساهمةِ في حمايةِ القبيلةِ وكذلكَ المُساهمةُ في النَّواحي الاقتصاديَّةِ.

مشكلة تأخر زواج الذكور في المجتمع:

في وقتنا الحاضر تغيّر الحال كثيراً وظهَرت مشكلة تأخر زواج الذكور في المجتمع. حيث تُبيّن الدّراسات أنَّ الكثير من الطلّاب الجامعيين لهم رغبة في الزواج المُبَكّر إلّا أنَّ هناك ظروف وأسباب تَحول دون إتمامهم للزواج حالياً. وقد أثبتت البحوث التطبيقيّة عموميّة هذه المشكلة وشيوعها في المجتمع، فقد بيّنت إحدى الدّراسات التي أُجريت على طلّاب وطالبات الجامعات أنَّ هناك تأخير في سنّ الزواج بين الشباب، وأنَّ كثرَة سَفر الشباب للخارج والتَّخوُّف مِن تَحمّل المسؤولية من أَهم الأسباب التي تؤثر في تأخر زواج الذكور في المجتمع.

ويبدو أنَّ معظم الشباب من سكان المُدن يَميلون إلى تأخير زواجِهم أكثر من شباب القرى، بينما يُفضّل شباب البادية الزواج المُبَكّر. وقد أثبتت الدّراسات أيضاً أنَّ عدد كبير من الشباب يَرون أنَّ عزوفهم عن الزواج المُبكّر كان بسبب غلاء المهور، وأنَّ الكثير منهم كان تأخرهم في الزواج بسبب إلحاح الأهل على الزواج من القريبات، إلّا أنَّ أَهم العوامل التي ساهمت في تأخير زواج الذكور في الأسرة هو طريقة اختيار الزوجة، لأنَّ الغالبيّة من الشباب كانوا يَعتمدون على أنفسهم في اختيار شريكة الحياة، وهي طريقة تؤجِّل سنّ زواج الذَّكر نظراً لتعارضها مع مبادئ الإسلام وعادات وتقاليد المجتمع التي لا تسمح بالتعارف واللقاء بين الرجل والفتاة من غير محارم.

أسباب تاخر الزواج عند الذكور:

ومن أسباب تأخُّر سنِّ الزواج للذكور في المجتمع أيضاً اشتراطهم صِفات جمالية في جسم المرأة، ولكنْ بيَّنت البحوث التطبيقيّة أنَّ عامل البحث عن صِفة التّديّن بالمرأة أقوى تأثيراً في عملية تأخر زواج الشباب من صِفة الجمال، ومنْ ناحيةٍ أخرى كان تأخر زواج الذكور في مجتمعنا مرتبطاً بمَيل الشباب نحو السفر للخارج وهذا له أثره السيىء في تأخر زواجهم، وقد يَرجع هذا إلى انبهارهم بالسفر بالإضافة إلى توافر المال بين أيديهم مِمّا يُساعدهم على الاستمرار وعدم الإقدام على الزواج. كما يرى مُعظم الشباب أنَّ مواصَلة التعليم يقف عائقاً أمامهم عن الزواج في سنّ مُبكّرة.

كما تَبيّن من الدّراسات والبحوث أنَّ عدد من الشباب وهم نسبة لايمكن تجاهلها يَعزفون عن الزواج بسبب المُغالاة في تكاليف الزواج، حيث يوجد بالمجتمع مظاهر من المباهاة والتي قد ترجع إلى اعتقاد بعض الأُسَر بأنَّ هذه المظاهر ترفَع من قَدر الأسرة ومكانتها الاجتماعية. ومن أَهم هذه المظاهر الغلاء في المهور، والذي قد يَرجع لِما يسود المجتمع من عادات وتقاليد عقيمة تجعل المباهاة في المهور عند البعض مظهراً يُعبّر عن مستواهم ووضعِهم الاجتماعي، وقد يَرجع الغلاء في المهور عند البعض بسبب الطَّفرة الماديَّة التي سادت في المجتمع في السنوات الماضية وما أدّى إليه من ارتفاع الدخل.

كما يرى البعض أنَّ من الأسباب التي تقف وراء مشكلة غلاء المهور اعتقاد بعض أولياء الأمور أنَّ قِلّة المهر ربما يؤدِّي إلى الطلاق لأنَّ الزوج لم يتكلَّفْ كثيراً في الحصول على الفتاة أو قد يَرجع إلى الطمع والجشع وحُمّى جمع المال والذَّهب والفضَّة لدى بعض آباء وأمهات البنات إلى جانب التقليد الأعمى والخوف من القيل والقال مِمّا يترتب عليه تأخير زواج الشباب والشَّابات وحِرمانهم منه في بعض الأحيان، وهذا بدوره قد يَخلق انحرافات أخلاقية من ناحية ويؤثِّر على النمو السكاني بالسلبيّة من ناحيةٍ أخرى.


شارك المقالة: