تاريخ الطب الشعبي في علم الاجتماع الطبي

اقرأ في هذا المقال


تاريخ الطب الشعبي في علم الاجتماع الطبي:

لقد عرفت حضارات كثيرة الطب التقليدي أو الشعبي واستندت عليه كوسيلة للعلاج مستعينة في ذلك بالبيئة الاجتماعية الثقافية، وبما تزخر به الطبيعة من موجودات مستخدمة في بناء عدداً من الأدوات العلاجية والتي منها الجبائر مفردها جبيرة وهي الخشبة التي توضع على الكسر حتى ينجبر العظم، والرضفة وهي حجارة تُسخن ثم يكمد بها الجرح، والمكواة والميسم.

ففي الحضارات القديمة كانوا يعتنوا ويهتموا بالجوانب الطبية الشعبية، فقد تعرض إلى تفسير هذا العنصر من جهتين، أولاً المتمثلة في تأثير البيئة الفيزيقية والثانية ترتبط بالعوامل الداخلية ومدى تأثيرها في الاهتمام الطب الشعبي، ويشمل تأثير البيئة الفيزيقية تأثير كبير على صحة الإنسان ومرضه وهذا لما تتميز به من مناخ يختلف من فصل إلى آخر.

بل وحتى في اليوم الواحد يتغير المناخ من جو حار وآخر بارد أو دافئ معتدل، وهبوب للرياح وانتشار للحشرات، وهذه الأخيرة التي ساعدت بصورة ملفتة النظر في اصابة الفرد بالمرض، الأمر الذي حتم عليه البحث على أساليب علاجية تقيه وتعالجه من المرض، فكانت البيئة هي الحل في ذلك حيث أعطت هذا الفرد الكثير من وسائل العلاج من خلال ما تتوفر عليه من مواد طبيعية نباتية ومعدنية وحيوانية.

فبرع القدماء باكتشاف الأعشاب التي لها دور في علاج الأمراض، وأيضاً في عمليات التشخيص ومعالجة المرضى، وكذلك وضع قوانين تخص محاسبة الأطباء في حالة التقصير.

كيفية تأثير العوامل الداخلية على الطب الشعبي؟

أما تأثير العوامل الداخلية على الطب الشعبي، فقد اهتم القدماء بالطب نظراً للاستقرار السياسي واتحاد البلاد في هذا العصر والذي حقق للبلاد تقدماً في كل المجالات وبالأخص المجال الاقتصادي، والذي نتج عنه نشأة المدن على ضفاف النهر، فضلاً عن النهضة العلمية والفكرية والتي اشتملت على محتواها نسبة لا تحصى من الانجازات الطبية، فقد مارس القدماء أساليب كثيرة ومختلفة تصوروا أنها تحول بينهم وبين المرض هذا يعني أنهم عرفوا الطب الوقائي، مما جعلهم يختصرون على نسبة محددة من الأطعمة كالثمار والطيور والأسماك والخضروات والابتعاد عن لحم الخنزير وما يضر بصحة الفرد، وأيضاً قاموا بممارسة الصوم.

ومع مرور الزمن تقدم الطب، وتم تكوين المدارس التعليمية، واختاروا لدراسته من يتميزون بالأخلاق والقيم العالية والرأفة، كما أن القدماء تميزوا واشتهروا في مهنة الطب وتخصصوا فيها، كطب العيون والعظام وغيرها، ونبغوا في أمور أخرى كثيرة كتشخيص المرض وصناعة الأدوية وانشاء المستوصفات واجراء العمليات الجراحية كاستئصال الأورام.

المصدر: فوزية رمضان، دراسات في علم الاجتماع الطبي، 1985.إقبال ابراهيم، العمل الاجتماعي في مجال الرعاية الطبية، 1991.سامية محمد جابر، علم الاجتماع العام، 2004.حسين عبد الحميد، دور المتغيرات الاجتماعية في الطب والأمراض، 1983.


شارك المقالة: