الانتحار كمشكلة اجتماعية

اقرأ في هذا المقال


الانتحار: هو قيام الشّخص مُتعمداً بعمل ما يؤدّي نفسه ومحاولة إنهاء حياته عمداً، بطُرُقٍ عديدة قد تطرأ على بالهِ وتفكيرهِ، وتتنوّع طرق الانتحار وقد تبوء بعضها بالفشل وبعضها الآخر يؤدي إلى الموت فوراً، وهو مُحرّمٌ شرعاً وقطعاً. ويلجأ الأشخاص إلى هذه الوسيلة المحرّمة شرعاً للتّخلّص من مشاكل وصعوبات الحياة.

أسباب الانتحار

يعتبر الاكتئاب من أكثر الأسباب شيوعاً وراء الانتحار، فالأشخاص المصابون بالاكتئاب الشديد دائماً ما يعانون من الشعور بُمعاناةٍ تسطير على حياتهم وتدفعهم للتَّخلّص منها، وهناك العديد من الأسباب الاجتماعية والثقافية التي تؤدّي لارتكاب الانتحار منها: صعوبة طلب المساعدة والدّعم من الآخرين عند الشعور بالعزلة، وعدم تقَبُّل الآخرين للأشخاص.

وهناك أسباب أخرى للانتحار وهي: وجود تاريخ عائلي مليء بمشاكل في الصحة العقلية، وتعاطي المخدرات، والعنف، والانتحار، ومشاعر اليأس والعُزلة والوحدة ومواجهة مشاكل قانونية وتعاطي المخدارت والكحول والتعرّض لبعض المشاكل التأديبية والاجتماعية والمدرسية خاصةً عند الأطفال، والتعرّض للتنمّر والمُعاناة من اضطراب نفسي أو مرض عقلي مثل: اضطراب التكيّف، واضطراب الشخصية الحادّ، واضطراب الهوية، واضطرابات القلق الاجتماعي، واضطراب القلق العام.

كيف نتخلص من مشكلة الانتحار


 1- الحصول على استشارة طبية نفسية، حيث نتعرَّف على الدوافع المُسبّبة لفكرة لانتحار لكي نبدأ في علاجها والتخلُّص منها.

2-نطرد هذهِ الفكرة بالعمل النافع ، ونحاول أن نخرج إلى فضاء أوسع ونفكّر بإيجابيّة.

3- محاولة الابتعاد عن العزلة والوحدة عند الإحساس بدوّامة الأفكار الهدّامة المُحبِطَة، والسعي للجلوس بين الناس وخصوصاً أصحاب الطاقات الإيجابيّة، وأصحاب النفوس المعطاءة ، الذين يُبادرون إلى العون والمساعدة بالنصح والإرشاد؛ فالحياة الإجتماعيّة الطيّبة والصُّحبة الجيّدة هي دواء للسلوكيات النفسيّة السلبيّة.

4- البحث عن حلول للمشاكل الاجتماعية والمالية وغيرها، والسعي دائماً لإيجاد الحلول السليمة المشروعة، والتوكل على الله في جميع الأمور.

الحد من ظاهرة الانتحار

أولاً:التربية والتنشئة السليمة: تعتبر الأسرة اللّبنة الأساسيّة في المجتمع، فهي المسؤولة عن المرحلة الأولى التي يبدأ الفرد فيها باكتساب عاداته، وتكوين ذاته، وبناء أفكاره ومُعتقداته، فإذا نشأ في بيئة سليمة صالحة كان فرداً صالحاً، أمّا إذا كانت البيئة التي يعيش فيها سيّئة فإنّ ذلك سينعكس عليه وعلى مجتمعه مستقبلاً.

ثانياً: الوازع الدّينيّ: يُعدُّ الوازع الدّينيّ، والتربية الدينية، والخوف من الله تعالى، والحرص على ما يرضى سبباً قويّاً لردع المسلم عن الانتحار، وعن كلّ ما هو محرّم من الأعمال والأقوال، فالمؤمن لا يفقد ثقته بخالقه، وبحكمته، وعدله، ورحمته، فهو يعلم بأنّ بعد العسر يُسر، وبعد كلّ ضيق فرج ويتوكل على الله في جميع أموره وأحواله.

ثالثاً: الحدّ من العنف الأسريّ والمشاكل الزّوجيّة: فالمشاكل الأسريّة تؤثّر بالدّرجة الأولى على نفسيّة الطّفل أو الأبناء بشكل عام ممّا يؤدّي إلى لجوئهم إلى ما يخلّصهم من هذه الضّغوطات النّفسيّة والمشاكل الأسرية التي قد يتعرضون لها بشكل مُستمر في أُسرهم.

رابعاً: الرعاية الاجتماعيّة: إذ يعتبر الفرق بين الطّبقات الاجتماعية عاملاً مُسبّباً للانتحار، والرّعاية الاجتماعية تساعد على الحدّ من هذه الظّاهرة، وإيجاد مؤسّسات اجتماعية ترعى الشباب وغيرهم من جميع النواحي في هذه الحياة.

خامساً: التّوظيف والقضاء على مشكلة البطالة: إنّ العمل على توفير فرص عمل ووظائف للعاطلين عن العمل يؤدّي إلى التّقليل من ظاهرة الانتحار؛ لأنَّ العمل يملأ أوقات الفراغ، ولا يكون هناك أيّ مجال أمام الشّباب للتّفكير بطريقة سلبيّة والإقدام على مُحرَّم كهذا، فبالعمل يَشعر الإنسان بأنّه كائن مُنتج، فيشعر بالإنجاز، ويصبح لدية قناعة بأنّ هناك قيمة مُهمّة له في الحياة.

الانتحار: مشكلة اجتماعية تستدعي الوعي والعناية

يعد الانتحار ظاهرة مأساوية تتسبب في فقدان حياة العديد من الأفراد حول العالم، وتمثل مشكلة اجتماعية خطيرة يجب التعامل معها بفعالية وبتكامل الجهود المجتمعية والصحية. تعتبر هذه الظاهرة أكثر من مجرد تحدي صحي، إذ تتعدى إلى أبعاد اجتماعية ونفسية تستدعي فهمًا عميقًا ومعالجة شاملة.

الأبعاد الاجتماعية للانتحار: تعكس حالات الانتحار العديد من القضايا الاجتماعية المعقدة التي يمكن أن تتراوح بين التمييز والضغوط الاقتصادية والعزلة الاجتماعية. يمكن أن يكون للعوامل الاجتماعية مثل فقدان الوظيفة، والعنف، والمشاكل العائلية، دوراً هاماً في زيادة مخاطر الانتحار.

الأبعاد النفسية: تتضمن الأبعاد النفسية العديد من العوامل، من بينها اضطرابات الصحة النفسية، والاكتئاب، والقلق، وضغوط الحياة. يمكن أن تكون هذه العوامل مترابطة، وقد تزيد من فرص حدوث أفكار الانتحار وتنفيذها.

التحديات في التشخيص والوقاية: تواجه التشخيص والوقاية من الانتحار تحديات عديدة، بدءًا من الكشف المبكر عن علامات الخطر، وصولاً إلى توفير الدعم النفسي والعلاج اللازم. يتطلب التعامل مع هذه المشكلة تعاوناً شاملاً بين المجتمعات، والمؤسسات الصحية، والمسؤولين الحكوميين.

التوعية والتعليم: تلعب التوعية والتعليم دوراً حيوياً في تحسين الفهم العام حول قضية الانتحار وتقليل النوايا الانتحارية. يجب أن تتضمن جهود التوعية التحديث المستمر للمجتمع حول العلامات النفسية للانتحار وكيفية التعامل معها.

ضرورة الدعم الاجتماعي: يعتبر الدعم الاجتماعي للأفراد المعرضين لخطر الانتحار ضروريًا. يشمل ذلك إقامة شبكات دعم اجتماعي قوية، وتوفير فرص التواصل، وتعزيز الاندماج الاجتماعي.

في مواجهة مشكلة الانتحار، يجب أن تكون الاستجابة شاملة ومتكاملة، تتضمن الوقاية والعلاج والتوعية. يحتاج المجتمع بأسره إلى تكاتف الجهود لتوفير بيئة داعمة وصحية تقلل من حدوث حالات الانتحار وتقدم الدعم اللازم للأفراد المتأثرين.


شارك المقالة: